حقيقة لا يمكن تجاوزها او إنكارها وهي ان الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي اندلعت في ربيع 2011م كانت ثمرة لفترة من النضال السياسي والجماهيري المنظم برعاية اللقاء المشترك حين وحدت احزاب المعارضة الرئيسية جهودها للعمل الجماعي ، وان الثورة اندلعت نتيجة لإرهاصات غاضبة وحراك جماهيري في كل شوارع المدن اليمنية
ولا يمكن انكار ان الشيخ حميد الأحمر كان اهم الداعمين لهذه المسيرة وسخر لاحزاب اللقاء المشترك الامكانيات المادية والمعنوية والغطاء القبلي وسخر نفوذه وعلاقاته لصالح استمرار مسيرة النضال السلمي ضد نظام علي عبد الله صالح ، ودعم الشيخ حميد للمعارضة السياسية ضد نظام صالح الذي اعتبر هذا الدعم بمثابة التمرد عليه والخروج من عباءته لانه وصل الى درجة اعتقد انه ولي منزل من السماء لاستخلاف اليمن نظرا لطول بقاءه على كرسي السلطة لاكثر من ثلاثة عقود تحول خلالها الى حاكم ملكي وكان يسعى الى توريث السلطة لنجله بعد سيطرة اقاربه على مفاصل الدولة العسكرية والامنية والمدنية وسيطر على ثروات البلد وخزينتها
اندلعت ثورة الشباب بشكل مفاجئ رغم التهيئة الشعبية لاندلاعها لكن ليس بالشكل الذي جاءت عليه المفاجئة نتيجة اندلاع ثورة تونس ومصر ونجاحهما كان هو الشرارة التي دفعت بالشباب الغاضب الى الشارع ، ثورتا مصر وتونس اندلعتا عفويا الى حد ما ومثلها كانت ثورة اليمن حيث ان الترتيبات التي كانت تسير عليها المعارضة في اليمن تتمثل بتنفيذ برامج احتجاج جماهيرية ولم يكون في الحسبان الخروج بذلك الشكل الغاضب للشباب وقطاعات مختلفة من الشعب
هذا يعني ان الثوار الذين توافدوا للساحات عفويا كانوا بحاجة الى دعم وتغطية سياسية وامنية واعلامية ومالية بشكل سريع ، كل هذا لم يكفي امام جبروت النظام ووحشيته الذي قابل بها شباب الساحات لقتلهم بما ستطاع وبما يملك من قوة وبشكل اجرامي وتعامل مع هؤلاء وكأنهم غزاة واعداء وليس مواطنين لهم مطالب مشروعة ولم يراعي مشاعر صبرهم الطويلة لممارسته السيئة في استخدام السلطة والثروة وحول البلاد الى بؤرة فساد ومحسوبية وغابت العدالة والمساواة بشكل كبير
كانت حاجة الثورة الشبابية الى قوى لها القدرة على تقديم الدعم الكامل للساحات الثائرة وهذه الحاجة لم تنحصر بجزئية معينة ، حماية شباب الثورة ودعم الساحات بالمستلزمات الضرورية للبقاء وكسب قطاعات شعبية وتأييد قيادات الدولة السياسية والعسكرية والامنية والدبلوماسية والنخب المجتمعية كلها حاجات ملحة بهدف تحقيق الاهداف من الخروج للساحات وانجاح الثورة وهو ما تم بغض النظر عن المستجدات التي دخلت على الخط فيما بعد
توفر مقومات نجاح الثورة كانت ضرورية وقد توفرت كل الحاجات التي كانت تعتبر ملحة بشكل مناسب ، وعند الحديث عن الثورة والقوى التي ساهمت بالوقوف الى جانب الثورة يأتي الشيخ حميد عبد الله الاحمر في المقدمة وهو امر ليس جديد عليه فقد كان مظلة الدعم للقاء المشترك وخاصة الدعم المالي والقبلي الذي وضع علاقاته المالية والاجتماعية في خدمة المعارضة السياسية وكان لدعمه اثر واضح في الانتخابات الرئاسية عام 2006م وكاد يكتب لها النجاح لولا سيطرة الحاكم على اجهزة الدولة كلها التي سخرها لقلب النتيجة لصالحه بعد فرز الصناديق وتغلب كفة مرشح المعارضة حينها المرحوم فيصل بن شملان
