حينما يصبح التاريخ لعبة شطرنج بأيدي التائهين يعلبوا به كيف ما أرادوا وفقاً لأهوائهم ، وعندما تبيت الحقائق والوقائع مثل الشوكولاته بأيدي المتطفلين ، عندها يضيع كل شيء ولا يبقى سوى ذرات من حقائق مندثرة متناثرة في الهواء الاجتماعي لمجتمعنا.
العصبة الحضرمية المستوردة من صنعاء كالقات ، ما برحت تغالط نفسها وتزور الحقائق التاريخية التي وجدت لتبقى لا لتتلاشى بفعل فاعل كما يراد لها البعض .
أبرز حقائق هذه العصبة أو العصابة كما يسميها الكثيرون أنها تعد كل من سكن حضرموت واستوطن فيها بعد عام 1990م من وجهة نظرها يصبح جزء لا يتجزاء من الحاضرم ، تاريخهم تاريخه ، وحضارتهم حضارته بصرف النظر عن كل القواعد التي تحكم الانتساب إلى حضارم حضرموت .
اختارت هذه العصابة عام 1990م لحضرمة من سكن حضرموت ، وهنا يجب أن نضع مائة دائرة حول هذا العام وما الهدف من اختيارهم له على بقية الأعوام .
وكما هو معروف هذه العصابة لم يمضي على نشأتها سوى أقل من ثلاث سنوات حتى تصرف بطائق هنا وهناك لكل من يريد أن يكون حضرمياً !
ربما يتسائل الكثير عن أحقية هذه الجماعة في إعطاء هذه المسميات وتوزيعها على حساب تريخ وحضارة وثقافة وأصالة حضرموت التي لا يجوز أن نضيعها أو نزورها لنربح كسباً سياسياً أو هدفاً أيديولوجي .
عصابة حضرموت العزيزة ليست مخولة لا من قريب ولا من بعيد بتحديد الحضارم وكيفية الانتساب لهم ، إذ أن التاريخ هو وحده من يجب أن يقوم بهذه المهمة الجليلة لا أفراداً وعصابات لا تخدم سوى مصالح أعداء حضرموت الذين حاولوا مراراً وتكراراً تزييف تاريخ الحضارم ومحوهويتهم وثقافتهم غير أنهم لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً ، لتأتي هذه العصابات مكملة للمضمار نفسه الذي سلكه أؤلئك القوم.
إن هذه المغالطات الكبيرة ،وعمليات التزوير الفاضحة التي يراد من خلالها تشويه الحضارم من خلال إدخال عناصر جديدة في مجتمعهم وعاداتهم وتقاليدهم التي هي أكبر من عام 1990م بكثير ، لن تمر مرور الكرام أبداً بل سيتصدى لها كل حضرمي أصيل غيور على أهله وحضارته وتاريخه .
غريباً هو حقاً حينما نسمع من أشخاص ينتمون لحضرموت ويقولون أن من سكن حضرموت بعد عام 90م هو حضرمي ! وكأنهم يريدون أن يقولوا لنا إن تاريخ 1990م هو الوقت الذي تجسدت فيه حضارة الحضارم وبلغت قمتها وهو ما يعاكس الواقع ،إذ أن هذا التاريخ المشؤوم لدى الأغلبية العظمى من أبناء حضرموت أودى بقيم الحضارم وأخلاقهم وتاريخهم إلى مربع الهزائم والحضيض الذي لم تصل إليه الحضارة الحضرمية على مر تاريخها القديم والمعاصر .
الانتكاسة التي وقعت للحضارة الحضرمية بعد عام 1990م ، لا يجب أن يتخذها أحد مقياساً لإعطاء كل الذين أتوا بعد هذا العام الأليم صفة المواطن الحضرمي ، لأن ذلك فيه مجافاة للحقيقة وللتاريخ الحضرمي المتوغل في عمق التاريخ .
نأمل من كل حضرمي شريف أصيل أن يقف ببسالة للتصدي لهذه المشاريع المغرضة الهادفة للتخلص من تاريخ حضرموت وهويتها وحضارتها الأزلية .