يتعرض جنود الجيش والأمن لهجمات متكررة من مسلحين مجهولين وعصابات إجرامية في استهداف مخطط وممنهج من قبل عصابات إرهابية وجماعات عنف متمردة وخارجة على الدولة والقوانين والشرائع وهي جرائم غادرة وإرهابية ومحل إدانة واستنكار كل أبناء المجتمع اليمني وقواه الحية وفي مقدمة هذه القوى علماء اليمن الذين يستنكرون مثل هذه الجرائم والبشعة ويدينونها ويجرمونها في كل فعالياتهم وخطبهم ومقالاتهم وبياناتهم وتصريحاتهم ويطالبون بالكشف عمن يقوم وراء هذه الجرائم وتقديمهم للمحاكمة وتنفيذ العقوبة الرادعة والجزاء العادل بحقهم وفي كل بيان يصدر عن علماء اليمن كان العلماء يؤكدون على "حرمة الاعتداء على المدنيين والعسكريين وحرمة إزهاق الأرواح ووجوب صيانة الدماء والأعراض والأموال والممتلكات العامة والخاصة، والمحافظة عليها " لقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» [رواه مسلم] وإيقاف نزيف الدم وإزهاق الأرواح، ومنع تدمير البنية الاقتصادية والعسكرية وإنهاكها .
وعندما قامت مجموعة إجرامية من استهداف جنود الأمن المركزي أثناء تدريبهم في ميدان السبعين مما أدى لاستشهاد وجرح العشرات من جنود الأمن المركزي استنكرت هيئة علماء اليمن هذه الجريمة البشعة وأدانتها بأقوى العبارات وبأوضح موقف ودعت الهيئة لحماية جنود الجيش والأمن وبذل كل الأسباب لحماية الجنود من الاستهداف والحفاظ على المؤسسة العسكرية والأمنية كإنجاز للوطن وصونها لتؤدي واجبها في إطار الدستور والقانون ولتدليل على ما نقول سنأخذ هنا نموذج واحد من بيان شتى وتصريحات وحوارات عديدة شددت وأكدت على حرمة دماء جنود الجيش والأمن وهو بيان صادر عن هيئة علماء في 20 شوال 1434هـ الموافق 28 أغسطس 2013م وعلى إثر استشهاد وجرح 19 من ضباط الجوية في هجوم إرهابي استهدف حافلتهم حيث أصدرت هيئة علماء اليمن بيانا أكدت فيه على أن حق الحياة من أعلى درجات الحقوق الشخصية للإنسان في الشريعة الإسلامية وغيرها من الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وجاء في نص البيان : لقد فوجئت هيئة علماء اليمن كما فوجئ الشعب اليمني بحوادث إجرامية وظواهر دخيلة على الشعب اليمني يرفضها الإسلام ويأباها , تستبيح الأرواح البريئة والنفوس المعصومة في أوساط المدنيين والعسكريين والتي من آخرها تفجير حافلة للقوات الجوية في العاصمة صنعاء الذي استهدف عدد من الضباط والأفراد , بالإضافة إلى ما يجري من انتهاك لسيادة البلاد وقتل واستباحة لدماء أبناء الشعب اليمني خارج القضاء بطائرات بدون طيار , وتجاه هذا كله , فإن هيئة علماء اليمن تدين وتستنكر ذلك، وتؤكد على الآتي :
1- وجوب تعظيم حرمة الدماء المعصومة والأرواح البريئة للمدنيين والعسكريين، قال صلى الله عليه وسلم : (كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلاَّ مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا، أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني ، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ( وَلَو أَنَّ أَهْل سَمَاوَاتِه وَأَهْل أَرْضِهِ اشْتَرَكُوْا فِي دَم مُؤْمِنٍ؛ لأَدْخَلَهُمُ الْلَّهُ الْنَّارَ ) رواه البيهقي .
2- حرمة القتل خارج القضاء الشرعي وبدون محاكمة شرعية عادلة.
3- وجوب قيام الدولة بمسؤوليتها في ضمان حماية وصيانة الدماء المعصومة لكل أبناء الشعب اليمني وإقامة شرع الله تعالى في معاقبة كل من يعتدي على النفوس البريئة بالقصاص الشرعي ، قال صلى الله عليه وآله صحبه وسلم( ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم, وينصح لهم, إلا لم يدخل معهم الجنة ( أخرجه مسلم ، وقال صلى الله عليه وآله صحبه وسلم : ( ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة ) رواه البخاري .
4- واعتبرت هيئة علماء اليمن هذه الجرائم الإرهابية التي تستهدف المواطنين وجنود الجيش والأمن منكرات وجرائم ودعت كل العلماء والخطباء والمشايخ والسياسيين والإعلاميين والمدرسيين بالقيام بواجبهم في التحذير من هذه المنكرات والظواهر الدخيلة على ديننا وقيم شعبنا اليمني المسلم والتي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة القلاقل والفتن، قال («أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ، فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ، أَنْ يُقَولَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكَّرَ بِعَظِيمٍ ) رواه أحمد.