في كثير من الاحيان ادخل مع ذاتي في جدل دائم ، لماذا لم يتحسن وضع اليمن في العاميين الماضيين ؟ ، من هو المسؤول عن كل مانحن فيه من عبث وفوضى ، من ياس وإحباط و اكتئاب ؟ كنت في البدء أظن باني الوحيدة التي اعاني من هذه الحالة ، وإذا بي اجد كثيرات وكثيرون وكثر مثل حالتي ، نعاني من نفس الحالة " ضيق ، ضجر، إحباط ، اكتئاب ، يأس " وظننت وإذا بعد الظن إثم أن أعلى رأس في الدولة هو السبب – بالمختصر المفيد " ولي الامر/ رئيس الدولة الحالي " هو المسؤول عما نحن فيه ، وإذ بي أمنحه البراءة لان بعد الظن إثم ، فقد يكون حاله من حالنا ، لأنه ورث ميراث من اللانظام ومنظومة من الفساد سرقت من أعمارنا ثلاثة وثلاثون عاما ، فيها تعلم جيل بأكمله ممن سبقوه آلية الفساد المقنن وغير المقنن ، ضف إليها بان تلك الوجوه والادرع التي كانت في العهد السابق في معظمها مازالت موجودة كما هي أسقطت أقنعتها السابقة وارتدت أقنعة أخرى والغريب أنها تتحدث عن ضرورة إجتثات الفساد الذي أستشرى كالوباء بفضلهم وفضل غيرهم ، وان الادرع التي كانت تبذر بذور الفساد ثم تحصد محاصيله هي نفس الادرع ونستطيع ان نشير إليهم بأصبعنا البنصر قبل السبابة ، وارتدت هذه الوجوه أقنعة جديدة إلى المستوى الذي لم يستطع ولي الامر" رئيس الدولة " تمييز قبحها من حسنها فضللته ، وامتدت تلك الادرع كأدرع وحيد لتحيط بسيادة الرئيس فطوقته ؛ ضف إليها أن الفساد وباء ينشر العدوى فأضاف الى أولئك مجاميع اخرى ويبدو ان طابور المصابين طويل جدا ، ولا ننسى بان المحاصصة لم تنتج سوى المتشابه مما مضى ، هي التركة ثقيلة ، ثقيلة جدا ، يعجز حامل الاثقال عن حملها ، وقبلها "ولي الامر- رئيس الدولة " لأنه كان يظن كما ظننت أنا وظننتم أنتم بأنه سيجد من يعينه على حملها ، ولكن يبدو أن البعض خذلوه والبعض الاخر أستطاع بأقنعته أن يستغل طيبته !، وربما ما يحدث من البعض كان أعظم ! ، لذلك نجده تارة يصيب وتارة أخرى يخفق ، ولا ننسى في ذلك بأنه إنسان " يصيب ويخطأ " ، إذ من منا معصوم عن ارتكاب الخطأ ، وكان الاجدر بمن حوله على أقل تقدير رؤساء الاحزاب وحكومة الوفاق ...وغيرهم أن يصوبوا الخطأ ، لا أن يدفعون بالأمور لتزداد تعقيدا بالأخطاء والسلوكيات التي تسيء إليه ، كما إننا جميعنا مسؤولين عن هذه التركة ، بلى فنحن لم نستطع الدفاع عن ثورتنا واهدافها منذ قيامها ، فثورة الشباب شمالا أجهضت حين توغل فيها بحاجة الدفاع عنها الفرقة الاولى مدرع وكثير من أصحاب المصالح الشخصية والخاصة ، وحين أزاحت الاحزاب الشباب المستقل والنساء المستقلات وأنصار الله من وثيقة المبادرة الخليجية ، والحراك جنوبا حين قسم ذاته إلى عدة فصائل لم تستطع تحديد ومعرفة ماذا تريد من اول وهلة تقسيم لها ، حيث بدأ جليا أن الامر هو من يتزعم هذا الحراك ومن هو قائده أومن يريد ان يكون زعيم وقائدا له سواءا كان من هذا من المهجر أومن الداخل " الجنوب " والدعم الذي لا يعرف مصدره ، وبذلك نكون قد اتحنا للفساد بأن يتوغل والفوضى تنتشر ويضيع الاستقرار الامني وتصبح البلطجة وأصحاب الحبوب المهدئات والمخدرات هم من يتصدرون الموقف في تعميق العبث على جميع المستويات الامنية وغير الامنية ، ولا ننسى الأسلحة التي تم توزيعها أبان الثورة أوليس أولئك الذين أشرفوا على توزيع الأسلحة أومن قاموا مباشرة بتوزيعها هم أنفسهم ينتمون إلى تلك التركة التي خلفها الانظام والا دولة ، وأستغرب كثيرا كيف يمكننا تقييم حكم " ولي الامر- رئيس الدولة " خلال ثلاث سنوات بأنه سيء في حين أن حكمه مازال وليدا ومازالت في الهالة الكبيرة حوله وحول كل شيء وريثة ثلاثة وثلاثون عاما هي عمر جيل كامل نما وترعرع وتعلم فنون من الفهلوة وطرق من الكسب السريع ، والنصب والاحتيال " مع الاعتذار للبعض من هذا الجيل " وانعدام الاخلاق مقابل طفل وليد يتحسس الطريق للمشي ويحاول أن يتعلم نطق الابجديات الاولى لتعلم الكلام ، وأندهش أن من يقيم الوضع هم أنفسهم / أنفسهن زبانية الانظام والا دولة وقلة قليلة من غيرهم ، وازداد حيرة أليس هذا هو ذاته الحاكم الذي حظي بأصوات الشباب ....