عريس.. تحت الفصل السابع

2014/04/07 الساعة 12:58 مساءً

لم أكن اتصور من قبل أن ذلك الرُجل، الناجح في عمله الذي يحظى بمكانتة رفيعة عند الكثيرين ممن يعرفوه في العمل والمجتمع ، والذي كنت قد رسمتُ له صورةٌ ذهنيه في مخيلتي بإنهُ نموذجاً فريداً للرجال الذين يؤمنون بإنصاف المرأة والوقوف إلى جانبها، ويدعمونها لنيل حقوقها، ان يضرب زوجته (الجامعية) امام اطفالهما، وهو بكامل قواة العقلية، ودون دافع يستحق، فقط لإعتزامها المشاركة في احدى حملات التوعية بمخرجات الحوار الوطني اليمني في صنعاء، رغم تشجيعه لمساهمتها في كثير من الأنشطة المماثلة المتصلة بالحقوق والحريات وقضايا المرأه إلى جانب القيام واجباتها الوظيفية اليومية - لم اتصور ان يفعل ما فعل، إلا عندما روت لي صديقتي عن هذه الحادثه التي وقعت بينه وبين شقيقتها (زوجته) التي كانت تضرب بهما وبزواجهما المثالية للعلاقة الأُسرية كنموذج يمكن الاقتداء به لما يجُسده من تفاهم أُسري وتوافق ثقافي وفكري بينهما، وكتجربة يمكن ان يستفيد منها الرجل والمرأه معاً تحكي عن قرب واقع حي عن تشجيع الرجل للمرأه للعمل، ومشاركتها في الأنشطة المختلفة كواجب ينبغي عليها تاديته تجاه الوطن والمجتمع اليمني، وعن استطاعتها التوفيق بين تادية واجباتها الوظيفية، ومشاركتها في الأنشطه الحقوقية، وبين واجباتها والتزاماتها الأُسرية ورعاية اطفالها بمساعدة والدتها بعد ان فضلا الزوجين بقائها معهما في المنزل.

 

كنت استمع لصديقتي وهي تروي ماحدث مع شقيقتها وحالتي الحزن والاستغراب لم يبارحا وجهها البرئ، استمرت تسرد ما حدث وهي تتنهد: " لقد همّ زوجها من مجلسه في حين كانت شقيقتي (زوجته) تستعد لمغادرة المنزل للحضور إلى خيمة حملة التوعية بمخرجات الحوار الوطني - ليمنعها ويشتمها ووضعها امام خيارين "الحضور والمشاركة في الحملة أما السماح له بالزواج بعروس أُخرى عليها"، رغم موافقته لها في المساء على حضورها الحملة، واذا بهِ عند اصرارها يُشدها من شعرها دون احتراماً لوالدتها أو اطفالهما واوسعها ضرباً كاد أن يؤدي بحياتها لولاء تدخل الجيران".

 

واصلت صديقتي حديثها وهي في حالة الاستغراب والألم من هول ما حدث وهزت براسها "لقد فهّمت لماذا كال عليها كل ذلك الضرب؟!.. الأمر لا يتعلق بمعارضته لخروجها من المنزل، وانما كان يريد منها ان تتقبل موضوع اقدامه على الزواج، لأنه المّح لها أكثر من مره بذلك بعد أن اصبح يمتلك تجارة وأرصدة في البنوك".

 

ثم تسألت فجأة وهي تتذكر ماجاء في مقالة سابقه كنت قد تناولت فيها موضوع الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وسألتني هل يمكن ان يضعوا هذا الرجل تحت الفصل السابع خصوصاً وان القرار أشار إلى حقوق المرأه والزام حكومة اليمن بمنح نسبة 30% من السلطة للمرأه، أو حتى تهديده بذلك الفصل كي لايُكرر مافعله مع زوجته؟.