منذ اليوم الاول للثورة والشيخ حميد الاحمر متواجدا مع شبابها ليس بشخصه وانما بإمكانياته المالية وعلاقاته القوية مع القوى الحية بالمجتمع وكان هو اول من هب بتقديم الدعم المالي للساحات ووظف علاقاته التي سخرها لتأييد الثورة ومناصرتها والانظمام لها ، نتذكر في الايام الاولى للثورة ان القوى السياسية المعارضة لم تعلن تأييدها بشكل واضح بينما الشيخ حميد كان واضحا وشجاعا في تأييده للثورة بمختلف الوسائل وكان تأييده رعب لدى علي صالح ونظامه لمعرفته بقدرة الشيخ الشاب خاصة بعد رفضه للعروض التي عرضها عليه صالح وتكليفه بتنفيذ مشاريع كبيرة تحقق له ربح ملايين الدولارات اعتقادا من صالح ان معارضة الشيخ عبارة عن ابتزاز ولم يعرف القناعة التي وصل اليها الشيخ بأن وجود علي صالح حاكم لليمن يعتبر اكير عائق امام طموح اليمنيين بالتغيير
كان لانظمام اخوان الشيخ حميد الاحمر صدى قوي لدى صالح لان هذا الانظمام يمثل ارضية لانظمام كبار رجال القبائل للثورة وهو ماحدث فعلا ، فهذا التأييد اكسب الثورة قوة جديدة يضاف الى قوتها الشعبية وزخمها الجماهيري فنجاح الثورة يحتاج الى تأييد القوى الرئيسية في البلد وهو ما امتازت به ثورة اليمن على غيرها من ثورات الربيع العربي التي اندلعت شعبيا او نخبويا وهو ما اثر على مسار تلك الثورات فيما بعد
ثورة اليمن توفر لها ثلاثة اركان اساسية دفعت بها للنجاح وهذه الاركان مكملة لبعضها وهذه الاركان هي : الاول : الجمهور الشعبي من مختلف شرائح وطبقات المجتمع ويمثل الشباب الشريحة الحيوية لهذا الجمهور ، الثاني : البنية السياسية والتنظيمية ويتمثل في احزاب اللقاء المشترك والمنظمات المجتمعية الذي كان لهم دور بالحفاظ على خط الثورة السلمي ورفد الساحات بخبرات تنظيمية ويأتي الاصلاح في المقدمة ، الثالث : انصار الثورة ويتمثل في الجانب القبلي والعسكري الامني والتجاري والدبلوماسي وهذا الركن هو الذي وفر غطاء الحماية للثورة من الابادة التي كان يسعى علي صالح لتنفيذه بحق الساحات الثائرة وكلنا يعرف يوميات المقاومة والحصار الذي تكفل به القائد العسكري البطل اللواء علي محسن الاحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الاولى مدرع سابقا الذي اعلن تأييده لثورة الشباب وحمايتها واعلان تأييده هو الذي سلخ علي صالح من كرسي السلطة الى الابد
