تعودنا من تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب في أليمن" بعد كل هجوم إرهابي يقوم بهِ على الأماكن والمواقع المُستبعد إن تكون هدفاً لأي هجوم مسلح من أي جماعة أو جهة كانت، على مسارعته لإعلان مبرراته المفضوحة لتغطية عمليات قتله للأبرياء وسفكه لدماء المدنيين، وإغتياله لحياة الشباب والأطفال، وذلك لإعتبارها في تصورنا خطوط حمراء وأنها حالة إستثناء من هجماته، لمكانتها وقدسيتها مجتميعاً في نفوس اليمنيين (كالمستشفيات وملاعب الكرة) وغيرها من المواقع التي ننظر اليها بالآمنه، والبعيدة عن أي أستهداف مسلح، ليظهر التناقض حين نستمع لفتاوى قادته فلا يمكن لعاقل ان يصدق بإن تلك سياراته المفخخة عند تُذكر كلماتها المعسوله او نتوقع ان نيران عناصره المسلحه ستوجه للإبرياء فيها أو ستطالها، وإلتي كان آخرها أستهدافهم لملعب الكرة في منطقة (الفتح) بالتواهي عدن صبيحة الأربعاء 2أبريل ليضيف تنظيم (القاعدة) بارتكابه هذه الجريمة الأرهابية المرفوضه مجتمعياً، وانسانياً جريمة جديدة إلى سجله الحافل بالعديد من ألجرائم والهجمات الأرهابية، وقتل النفس البريئة التي يحرم ديننا الاسلامي وكل الشرائع والديانات السماوية قتلها.
ولئن حقيقة أعمال تنظيم (القاعدة) تتناقض مع خطابه الديني التي تهدف إلى تدمير كل ما يرتبط أو يساعد الأنسان على الحياة أو ما يجُسد ويعزز وحدة النسيج الاجتماعي، أو يمكنهُ من الأستمرار لممارسة أنشطته المجتمعية، والثقافية والانسانية، نجد أننا نتفاجئ بعد أرتكابه لأي جريمه من هذه الجرائم كقتل الأبرياء جنود الشرطة أوتدمير مساكن جنود الموسيقى، أو تدمير تلك المواقع التي نعُدها بالآمنه ليبرر هجماته ويداري عدائه للمجتمع، بزعمه أنه يهاجم مقرات عسكرية بداخلها غرف عمليات لإدارة هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار على نشطاء التنظيم في الأراضي اليمنية لتضليل المجتمع والشباب عن حقيقة مايرتكب والتي لا يُمكن أن تخفيها بياناته، ولا يستطيع بإعلانها زرع الغشاوة على عيوننا تمنعنا من رؤية الحقيقة ، أو السكوت عنها، وهذا ماكشفتهُ خفايا الهجوم على مستشفى "العرضي" بصنعاء في 5 ديسمبر العام الماضي واعدامه لكل من وجد فيه من الأطباء الأبرياء بعد إن إعلن التنظيم تبريره للهجوم بإنهُ "اخطاء الهدف" وهاهو هذه المرة يحاول مجدداً تضليل الرأي العام بحسب ما جاء في بيانه الصادر عقب هجومه الأخير في على منطقة الفتح مدينة التواهي بعدن جنوب اليمن في 2 أبريل، حيث ورد في البيان الذي نشرته الشرق الاوسط في عددها رقم( 12911) الصادرفي 4 أبريل الجاري إن الهجوم «يأتي استمرارا لعمليات المجاهدين الرامية إلى صد عدوان أميركا وحليفها نظام صنعاء على أنفس المسلمين وحرماتهم في يمن الإيمان والحكمة والمتمثل في الهجمات الوحشية للطائرات الأميركية المسيرة»، على حد تعبير البيان؛ لكن الحقيقة الناطقة على الارض تؤكد العكس، بإن الهجوم والانفجار أستهدف الملعب الوحيد في "الفتح" الذي يمارس فيه الشباب الرياضة ليدُمر بهجومه جانب من حياتهم، الذي لم يتبق لديهم غيره في حيهم السكني ليحميهم من التسكع بعد أن أصبحوا بين فكي الفقر والبطالة أو التحول الى فريسه يسهل على التنظيم استقطابها لصفوفه.