 

إجبتها بسرد تفاصيل واقعه مماثلة حدثت مع زميلتي في العمل التي تغير على زوجها من الهواء الطائر حتى وصلت بها نار الغيرة عندها لشراء كاسيتات وسيديهات متشابهة تتضمن أغنية ( يحسدوني على حظي وأنا حظي أعوج) يقول مطلعها :"يحسدوني على حظي، وانا حظي اعوج... وزيد ابليس قال لي تزوج الله أكبر على من شار لي بالزواجه"، حيث قامت بنسخها على جوال زوجها وتحميلها في جهاز الصوت الخاص بسيارتة، وجهازه المحمول، وكل صوتيات المنزل، باستثناء مكان عمله "الوحيد" الذي لم تصل اليه، للأسف المرأة أستخدمت الأغنية مع (اعتذاري واحترامي للفنان وكاتب كلماتها) كسلاح لإسكات فمّ زوجها إن اراد مرةٌ أخرى الحديث عن الزواج أو حتىى التفكير به، بل ولصم أُذنيه للإستماع لأي نصيحةً يتلقاها للزواج باخرى.

 

وانا اختتم قصة زميلتي في العمل اطال الله بعمرها واسعدها، وجدت صديقتي تهز راسها ، ضننت من هذا أنها قد فهمت أين تُكمن المشكلة؟ ، فسألتها بعد أن تم خطبتك قبل بضع شهور: انتي مقبله الان على الزواج فكيف ستتعاملين مع عريسك؟.

 

لم أُكن متوقعه من أنها سُتجيب بتلك الثقة والشموخ والكبرياء: "ساشترط عليه قبل عقد القران بإن يضع نفسه تحت البند السابع".

 

كثير منهنَ النساء اللواتي يتعرضن للضرب والأبتزاز والعنف الزوجي يتفاجئن بتفكير ازواجُهنَ بالزواج والاقدام عليه أو الطلاق وتحويل حياتُهنَ إلى جحيم بسبب التعسف الأُسري واستضعافهن، خصوصاً اولئك الازواج الذين يقدمون على هذه الخطوة دون مبررٌ أو دافع يستحق ( زواج البطره)، واحياناً تتحول أُسرهن إلى مليشيات مسلحة بسبب عدم التوافق والعدل، بإستثناء القلائل ممن اتبعوا سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عمّت السعادة في بيوتهم لأنهم تقاة وعملوا بقول الله سبحانه وتعالى : {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ? فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ? وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [129 النساء] وهنا على اخوتنا الرجال مراعاة العدل والعمل بقول الله تعالى {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [3 النساء] .

 

 

 كما لا اتفق مع من يرى ان جميع من يتزجوا هم مرضى نفسيون أو مهووسون بالتفاخر في او ساط المجتمع، و إن كانوا مستورين مادياً، بل أنَ بعضهم - إن لم يُكن معظمهم هم ممن يبحثون في العروس الجديدة عن ماينقصهم في حياتهم وما لم يجدوه في الزوجه القديمة.

 

 

امام هذه المشكلة التي بالطبع أساسها ذاتي يتعلق بالزوجه نفسها فانهُ لن تجدي معها نفعاً سياسة الترويض أو الطفيش وفرض على الزوج الاستماع القسري لاغنية الفنان الشاب نادر الجرادي( يحسدوني على حظي وأنا حظي أعوج)، ولن تجدي ايضاً معها محاولات التهديد بالفصل السابع أو حتى فرض عليه أي عقوبات عائلية أو غيرها من الطرائق والاساليب التي تتبعها احياناً بعض النسوه.

 

وعلى المراة ان تبحث عن جوهر المشكلة واسبابها في ذاتها، و ان تفتش عن ماينقص زوجها وكيف يمكن لها توفير له السعادة الزوجية؟ وان تعمل باخلاص بما أمرنا الله به طاعة الزوج والاعتناء بنفسها وببيتها ومظهرها، و ان توفر ظروف الراحة النفسية والسعادة الزوجية لأُسرتها، و ان تقلع عن أي سلوكيات أو غرائز تُنفر بهِ وكذلك عليه هو ايضاً ان ينصحها ويصارحها بما يراه غير محبب فيها ومساعدتها للتغلب على أي مُشكلات تُعكر عشهما الزوجي.