وغيرهم "شمالا " في الانتخابات الرئاسية حتى وأن كان هو المرشح الوحيد ، أوليس هو ذاته ممن كان في أحداث يناير1986م وشمله التسامح والتصالح مع الكثير جنوبا ، فدعونا نمنحه فرصة إثبات برأته من قفص انتقاداتنا السلبية له ، وتحميله ما يزيد على طاقته ، فليس وحده الخاضع لتقييم الشعب ، بل هناك أطراف كثيرة شريكة فيما نحن فيه من حالة إحباط واكتئاب ، كل اطراف العملية السياسية يتحملوا مسؤولية ما وصلنا إليه وما آلا اليه وضعنا السيء هذا ، وعلى رأسها حكومة الوفاق التي لم تجرؤ على الحزم والحسم والمحاسبة والرقابة والمراقبة والمتابعة تجاه كثير من الامور والاوضاع الفاسدة والسيئة ، الاحزاب السياسية التي لم تستطع تقدير الامور وتحليلها وحسن اختيار المناسب في المكان المناسب حين منحت فرصة الشراكة في السلطة التنفيذية واستمرت في عرقلة الامور وتعقيدها ، الجيش والامن الذين لم يولوا اهتماما مكثفا لاستقرار اوضاع المواطنين في جميع أنحاء البلاد وتركوها للعبث حتى أصبح شعارهم نحن مستعدين لنهب الشعب وليس لخدمته ، وأعطوا البلاطجة مساحة شاسعة لممارسة سلوكياتهم وعنجهيتهم ، حتى اصبح البعض منهم من ينتسب إلى الامن والقوات المسلحة ، السلطة القضائية التي أصبحت العدالة فيها تشكوى وتئن من عدم تطبيقها لدرجة أنها – أي العدالة – أضحت تشتاق لمن يطبقها إذ مازالت هذه السلطة تمارس فسادها دون حسيب أو رقيب ، ثم نحن ونحن نمارس سلوكيات ليس لها علاقة بالمدنية والحداثة والتغيير، نسير عكس الاتجاه في حركة السير فلا نلتزم بالنظام المروري ، ولا رجل المرور يلتزم بعمله ، ونرمي القمامة حيث نشاء في الشارع في الشاطئ في ركن الحارة وفي أي مكان ، و نبني العشوائيات ونتاجر ببسطات فنسد الشوارع والمنافذ وأرصفة المارة ، ونعبث بالمعالم التاريخية ونشوه الموروث الثقافي ونردم البحر ونغلق المتنفسات ونسرق الاثار بحجة أن مع البعض منا تراخيص للاستحمار الوطني ، ونترك المياه تسفح على غير هدى ولا سبيل ونعلم إننا سنتعرض لازمة مياه حادة في القريب العاجل ، ونلوث البيئة التي نحن نعيش فيها بكل المخلفات والكيماويات التي نستخدمها لنغير من مواسم حصاد الفواكه والخضار ونصمت على استهلاك سلع انتهت صلاحياتها وندرك بأن كل ذلك يسبب أمراض خطيرة لا شفاء منها ك"السرطان وفيروسات الكبد والفشل الكلوي ...وغيرها ، و والمتسولين والنازحين واللاجئين أولئك الذين أضيفوا علينا هم فوق همومنا ولم يرتب وينظم أوضاعهم أحد ، سوى بالكلام والكلام والكلام ، و منظمات المجتمع المدني تلك التي ليس لها علاقة بكل ذلك فإذا بعملها يدور في فلك أخر من التنظير الذي لم ينتج أثرا طيلة عمر الوحدة اليمنية وحتى الان ، المدارس والجامعات التي أصبح وبات الجهل سمتها الرئيسية وأول ما فقدت ، فقدت طبيعتها الاولى التي انشأت من اجلها التربية والتعليم ، والتعليم العالي كمان ، علماء الدين الذين لاهم لهم سوى ما ستفعله المرأة وما تطمح إليه وكأن كل ما ذكرته سلفا ليس له علاقة بالدين والايمان والاسلام ....وغيرها من الظواهر التي تشير إلى أن ترمومتر مستوى الاخلاق صار يعادل الصفر ، أيعقل كل هذا مسؤول عنه ولي الامر- رئيس الدولة آهـ آهـ آهـ. .ولا يسعني أن اقول وباللهجة المصرية كان الله في عونك يا ريس ، ومن يستطيع أن يقابله يقوله : " عن معناتنا ومآسينا تلك ...ويلي يمكنك تشوفه قول له " وياريتك تقوله : أنت بريء يا رئيس ،،ولكن أنظر البطانة التي حولك ومن فوقك وتحتك " .
الناشطة الحقوقية / المحامية عفراء الحريري