وفاز أردوغان وخسر المراهنون على خسارته في كل مكان حتى في يمن الإيمان ، دخل أرض المعركة وحيدا ليس معه إلا من إبتلاه بالحكم وبشره بالنصر أضف إلى ذلك ماتمتع به من صدق وأمانة وقوة وخبرة ومرونة احتوى كل ذلك في قالب الحكمة وبعزيمة لاتتقهقر وبإرادة لاتلين وبإخلاص منقطع النضير ، خاظ غمار المنافسة وقد سبقته منجزاته إلى كل شبر وزاوية في تركيا -نعم تركيا أسطورة الحضارة وريحانة التاريخ - أعاد لها (الطيب ) طيبها وألقها وأوصل وهجها وأشعتها إلى حيث تشرق وتغيب الشمس بل حين غابت وتلاشت الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس فقد أضحت تركيا شمسا
تشرق على المعمورة وقودها منجزات عملاقها وعمل دؤب وتقدم ملحوظ ...
رجب ذاق التعب والنصب غير أنه استعذب ذلك في سبيل وطنه وأمته ، فكلما ابتنى صروح المجد في تركيا وأشرفت تلك الصروح وطاولت صروح الغرب والشرق حفر أعداؤه له الخنادق ونصبوا المتارس وحاكوا المؤمرات والدسائس والفتن وبذروا بذور الشقاق والنفاق في أرض حصد الطيب شوكها وغرسها رياضا وجنانا تفيئ انجازان وتثمر رخاء وتقدما فتنسم الأتراك على اختلاف أعراقهم وأديانهم وأفكارهم عبير نهضته وقالوا تحت أفياء عظمته كيف لا ؟وهو يستمد كل أسباب النصر ذلك من النبع الذي نهل منه جده ( محمد الفاتح ) ..
لم ينزل أردوغان إلى الشارع ليستجدي الأصوات ويوزع الهبات والعطايا والرشا والقبلات ليختاروه ونهجه وإنما نزل ليقف سامقا بين الحشود الهادرة ليجدد العهد أنه ماض في رقيه في معراج التقدم طامحا للوصول إلى أقصى ذرى المجد وأنه لايضيره نباح النابحين ولا كيد الخائنين ولا مكر الماكرين حتى ولو كانوا عربا أو مسلمين ، إن الطيب يدرك أن الطيبون للطيبات وأنهم أولياء بعض وشركاء في تلك النهضة وذلك التقدم فلذلك لم يستأثر بتلك الإنجازات لنفسه ولم يتبعها منا أو أذى ولم تكن فضلا منه ولا منحة وإنما أعلنها مدوية في تلك الميادين والملاييين أنه لم يقم
إلا بالواجب في أدنى درجاته بكل ما أوتي من قوة ومن جهد ويسعى جاهدا لأن يأتي بالواجب في أعلى درجاته وبكل مااستطاع من قوة ،
لم يكن الشعب التركي في حاجة للتعريف بقائدهم الطيب فقد عرفوه بأعماله لا بأقواله وبإنجازاته لا بإخفاقاته وبمواقفه لا بمنافقته وبنصرته لا بخذلانه ، نعم لقد تعدى طيب الطيب حدود آسيا الصغرى وتنسمته الإنسانية في كل مكان قدر له أن يصل إليه فكان طيبا مزاجه الحرية والعزة والكرامة ، لقد قامت تركيا بواجب الأمة حين قعدت العروبة وانبطحت القومية وحققت المستحيل حين تواطأ على الحرية والكرامة والعزة بل وغزة أصحاب السمو والمعالي والفخامة والزعامة ، لن يخلد الطيب ولم يعد أحدا ليرثه ولم يوص لأحد من بعده ولم يسيج حكمه بالعمائم أو البيادات ولم تكن
له حاشية تزين له المنكر فتصفر له العداد فيخلد في الحكم ومن بعده ذريته مادامت الأرض والسماوات...
هذا هو الطيب وتلك إنجازته التي أغرت صدور أعدائه وأضرمت فيها نيران الحقد غير أن الله جعلها عليه بردا وسلاما فما عسى أولئك الزبد و الغوغاء والحمقى قائلون بعد فوزه ؟ لاشك أنهم لن يفتروا ولن يكلوا من نسج الأكاذيب والشائعات وسيقللون من نصره ويشككون من فوزه ويتوعدون ويتعاهدون لإسقاطه بكل الوسائل والمنكرات غير أن الطيب يدرك أن الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ، وأخيرا إن على بقية أعضاء الحركة التي ينتمي إليها الطيب والمستبشرين بنصره أن يتعلموا حيث تعلم الطيب وأن يعلموا أن التقوقع حول مدفأة الحركة والتردد والتنازع والتمسك بأصالة
الحركة دون المرونة ومراعاة الأصالة لن يكسبها إلا مزيدا من العزلة والإنحسار