القصة الكاملة لتواطؤ إدارة السجن المركزي مع القاعدة

2014/04/08 الساعة 03:49 مساءً

شاهدت الفيلم الذي نشره تنظيم القاعدة عن هروب السجناء، 29 سجيناً، من السجن المركزي في صنعاء، فبراير 2014.. 



في الفيلم يتحدث الهاربون بصورة لا لبس فيها عن تواطؤ جهات أمنية معهم. 



يقول أحد الهاربين: 

صنعنا عشر قنابل قوية الانفجار داخل السجن! 

يصف قوة انفجارها: ظن البعض من شدة انفجارها أنها مفخخة! 

أي أن كمية البارود التي حصلوا عليها لصناعة القنابل كانت كبيرة. 



يقول: 

ثلاث دقائق وقد خرجنا. العسكر جلسوا «يشتبكوا بينهم البين!» 



يقول هارب من التنظيم: 

بدأنا الترتيب للهروب. دخلت الأغراض كامل! صنعنا عشر قنابل في الغرفة اللي كنا فيها وعبوة مركزة إذا احتجناها، والاخوة يتكفلوا بالسور. 



أسئلة: 

يتحدث هنا عن دخول كل أغراض «صناعة القنابل» وأن عملية التصنيع تمت في نفس الغرفة، غرفة السجن. يتحدث أيضاً عن اتفاق، يقول: اصنعوا القنابل أنتم هنا، والآخرون سيتولون مهمة السور من الخارج! من هم؟ من هو الوسيط بين الطرفين؟ هناك جسر بين الطرفين واضح بصورة حاسمة، بين صناع القنابل وبين صناع المفخخة في الخارج. يتحدث أيضاً عن عبوات احتياطية مركزة، أي عن عبوات خاصة بكميات إضافية طبعاً من مادة الانفجار. من هو الذي جلب كل تلك «الأغراض»؟ 



في الجزء المخفي من القصة هناك جهة ذات سلطة إدارية على السجن، عند أي درجة، عملت على توفير المواد المتفجرة، أتاحت وقتاً كافياً لصناعة القنابل، منعت أي تحرٍ أو زيارة إلى غرفة السجناء من قبل أي ضابط أو عسكري ليس جزءً من هذه الدائرة الخبيثة، نسقت مع «الإخوة الذين سيتولون مهمة السور» في الخارج، حددت الجهة التي سيخرجون منها، واسم الشارع الذي سيتجهون إليه بعد انهيار السور. 



يقول آخر: 

«الإشارة قد مع الشباب من يوم ما كملنا العسكر! والشباب ما شاء الله اشتغلوا بالمعدلات والبوازيك!» 



شرح: 

يقصد بالشباب: المهاجمين من الخارج. يتحدث عن عملية قتل للجنود داخل السجن نفذها المسجون، أي أن جهة ما اعطتهم السلاح في الوقت المناسب لاستعماله مباشرة. إذ من غير الممكن أن يكونوا قد حصلوا على السلاح داخل السجن بغير تلك الطريقة. فضلاً عن أن هذه الجهة التي قامت بتوزيع السلاح قبل تدشين عملية الهروب بدقيقة واحدة، ربما، لم توزعه على ثلاثة أشخاص بل على 29 شخصاً. وأن كمية السلاح كانت كافية لقتل كل العسكر. يستخدم قائد المجموعة جملة: كملنا العسكر. أي خلصنا عليهم. لذلك يروي بقية القصة هادئاً، فقد طلب من أصحابه أن ينتظروا قليلاً. لكنه أيضاً سمع اشتباكات في مكان بعيد خارج السجن «بين العسكر والعسكر» أي أن جهة غطت على العملية بإحداث مشهد من القتال العسكري العسكري! 



أي أنهم حصلوا على سلاح وخطة حركة داخل السجن، وبسرعة قتلوا كل الجنود الذين يقفون ما بين غرفة صناعة القنابل والسور. يتحدث هنا عن «الإشارة التي مع الشباب بعد الانتهاء من قتل العسكر في الداخل». أي عن جهة داخل السجن تملك أدوات اتصال، وعلى علاقة مباشرة على مدار الثانية مع «الشباب في الخارج». هذه الجهة المكلفة بالاتصال هي بالتأكيد ليست جزء من المجموعة المسجونة، بل جزء من إدارة السجن. الإدارة هي الوحيدة التي تملك أدوات الاتصال والخطة. 



