نزع أنياب الثعابين

2014/04/01 الساعة 12:49 صباحاً

مقابل تقوية نفوذه في المحافظات الجنوبية وإحكام القبضة على الحراك الجنوبي وشراء قياداته وشيطنة خصوم الأمس واليوم واستدعاء صراعات "الزمرة والطغمة"، يعمل هادي على تفكيك وإضعاف القوى الوطنية والقبلية في المحافظات الشمالية على اعتبار أنها (صانعة التحولات، صانعة الرؤساء)، ويراهن على تنويم الحالة الشبابية وتمزق المكونات الثورية.. يتبع هادي استراتيجية "نزع أنياب الثعابين"، في سبيل المضي في بناء قوته الخاصة التي تتمدد في مؤسسات الدولة بشقيها العسكري والمدني وسلطاتها المختلفة، وقد نجح في إحكام القبضة في مفاصل الثروة عبر تعيين أقارب ومحسوبين في المؤسسات الإيرادية. في إدارة الصراع بين قوى الثورة السلمية والثورة المضادة. لم يتنكر هادي لجميل الرئيس السابق الذي لا يزال رئيساً له تنظيمياً في حزب المؤتمر الشعبي العام، ومن المؤسف أنه يبدو كمن يتنكر لقوى الثورة التي تعد غطاءه السياسي وسنده الاستراتيجي ووضعت مصير ومستقبل البلاد في عهدته، إنه يعاملها بنظرية "العصا والجزرة" ويحتفظ معها بـ"شعرة معاوية". ينظر ويتعامل هادي مع قوى العنف في الشمال والجنوب بقاعدة "عين الرضا"، ويقدم الجيش كبش فداء لسياسته، ويحول الدولة إلى مشيخة ويتحول هو إلى "شيخ قبيلة" يقدم التحكيم للجناة ويتجاهل تضحيات آلاف الضباط والجنود الذين لا يجدون من يقوم بدفنهم وانتشال جثثهم. هذه السياسة الماضوية تمثل "ضربة قاصمة" في لحمة ومعنويات المؤسسة العسكرية وتنتقص من هيبة الدولة وكرامة وسيادية منصب رئيس الجمهورية، وتشجع قوى العنف والجماعات المسلحة على التمدد وبسط النفوذ، كما وتشجع على انتشار الجريمة في البلاد. ويؤسفني القول أن ذلك قد يقود البلاد إلى الصراعات البينية والاقتتال الأهلي. *** تخطئ قوى الثورة بتماهيها مع ترحيل المهام والتسويف في تنفيذها، وتخلق بيئة مشجعة لنمو ديكتاتوريات جديدة وتفرد الرئاسة بالقرار ومصادرة صلاحيات رئيس وأعضاء الحكومة وصلاحيات سلطات ومؤسسات الدولة والخروج عن دائرة التوافق التي فرضتها المرحلة (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ). تقديم التنازلات «غير المشروطة» والاتكاء على مبادئ "النوايا الحسنة" يخلق إغراءات أمام هادي ويفتح شهيته لتثبيت مداميك مشروعه الشخصي (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه). العودة لجوهر المبادرة الخليجية هي أسوأ الخيارات الممكنة المتاحة أمام قوى وأنصار الثورة وبيدها كثير من الأوراق الضاغطة لتعديل المسار والخروج من الانحراف القائم. ما هو متاح اليوم قد يكون مستحيلاً غداً، وإذا كانت العودة "بخفي حنين" ممكنة اليوم؛ قد نلجأ للسير حفاة الأقدام في الصحراء الملتهبة.. وهو ما لا نتمناه. *رئيس تحرير أسبوعية "الأهالي"