احداث ويوميات الثورة معروفة للجميع ومعروف حجم التضحيات التي قدمتها الاطراف كلها واهم التضحيات واعلاها هي تضحيات الشباب الذين قدموا ارواحهم ودمائهم في سبيل الثورة على الظلم والتخلف ، لكن ومن باب الانصاف بحق الاخرين ان القوى التي اعلنت تأييدها للثورة " انصار الثورة " كان لهم الدور الاول بعد الله في تقليل حجم الخسائر البشرية والمادية وكانوا سببا في تقليص وحصار عنفوان صالح المدعوم بآلة حربية وعسكرية والتي تقلص دورها بخدمته الى الى الحد الادني كما كان لهم دور ايجابي بالحد من تحركات ونقل الامدادات العسكرية لضرب الساحات في المحافظات وهو ما دفع علي صالح بالاستعانة ببلاطجة ومسلحين بالاجر اليومي وهذا يعني تخلخل سلطته وفقدانه السيطرة والتحكم على مفاصل المؤسسة العسكرية والامنية ، اضافة الى ان تأييد اللواء علي محسن ومعه قادة ثلاث مناطق عسكرية وكبار قادة وزارة الدفاع وفر قوة ردع لمواجهة جبروت علي صالح وخططه الاجرامية
من الخطأ – من وحهة نظري – ان انظمام القيادات العسكرية والامنية ومشائخ القبائل ورجال المال والدبلوماسيين لم يكون بهدف البحث عن مصلحة ذاتيه وهذا المفهوم للاسف هو من ابتكار علي صالح واقتنع البعض به ، واذا تم قياس موقفهم الداعم للثورة على اساس البحث عن مصلحة فمصالح جميع من انظموا للثورة واعلنوا تأييدها كانت مع علي صالح ، هذا التصنيف مجحف وظالم بحق هؤلاء ومن الاخلاق الوفاء لهم بالجميل لما قدموه من تضحيات
حضرت ضريبة تأييد الثورة واختفت المكاسب وتنكر لدورهم الرفاق :
للاسف الشديد ان بعض المحسوبين على الثورة اقتنعوا وتأثروا بحملة التشويه الاعلامية التي تبناها علي صالح واصبح هؤلاء جنود مجهولين يخدمون صالح بعلم اوبدون علم وانهم يلتقون معه في النتيجة من حملة التشويه التي تنال من قيادات الثورة، العتب على الثائرين الذين يحملون في قلوبهم الثورة وينطلقون بنطلقات علي صالح، اما الذين كانوا ثوار ايام الثورة واصبحوا ضمن المكونات التابعة له او الممولة من جيبه وتنشط لخدمته فهؤلاء لا عتب عليهم لانهم اعلنوا موقفهم بوضوح
ليس من اخلاق الثائر التنكر للجهود الكبيرة لقيادات انصار الثورة وانكار تضحياتهم التي كان لها الفضل على الثورة التي تحقق لها بعض اهدافها وهو خلع علي صالح وعائلته واركان حكمه
صحيح ان اهداف الثورة لم تتحقق بالشكل المطلوب لكنها افضل من غيرها خاصة اذا تمت المقارنة بين ما تحقق لثورة اليمن وبين باقي ثورات الربيع العربي، حقيقة ان ما تحقق لثورة اليمن يعتبر الافضل، هناك انجازات ملموسة وهناك عوائق وقصور وهناك ايادي تريد وقف حركة التغيير لكن اهم منجز للثورة هو كسر حاجز الخوف والاستسلام للواقع، صحيح ان الرئيس الانتقالي التف واحتال على كثير من المتطلبات لكن لا يمكن له ان يعيد الحكم الى الشكل الذي كان بعهد صالح
الرئيس الانتقالي تخلص من بعض الالتزامات المطلوب انجازها خلال الفترة الانتقالية بسبب الخلل الذي اصاب الصف الثوري الذي تخلخل بشكل نسبي وهذا دفع بالرئيس الانتقالي لاستغلال هذا الخلاف لتوظيفه لصالحه، لكن ما يعرف ان هذا التخلخل ليس ضاربا بعمق اهداف الثورة وحركة التغيير