أعطت المجموعة المتواطئة من الضباط أو إدارة السجن الإشارة إلى «الشباب ما شاء الله» في الخارج، فاتجهوا بالمعدلات والبوازيك وهاجموا «جزءاً من سور السجن الكبير» بالضبط من الناحية التي يتواجد فيها السجناء بعد أن قتلوا الجنود. 



بقية الجنود في السجن «اشتبكوا بينهم البين». فقد كانت هناك جهة تحاول أن تمنعهم من الهرب وجهة تساعدهم على الهرب. أشار إليهما قائد فريق القاعدة في السجن بقوله: اشتبكوا بينهم البين. 



جزء مفقود من القصة: 

يتحدث الهاربون في الفيديو عن خروج 29 سجيناً. لكنهم يتحدثون في الفيديو فقط عن أربعة أشخاص كانوا في غرفة واحدة. أي أن بقية الهاربين جاؤوا من غرف أخرى بعيدة ومفصولة، التقوا جميعاً في نفس المكان في نفس الدقيقة وبنفس الطريقة وأعطيت الإشارة لهم بنفس السرعة والدقة. لاحظوا أنه يقول إن عملية الهروب كلها استغرقت ثلاث دقائق. 



يواصل قاعد المجموعة حديثه: 

«الشباب ما شاء الله عليهم يشتوا يخرجوا وعاد السيارة ما انفجرت». 



شرح: 

نحن هنا أمام مجموعة تتلقى التعليمات بالدقيقة، التعليمات الدقيقة جداً. تقف في المكان الصح، واثقة تماماً. يقول لهم القائد تمهلوا قليلاً ستنفجر السيارة المفخخة حالاً. رغم إنهم قتلوا للتو مجموعة كبيرة من الجنود، ومن المفترض أن جنوداً آخرين قادمين الآن لحصارهم بعد سماع أصوات الاشتباكات داخل السجن. لكنهم لم يكونوا خائفين، بالمرة، ولم يرتبكوا، ولم يصل إليهم أحد! 



يتحدث: 

«وأنا قد قلت لهم لا احد يخرج إلا أنا أقول لكم». 

تعليق: 

قائد هادئ، لديه معلومات كافية. 

يقول: 

السيارة انفجرت انفجاراً مباشراً مقابل البوابة حقنا. 

تعليق: 

السيارة القادمة من الخارج لديها خارطة كاملة بالسجن، حتى إنها انفجرت في مساحة تقع مباشرة في مواجهة بوابة داخلية يجتمع عندها السجناء استعداداً للهرب. 



يتحدث عن لحظة الانفجار، انفجار المفخخة، يقول إن مجموعة خرجت قبل أن تنطفئ النار، بين الدخان: 

«وما بش حاجة تشتاف. تغمض عينك تفتح خارج. أنا ما حد غمض عيني أنا ما خرجت إلا وأنا أشوف». 



يشرح الفكرة أكثر: 

«الحمد لله خرج الشباب وجروا مثلما قلنا لهم. كانت الطريق بسيطة أول ما تخرجوا تروح يمين إلى نهاية الشارع الشباب منتظرين هناك، ما بش لفات». 



قامت جهات داخل السجن بتنظيم عملية الهروب، قدمت كل التسهيلات، بدءاً من التنسيق مع قائد تنظيم القاعدة نفسه، الوحيشي، الذي يظهر في الفيديو باعتباره العقل المدبر لكل شيء بما في ذلك هذه العملية، فهو الوحيد المخول بإصدار قرار كهذا، ومروراً بتزويد السجناء بكميات كافية من «تي إن تي» يكفي لصناعة قنابل قال إن قوتها الانفجارية بدت كأنها مفخخة!، وصولاً إلى تحديد ساعة الفعل، الطريق إلى السور، المكان المناسب من السور، موقع الانتظار في الخارج. 



يتحدث أيضاً عن الشباب الذين استخدموا المعدلات والبوازيك. ربما كانوا في الخارج! لا في الداخل. أي عن مجموعة كبيرة على أكثر من سيارة تحمل «طبقات من السلاح» من الرشاش حتى البازوكة، صعداً حتى المفخخة. 



رواية تنظيم القاعدة للعملية تركت ظلالاً كبيراً. 



في الفيديو ينشد أعضاء التنظيم، الذين يظهرون بين تلال ومجرى سيول، أهازيجهم بأكثر من لهجة. تمر الكاميرا على الوجوه المغطاة. 



في الصورة كان هناك رجلان يحملان رشاشين، يقفان كتفاً لكتف، يغطيان وجهيهما، لكن خصلات شعرهما تصل إلى الكتفين: خصلات طويلة، بنية اللون، ناعمة و.... curly.