العملية العسكرية التي استهدفت سيارة بمنطقة ظليمين مديرية مرخة محافظة
شبوة مساء الأحد الماضي قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بأنها عملية
نوعية ناجحة، وبعث رسالة شكر لمنفذيها ومنحهم وسام الشجاعة لتنفيذهم تلك
العملية النوعية التي تميزت بالإنزال العسكري والمشاركة على الأرض واخذ
الجثث، وقالت اللجنة الأمنية العليا بأنه سيتم الكشف عن هويات أصحابها
خلال يومين .
هاهو اليوم السادس على تلك العملية والرئيس هادي واللجنة الأمنية العليا
لم يعلنا عن نتائج تلك العملية التي وصفها الرئيس هادي بالنوعية، وتحدثت
عنها اللجنة الأمنية العلية بأنها استهدفت قيادات بارزة وعناصر خطرة من
تنظيم القاعدة .
وتعد تلك العملية الفريدة أو الأولى من نوعها من ناحية التنفيذ، حيث
شاركت فيها قوات أمريكية خاصة على الأرض نزلت بطائرات مروحية، مسنودة من
الجو بطائرات بدون طيار الأمريكية، حيث قامت القوات العسكرية المتواجدة
على الأرض بهجوم عنيف على السيارة بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، وقامت
باختطاف جثث الثلاثة الذين كانوا متن السيارة ولا نعلم قتلى أم جرحى
كانوا، ولا نعلم هل كان الهجوم البري المسلح على السيارة قبل الضربة
الجوية التي استهدفت السيارة ونفذتها طائرة أمريكية أم أنه بعدها، المهم
أن العملية لم يسبق لها مثيل، وأن الجثث لا تزال مختطفة والسلطات اليمنية
تتكتم على إعلان أسماء أصحابها ومصيرهم قتلى أم جرحى، حتى ذويهم لا
يعلمون شيئاً عن مصير أبنائهم ولماذا تم استهدافهم ؟؟.
بعد تلك العملية مباشرة أعلنت السلطات اليمنية بأنها تجري فحوصات الحمض
النووي على الجثث لمعرفة هويات أصحابها، وبعد مرور يومين على الحادثة
وإعلان السلطات اليمنية صرّح مسئول أمني يمني بأن الفحوصات تحتاج إلى
يومين آخرين، وقد مضت يومين بعد اليومين تلك ولم تظهر أي نتيجة، ولم تكشف
السلطات اليمنية عن هويات أصحاب الجثث وهي تعلم من هم، ولم تسلم الجثث
إلى ذويها للقيام بمراسم الدفن، أو تفصح عن مصيرهم ما إذا كانوا أحياء .
مساء أمس الخميس نقل موقع يمني عن مسئول سعودي تحدث عن نقل جثة سعودي قال
أنه قتل في غارة بشبوة وتم نقله الى المملكة السعودية لإجراء فحوص الحمض
النووي للتأكد من هويته ..!!! مضحكة جداً هذه الرواية إن صحت !!! لماذا
لم تحدد هويته الفحوصات اليمنية للحمض النووي التي قالت السلطات اليمنية
أنها تجريها على الجثث لمعرفة أصحابها ؟؟!! .
تكتم إعلامي رسمي مطبق على نتائج تلك العملية التي نفذها النخبة في الجيش
الأمريكي، وشاركتها قوات خاصة يمنية، بعد أن تصدرت تلك العملية عناوين
الأخبار الدولية والمحلية، بصفتها عملية نوعية ناجحة دون الكشف عن
نتائجها التي لو كُشفت لكشفت عن فضحية من العيار الثقيل للنخبة في الجيش
الأمريكي والقوات اليمنية الخاصة .
لقد فشلت تلك العملية العسكرية الأمريكية اليمنية المشتركة فشل ذريع بكل
المقاييس الأمنية والعسكرية، وأكبر دليل على فشلها التكتم اليمني
الأمريكي السعودي على نتائجها وعدم تحديد هويات المستهدفين فيها الذين تم
انتشال جثثهم، ولا زالوا يحتفظون بها دون الكشف عن أية تفاصيل تبرر
استهدافهم .
عندما استهدفت طائرة أمريكية بدون طيار أنور العولقي سرعان ما أعلنت
الإدارة الأمريكية والسلطات اليمنية عن مقتله، وكذلك فهد القصع في غارة
مماثلة، ولم يتم انتشال جثثهم وإجراء فحوصات للحمض النووي للتأكد من
مقتلهما والانتظار أيام حتى ظهور النتائج على الرغم من أنهما قياديان
بارزان في التنظيم .
بعد ثلاثة أيام على تنفيذ تلك العملية العسكرية الفاشلة خرج الرئيس هادي
عن صمته وأعلن بأن العملية العسكرية الواسعة التي نفذتها طائرات بدون
طيار وقوات خاصة ضد القاعدة أسفرت عن مقتل 65 من تنظيم القاعدة بينهم
قيادات بارزة .. هكذا اكتفى بإعلان عدد القتلى دون ذكر التفاصيل المهمة
من أسماء أو إدانات، أو المناصب التي يشغلونها أو مدى صلتهم بالتنظيم .
وكما اعتادت الأنظمة اليمنية المتعاقبة عقب كل غارة أمريكية تقتل يمنيين
تسرع في الإعلان عن مقتل قيادات بارزة في تنظيم القاعدة وعناصر إرهابية
خطرة، دون ذكر أسماء القتلى وما هي قضاياهم وعلاقتهم بتنظيم القاعدة،
هكذا تتاجر تلك الأنظمة بمواطنيها .
بالنسبة للشباب الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم من 16 - 25 الذين استهدفتهم
تلك العملية العسكرية بشبوة، كانوا يسرحون ويمرحون بعواصم المدن، ويمرون
عبر المراكز الأمنية كسائر المواطنين، ولو كانوا مطلوبين لما كانوا كذلك،
وقد كان بإمكان السلطات اليمنية إلقاء القبض عليهم وضبطهم، ولكن لم يسبق
أن كانت لديهم قضايا أو أعلنت عنهم كمطلوبين، وما يؤكد ذلك تكتم السلطات
اليمنية على اسمائهم واحتفاظها بجثثهم بعد أن أدركت بأن العملية
الأمريكية الأبرز التي شاركتها بها فشلت وأخطأت هدفها .