بعض ملامح هذا الخلاف الذي ادى الى تخلخل الصف الثوري على مستوى القاعدة الشعبية الجماهيرية وبعض صفوف الطبقة الوسطى للصف الثوري الذي تتواجد فيه احزاب سياسية ومكونات بدأت تبحث لها عن دور جديد نظرا لضعف او انعدام التأييد الجماهيري وعدم امتلاكها لقاعدة جماهيرية واضحة وان حضورها على المشهد يعتمد على اشخاص لايتجاوزون عدد اصابع اليد اضافة الى امتلاك جريدة او موقع او الاثنين معا، هذه الاحزاب هي التي ساهمت بتصدع الصف الثوري بل وصل الامر ببعضها ان تتصرف بشكل يخالف عقيدة ومنهج الحزب ونظريته السياسية التي نشأ عليها، هناك نماذج اساءت التصرف ولم تتحمل المتغيرات والارهاصات والضعوط الاقليمية والدولية التي يجب التكيف معها وعدم الاصطدام بها
اشاعة صالح التي استطاع يقنع بها بعض المكونات والافراد وهي ان الثورة سرقت وان تضحيات الشباب تبخرت وان هناك من تسلق على الثورة وهناك من استغلها وهناك اقصاء، كل هذه اشاعات تعتبر سياسة ثابتة لمنظومة الاعلام المتكاملة والقوية لعلي صالح بهدف زعزعة الثقة بين قوى الثورة وضرب بعضها ببعض وهذه سياسة معروفة وثابتة عند علي صالح الذي يعتبر خلعه من الحكم تم بتكاتف قوى ومراكز ومكونات وقطاعات وشرائح من الشعب اليمني ومعروف انه لت يمكن الاستسلام للامر الواقع بكل سهولة
ماذا ينتظر البعض من موقف علي صالح تجاه اللواء علي محسن والشيخ حميد الاحمر واخوانه والاصلاح والمشترك والعلماء والشباب والقبائل وكل من اعلنوا الثورة عليه واعلنوا تأييدهم ومناصرتهم للثورة، هل نتوقع ان يقدم شكر لهؤلاء! او يصفهم بأبسط وصف على الاقل!
شيئ مخالف للواقع ولطبيعة النفس البشرية ان يخرج صالح عن قاعدة الاجماع، فمن الطبيعي ان يسمي الثورة فوضى وان يطلق على الثوار بالارهابيين والسرق وقطاع الطرق والمغرر بهم، وطبيعي ان يحاول ضرب قوى الثورة بعضها ببعض وان يطلق الاشاعات الظالمة وان يكلف فرق متخصصة بالاشاعة والتظليل والتزوير وتلفيق التهم بحق الثور وخاصة قيادات الثورة والتي يفبرك ضدها وثائق ورسائل فوتوشوب لا اساس لها من الصحة لكنه يعرف ان شريحة بسيطة تقتنع بهذه المنتجات الرخيصة اخلاقيا
لا يتوقع اي ثائر ان يخرج علينا صالح او احد الموالين له ويوجه الشكر للواء علي محسن او الشيخ حميد الاحمر او الاصلاح او اي ثائر حر واقف على مبدئه الثوري بثبات
ولا يمكن التوقع ان علي صالح الذي يملك خبراء اشاعة ويملك وسائل اعلام مختلفة ان يعترف بالتغيير بكل سهولة
من حقه ان يقول هناك من سرق الثورة وهناك من تسلق وركب واستغل وان يلصق كل جريمة بالثورة وقياداتها ، شيئ طبيعي ونتوقع المزيد لكن الشيئ غير الطبيعي ان يستسلم الثائر سواء كانوا افراد او جماعات لمثل تلك الاشاعات
لنكون منطقيين وواقعيين .. ما هي المكاسب التي حققها اي من القيادات التي اعلنت دعمها للثورة والتي قدمت لها الدعم المالي والمعنوي؟! على سبيل المثل، ماهي المكاسب او المنافع التي حققها اللواء علي محسن والشيخ حميد من وراء دعمهم للثورة؟! من الاخلاق والوفاء ان ننصفهم، اوضاع هؤلاء وغيرهم ومكاسبهم ومناصبهم كانت افضل بكثير قبل الثورة من بعدها، والحقيقة الملموسة انه لم يضاف لهؤلاء اي مكسب، ولو كان الهدف هو المكسب فالمكاسب كانت بعدم الانظمام للثورة ودعمها
