كان بيان مصر العسكري الذي ألقاه المشير عبد الفتاح السيسي بتاريخ 3يوليو 2013م أول انكسار مني بها الربيع العربي. حيث وإن هذا البيان قد سحل بالديمقراطية الوليدة في مصر وعمل عل? اقتلاع جذورها مبكرا، ومض? بعده المشير السيسي بمساعدة أعوانه من قادة مصر العسكريين وبدعم من بعض دول الجوار في تكريس نظاما عسكريا دكتاتوريا أشد وأنك? عل? الشعب المصري من نظام مبارك قبل 25يناير2011م. واليوم شكل وصول الرئيس الجزائري العجوز عبد العزيز بوتفليقة إل? كرسي الحكم لفترة رئاسية رابعة انكسارا آخر لثورات الربيع العربي، يأتي ذلك في الوقت الذي صار معه بوتفليقة غير مؤهلا - صحيا - لتوليه الحكم لفترة رئاسية جديدة. أعتقد أنه ماكان عل? بوتفليقة الجزائري أن يرشح نفسه للانتخابات الأخيرة، بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، سيما بعد أن رأ? بعض أصدقائه من زعماء العرب السابقين وهم يقضون مراحل حياتهم بطرق مختلفة عما كانوا عليها سابقا، فمنهم من قد قتل ومنهم من يعيش في بلد المنف? وآخرين سج بهم السجون. إلا أن بوتفليقة لم يكترث لكل ذلك وهانحن نراه يقف اليوم عل? أعتاب مرحلة حكم جديدة - رابعة - . لم يعد يخف? عل? أحد من العرب أنه يوجد اليوم مؤامرة دولية وأقليمية منظمة تعمل عل? إفشال ثورات الربيع العربي بأي شكل من الأشكال، وقد نفذت هذه المؤامرة مخططها المسموم في بعض دول الربيع العربي. إضافة إل? أنه يوجد هناك اليوم دولا أقليمية وعالمية تبذل قصار جهدها لعدم تكرار نموذج الربيع العربي في أي دولة عربية أخر?، وهذه الدول هي نفسها من تقف وراء ترشح الرئيس الجزائري بوتفليقة ووصوله أيضا إل? كرسي الحكم مجددا، ليكون ذلك بمثابة نقطة نهاية يقف عندها الربيع العربي . كما أن هذا الأمر سيعطي خلايا الأنظمة السابقة النائمة في بلدان الربيع العربي عزيمة أكثر لتنشط وبقوة عل? سطح هذه البلدان وذلك من أجل إعادة إنتاج ما قضت عليه ثورات الربيع العربي.