قد يتسأل البعض عن خفايا هذا الهدف ولماذ استهدف تنظيم القاعدة ملعب الكرة أو أن ينظر اليه بنظره عابره والاعتقاد بانها لاتُكمن في تدميره أي اهمية او اهداف خفيه يبحث عنها التنظيم؟! هنا علينا ان ندرك اهمية الملعب ودوره الكبير والمتعاظم في الحفاظ على الشباب، وشغل أوقات فراغهم لممارستهم فيه رياضة كرة القدم بالقرب من مساكنهم لتفادي الكثير من المشاكل، والظواهر السلبية التي تحدث هنا وهناك في هذا الزمن، كما أنه يقوي الروابط والعلاقات بينهم ويعزز فرص التعارف فيما بينهم ويسُد حاجاتهم الشبابية والرياضية، بل ويجدونه ملاذاً آمناً لهم لممارسة معشوقتهم "الرياضة" الذي تحول بالنسبة لهم في الحي إلى مكان وتجمع رياضي لتفريغ طاقاتهم، فضلاً من أنهُ يسهم في رفع الوعي الشبابي والرياضي بين أوساط الشباب والمجتمع، وله فوائد اجتماعية كبيرة تعزز الصلات بين الشباب وتقلل من معدل الجريمة وتحقق اسلوب حياة صحية للشباب والأسرة والمجتمع، وهذه الأهمية والدور المهم الذي ينعكس أيجاباً على الشباب من وجود الملعب في حي الفتح، لايتفق بقاؤه مع توجهات وأهداف تنظيم (القاعدة) الذي يسعى الى أشاعة التفكك، وجعل الشباب يعيشون في تيهان متواصل ليسهل عليه استقطابهم وتجنيدهم، ولهذا وضعه تنظيم (القاعدة) ضمن أولويات أهدافه المبطنه من الهجوم على بوابة المنطقة العسكرية الرابعة، والتحجج عقب الهجوم بإنه يستهدف المنطقة العسكرية الرابعة، كما عودنا على ذلك مراراً في هجمات سابقة، لأن عناصره الإرهابية في الواقع تغتال حياتنا تحت ذرائع لاوجود لها قي ضل صمت مميت منقبلنا تجاهها.. فأين هي غرف العمليات المزعزمه، هل هي ملعب كرة القدم أم سكن جنود الفرقة الموسيقية ؟ أن التنظيم أصبح يستخف إلى درجه كبيرة بالمجتمع وبالشباب عندما يعلن عن تبريراته للهجوم بإهداف وهمية تدحضها الحقائق على الارض، ليغتال حياتنا مرتين الاولى بالقتل والتدمير والأخرى بتزييف الحقائق.
وهذا ما يتبّين من مسارعته اليوم الثاني عقب الهجوم على إطلاق تبريراته في بيانه الذي أراد بإعلانه تزييف الحقائق، التي تؤكد أن انفجار السيارة المفخخة أستهدف سور "الملعب" وهذا دليل مادي على أن هدفه الخفي كان تدمير ملعب الكرة وبالفعل دُمر، ولم تُكن الغُرف المدمره أو المواقع التي تم تفجيرها في الموقع للعمليات المزعزمه، على الرغم من أستمرار التفجيرات والاشتباكات في الموقع لأكثر من ست ساعات يوم الاربعاء الدامي بالفتح ولتتضح للجميع فيما بعد الصورة الحقيقية للهجوم.