اولاد الاحمر واللواء وقيادات كثيرة هم اكثر الناس والقوى التي دفعت فاتورة تأييدها للثورة ودفعوا فاتورة من الدم والمال والممتلكات والمناصب والامتيازات، ولازال البعض يدفع هذه الفاتورة الى يومنا هذا، ظلموا من الناحية المادية والمعنوية لتأييدعم للثورة بقناعة منهم فلا نظلمهم ونصدق في حقهم اشاعات علي صالح
اذا كان هناك من سرق الثورة وتسلق عليها واستغلها فهذا ينطبق على الذي لم يقدم في سبيلها لا مال ولا ممتلكات ولا موقف ولم يسجل له اي موقف لصالح الثورة وهو من يتولى اليوم مسئولية القرار الاول، هذا هو الذي يستحق ان يوصف بالسارق والمتسلق ان جاز ذلك
قيادات وانصار الثورة على جدول الانتقام :
قضية دعم ثورة الشباب الشعبية السلمية من قبل انصار الثورة معروف للجميع وهو دعم علني وانعكس هذا الدعم بالحفاظ على سلمية الثورة التي استمرت ساحاتها اكثر من عام ورغم ان الوقت طويل مقارنة بثورتي تونس ومصر لكنه افضل حالا من وضع ثورتي ليبيا وسوريا التي مزقتهما الحروب
الجانب السلبي لثورة اليمن برأيي هو بقاء علي صالح مساهما في ادارة الثورة المضادة وبقاؤه كان برغبة من قوى اقليمية ودولية للقيام بهذه المهمة، والثورة المضادة التي يقودها علي صالح ويمولها استطاع للاسف الشديد استقطاب بعض المكونات والافراد المحسوبين على الثورة الى صفه بعض هؤلاء ذهبوا اليه بحسن نية والبعض من الذاهبين اليه كان وجوده في ساحات الثورة بسوء نية ووجودهم كانت خدمة له
يدرك الجميع حتى المؤيدين لعلي صالح ان قضية الانتقام من قيادات الثورة والداعمين لها قضية مبدئية عند علي صالح وبقائه ناشطا على الساحة هو من اجل هذا المبدأ الذي يعمل عليه من اجل تصفية قيادات الثورة وتحديدا الرموز التي كان لها اثر ايجابي ساهم بالتمرد عليه والانظمام للثورة وفي مقدمة هؤلاء الرموز اللواء علي محسن الاحمر وقيادات عسكرية وامنية اخرى كان لها دور ميداني لحماية الثورة وكبح جماح قواته التي كانت تحت سيطرته واقاربه، اولاد الشيخ الاحمر وعلى رأسهم الشيخ حميد الاحمر الذي يعتبره علي صالح صاحب الدور الاكبر بدعمه للثورة وساحاتتها بمختلف المحافظات لتسخيره امكانياته المالية وعلاقاته التجارية والاجتماعية والسياسية لصالح الثورة فعلي صالح يعتبر ان خلعه من الحكم كان بسبب شخصين اساسيين وهما اللواء علي محسن الاحمر والشيخ حميد الاحمر وقد اشتكى صالح اكثر من مرة لكثير من انصاره، لهذا فإن الانتقام والثأر منهما وتصفيتهما من قبل علي صالح يعد امر حتمي وانه لن يهدأ له بال الا بعد تنفيذ تصفيتهما، ووفقا لتجارب صالح وخبرته في تصفية خصومه التي عادة تنفذ تحت مبرر او سبب يكون اشبه للحادث الطبيعي او العرضي او الخطأ وهناك ادلة كثيرة ابتداءا من تصفية الشهيد الحمدي رحمه الله ورفاقه من بعده ومرورا بتصفية الرئيس السابق احمد الغشمي رحمه الله الذي سبق ونشرت معلومات عن