رغم التفاؤل الكبير الذي خيّم على قلوب المتقاضين خاصة والمواطنين عامة في اليمن من أقصاه إلى أقصاه إبَّان قيام نادي القضاة بدعوة أعضاء السلطة القضائية لحضور الاجتماع في العاصمة صنعاء بتاريخ2042014م وسيطر الأمل على أفئدة ومشاعر أبناء الشعب وظلوا مترقبين نتائج اجتماع القضاة في ناديهم وتوسموا بها خيرا لاسيما وان الإضراب قد استمر بضعة أسابيع سابقة على هذا الاجتماع وقد اضر بمصالح الأمة والشعب والدولة والاستثمار وما هي إلا ساعات منذو بدأ الاجتماع حتى أُعِلنَت نتائجه وكانت بمثابة ضربة قوية قاتلة للآمال والتفاؤل والطموح ومُضِرة بمصلحة الدولة والاستثمار وجاءت آمرة ليس بفتح المحاكم والنيابات ولكن باستمرار إغلاقها وأصبح ينطبق عليها المثل القائل (تمخض الجبل فولد فأرا) وظهر واضحا أن القضاة بقرارهم هذا يعاقبون الشعب لا الجناة فمهما كانت المشكلة فالمسئولية الجزائية شخصية ولا يعاقب المرء بجريرة أبيه ولا أخيه ولا قريبه أو صاحبه والقران يقول (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى?) والسادة القضاة يدركون ذلك وهم من يقضون بالعقوبات على مرتكبي الجرائم والاعتداءات ولا يجوز لغيرهم ذلك فهم حكام لا محكومين وآمرون لا مأمورين ومشكو إليهم لا شاكين بل أنهم ظل الله وعدله في أرضه وبين خلقه وهم بإضرابهم ينقلبون على سنة الله في الأرض فهل انتقلت سلطتهم القضائية إلى الشعب المسكين لِيُصدر أحكاما عقابية ضد الجناة ذلك ما لم ولن يقوله عاقل والتقرير الأخير الصادر منهم باستمرار الإضراب لا يُعد إضرابا في حد ذاته بقدر ما يُعتبر تعطيلا كاملا لأهم سلطة من سلطات الدولة ولا معنى للدولة بدونها والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك عدد من أعضاء السلطة القضائية عاجزون عن مواصلة المشوار في العمل القضائي فهم يتخذون من الإضراب شماعة لذلك ؟ أم أنهم مستحون من مخالفة ناديهم وغير قادرين على تصويب قراراته والقول لا للإضراب ؟ فان كان( الأول) فعليهم التخلي عن القضاء والاستقالة منه لا التوقف باسم الإضراب وان كان (الثاني) فليدركوا أن النادي ليس سلطة آمرة في الدولة والقضاء وإنما مثله كمثل النقابات الأهلية والاتحادات العمالية كنقابة الأطباء والمهندسين والصيادلة بل هو فَالَ شؤم ونحس على القضاة والشعب لم يجني القضاة منه منذو تأسيسه سوى الإضرار بهم بل صار نحسا عليهم في كثرة الاعتداءات وعدم قدرته على اختيار أفضل القرارات ولم يقدم لهم شيئا من الانجازات سوى الدعاوي المتكررة للإضرابات وخلَقَ بينهم وبين الشعب كثيرا من العداوات وتلك في نظره هي الانجازات ولو رجعنا إلى التاريخ العربي للبحث عن أصل لكلمة (النادي) لوجدنا أن القران الكريم قد أورده في عدة مواضع منها ما جاء في سورة العلق قال تعالى ( فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) وقد نزلت هذه الآية عندما قام أبو جهل بن هشام بمنع الرسول من الصلاة جوار المقام في الكعبة فزجره الرسول ونهره وتوعده فقال أبو جهل بما يتوعدني محمد الم يعلم أني أكثر أهل الوادي (ناديا) أي مجلسا وأنصارا وعشيرة فرد عليه القران الكريم بالآية المذكورة وقال تعالى في سورة العنكبوت (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَر ) أي يفعلون مالا يليق من الأقوال والأفعال في مجالسهم التي يجتمعون فيها لا ينكر بعضهم على بعض شيئا من ذلك وقد نزلت في قوم لوط فهذه التسمية (للنادي) غير صحيحة ولا تليق بمكانة القضاة العلماء الأجلاء وكان الاسم الأول المُستَبدَل (المنتدى القضائي) هو الأفضل ونحن عندما بيّنا أصل كلمة النادي لا نقصد بذلك الإساءة إليه ولا للقضاة ولكن بيانا للمعنى والدلالة حبا فيهم وحرصا عليهم في التسمية الصحيحة التي ينبغي أن تكون للكيان الذي يجمعهم لان من حقهم العدول عن هذه التسمية إلى تسمية أخرى موفقة والحقيقة هي أن مطالب القضاة لازمة ويجب أن تنفذ ولكن ليس بالإضراب كما أن احترامهم واجب وطاعتهم مفروضة واكبر حماية للقاضي نزاهته وعفته واستقامته وشجاعته وحسن خلقه هذا بالإضافة إلى حمايته من قبل الدولة وكلنا أمل في العودة القريبة إلى العمل في المحاكم والنيابات قال تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) .