اليوم وبعد أن فضحت هذه العمليات الإرهابية الوجه الحقيقي لتنظيم (القاعدة) وخطورته على حياة المجتمع، وكشفت بجلاء عدم مصداقية حججه الواهيه التي لا أساس لها من الصحة على الاطلاق ، وامام هذه الحقائق التي تتكشف من حولنا عند تنفيذ التنظيم لهذا الهجوم او ذاك ، فاننا ندعو المجتمع والسلطات الرسمية والمثقفين والإعلاميين لإتخاذ عدد من الخطوات والمواقف الحاسمة والتعامل معها بجديه وأخلاص ومسئولية كواجب وطني، لعل في مقدمتها الاستمرار في مواقف الاصطفاف المجتمعي لمساندة الجيش والأمن وتشجيع هذه الخطوة والموقف الايجابي، لخلق شراكة مجتمعية رسمية فاعلة مع مختف الاجهزة الأمنية والحكومية والمؤسسات ذات العلاقة، ووسائل الإعلام لفضح ازدراء التنظيم وممارسته لسياسة التضليل للرأي العام، وتطوير تلك الشراكة لتصل إلى مستوى افضل للولوج في مرحلة التصدي الحازم والمواجهة الحاسمة للإرهاب بكل اشكاله القادره على تحقيق نتائج يلمسها ويشعر بها المواطن والمجتمع ككل، لتدفعه لمضاعفة جهوده، ودون الولوج الى مرحلة التصدي والمواجهة وتحقيقها يصعب تنفيذ وإنجاح المهام المحددة في برنامج المرحلة الثانية من التسوية السياسية للإزمة اليمنية، الأمر الثاني يُكمن في استمرار الحفاظ على النجاحات التي حققتها بعض الوحدات العسكرية وفي مقدمتها ابطال المنطقة العسكرية الرابعة، وكذا الوحدات الخاصة في مجال محاربة الإرهاب، وإفشالها لمخططات الارهاب، وتشجيع روح الاستبسال التي ابداها منتسبوها في التصدي للهجوم الإرهابي على مقر المنطقة العسكرية الرابعة بالتواهي عدن في 2أبريل، ومساندة الجهود الطيبة التي يقوم بها وزير الداخلية اللواء الدكتورعبده حسين الترب، وان تحتذي بقية قيادات الوحدات الأمنية بهذا التوجه والنموذج الإيجابي، والروح المسئولة التي يتعامل بها الأخ الوزير مع الأحدث، وترجمة حرصهِ على إعادة احياء النشاط في الأجهزة الأمنية، إلى جانب تطوير الشراكة مع الاصدُقاء ذوي الخبرات في مجال محاربة الإرهاب والإستفادة من تجاربهم في استخدام التقنيات المتطورة وتدريب الكوادر اليمنية لتعزيز قدراتهم ورفع مهاراتهم لتأدية واجباتهم الأمنية والدفاعية بصورة جيدة.
وأخيراً بعد ان زال الغطاء الحاجب لرؤية الحقيقة، وتمُكن الجميع من رؤيتها بوضوح بعد أن كانت محجوبة عن أُعين وعقول الشباب الذين تعمد تنظيم (القاعدة) ولايزال يواصل تعمده لتجهيلهم، واستمرارهم في البقاء تحت تأثيره النفسي عليهم، لمنعهم من الوصول اليها، فأنني أدعو من تبقى منهم للتفيتش عن هذه الحقيقة التي حتماً سيصلون اليها بعد ان أكدت الشواهد، والدلائل المادية سعيه لتدمير مستشفى (العرضي) وعزمه بهجومه الأخير في عدن على تدمير "ملعب الكرة" ، والذي يكاد ينطق ان كانت به اللسنة ليقول بإن هذا التنظيم لا يسعى الإ لتدمير كل مايتصل بحياة المجتمع، وان التبريرات التي يطلقها لتنفيذ هجماته وارتكاب جرائمه بحجج استهداف" غرف ادارة عمليات الطائرات بدون طيار الامريكية " اصبحت اسطوانه مشروخة ينبغي على الشباب صم آذانهم عند تشغيلها وعدم سماعها لأن العقل والمنطق يؤكدان اليوم عدم قبولها أو التعاطي معها بعد ان أثبتت الوقائع أن الهدف الخفي للهجوم تدمير ملعب الكرة .