علاقته بالجريمة التي نفذت وكأنه انتقام من خارج البلد، كما ان تصفية القيادات الناصرية تمت تحت مبررات كثيرة وصولا الى التصفيات في السنوات الاخيرة من حكمه والتي كان الهدف منها هو تنظيف الطريق امام الشبل القادم لوراثة السلطة " احمد " ولضرورة تنظيف الطريق تم اغتيال العميد محمد اسماعيل والعميد احمد فرج رحمهما الله وكان السبب جاهز لاعلانه للشعب " خلل فني بالطائرة المروحية " كما ان الخلل الفني طال حياة العميد يحي المتوكل والعميد مجاهد ابو شوارب وشخصيات اخرى، اضافة الى القيادات العسكرية والامنية والشخصيات الاجتماعية التي تم تصفيتها خلال دورات حروب صعده التي ربما كان الهدف منها هو القضاء على اكبر قدر من القيادات العسكرية والامنية والشخصيات المؤثرة بالمجتمع وكان اللواء علي محسن الاحمر احد اهم الاهداف لحروب صعده القذرة التي حولها صالح الى ساحة مفتوحة لتصفية الشرفاء والابطال لثقته بوقوفهم ضد سياسة توريث الحكم في اليمن الجمهوري لنجله احمد
علي صالح الخبير بتصفية خصومه بطريقة ذكية يسعى لتصفية قيادات الثورة الشبابية بطرق ووسائل كثيرة وهذا الكلام ليس تنبوء او استنباط بل اصبحت قضية تصفية هذه القيادات حقيقية وأنها على رأس قائمة اولوياته وقد صرح بذلك صراحة واخر شيئ ما نقلته صحيفة كويتية وتهديده الواضح للواء علي محسن الاحمر والشيخ حميد الاحمر وهما اللذان تعرضا اخيرا لمحاولة اغتيال منفردتين وبطريقة واحدة وهو اختلاق مشادات كلامية بين حراسة كل منهما مع حراسة احد الموالين له وهذه المشادات مرتب لها ان تحدث اثناء وجود الهدف من التصفية في قاعة أعراس
قيادات الثورة وانصارها اصبحوا امام فوهة بندقية صالح واصبحت المؤامرات تحوم حولهم وتتحرك معهم وذريعة صالح لتصفية قيادات الثورة هي حادثة جامع الرئاسة الذي يعتبرها اهم مبرر رغم انه يعرف برائتهم من حادثة الرئاسة وهو من يمتلك شفرة الحادث ويعلم بكل تفاصيله وادواته لكنه اعتبر الحادثة فرصة ثمينة يستظل تحتها لتنفيذ مخطط الانتقام من قيادات وانصار الثورة ولهذا يقوم بإثارتها بشكل دائم ويتهرب من الدخول للتفاصيل الحقيقية وقيامه بإخفاء الادلة واظهار ادلة وادوات مغايرة للحقيقة ويعمل على تسويقها بوسائل الاعلام التي يملكها ويمولها بهدف عدم اغلاق هذا الملف او الوصول لمن هم وراء الجريمة
ان حادث صالة العرس التي كانت تستهدف الشيخ حميد الاحمر ومن قبلها حادثة مماثلة كانت تستهدف اللواء علي محسن تدل على مخطط لتصفية قيادات وانصار الثورة وعلى هذه القيادات الحذر من الاطمئنان خاصة ان تكرار الحادثة بحق اثنين من اهم داعمي ثورة الشباب وبمناسبتين مختلفتين زمنيا يبعث على المخاوف من مخطط ينال من هذه القيادات خاصة في ظل التراخي الملموس من قبل القيادة الانتقالية للبلد التي تحاول الاستفادة من أي عملية تنال من هذه القيادات بعد مساهمة هذه القيادة على اضعاف بعض قوى الثورة
كل من كان له دور في مقاومة علي صالح هو هدف وامام مرمى بندقيته .. فالحذر واجب
