تمنيت لو نهج الكتاب والإعلاميون نهج الأستاذ الأديب القدير خالد الرويشان في الصدع بالحق والجهر بالقول دونما مداهنة أو نفاق ودونما مراوغة وتلاعب بالنصوص ولي لأعناق الأدلة وإهداء القُبل عبر المقالات والتي أضحت في معظم الصحف والمواقع أركانا لاتقوم إلا عليها وأساطين يعتمد عليها السلاطين ويستمدون ويستشهدون بها على أنهم حكموا فعدلوا فأمنوا فناموا. .
لم يجافي الأستاذ خالد الحقيقة ولم ينأ عن الواقع بل أنه في الحقيقة رغم النقد اللاذع له والتصرف الغير لائق معه ممن أغضبهم مقاله كان يمشي في مناكب النقد البناء ولما يصل بعد إلى عمقه فانتقد بذوقه الراقي وإحساسه الرقيق وفؤاده المكلوم على محبوبته وما حلّ بها فهو يتحدث بما يمليه عليه نبض فؤاده وبما يقرره ضميره وقد استظل حين كتابة مقاله العتيق بوارف ظلال الدين واقفا على ربوات وطنه ينظر بإحدى عينيه آلام وطنه وبالأخرى آماله..
نعيش في زمن الرخويات - وقد سميت بالرخويات لأنه ليس لها هيكل عظمي - والرخويات عندنا لها هياكل لكنها هياكل تحمل أجسادا ولا تحمل أرواحا مسؤولة وقد أدرك ذلك الأستاذ خالد حين نقش في رقيمه ما تعانيه البلاد من رخاوة في الحُكم وهي رخاوة تتشارك فيها السلطات الثلاث تَسبح في هذه السلطات مجموعة من الرخويات كان لها الأثر البالغ في الواقع ( المرخرخ ) [ سياسيا ، اقتصاديا ، ثقافيا ، اجتماعيا ، أمنيا ،...] رخويات على امتداد هرم الدولة من الحاكم إلى المحكوم وفي كل مفاصلها يتبوء النصيب الأكبر فيها من استرعاه الله رعاية هذه الأمة وحتى علماؤها فلا تنعدم
فيهم الرخاوة فيكفي تشتتهم وعدم اجتماعهم على كلمة سواء في الأمور المصيرية والمحدقة بالبلد ( التمرد والبغي ، امن الدولة واستقرارها ، كلمة الحق عند السلطان وكثير من القضايا )
ما لذي يريده ولي الأمر ابتداء برئيس الجمهورية وانتهاءً برب الأسرة هل يريدون أن يُمتدحون بما ليس فيهم بـ ( الشحطة و الزّرة ) والشعب لا يدري من قاتل أبنائه في كل جولة وشارع ومن السبب في إحباطه وبعثرة آماله والعابث بخدماته والناهب لأرزاقه ، ورب الأسرة غافلا عن تربية أبنائه فأحد أبنائه قاتل محترف على دراجة وآخر يتفنن في تفجير دور الآمنين والثالث تخلى عن موروثه الشعبي فاستغنى عن جنبيته وحزامه المطرز بالمزركش واستبدلهما بحزام ناسف ليفجر نفسه بين الأبرياء..
إن الشدة عكس الرخاوة غير أن الشدة تكمن في الإخلاص والنزاهة والشفافية والحكمة والقوة والأمانة وفرض هيبة الدولة وتطبيق النظام والقانون على الكبير قبل الصغير وعلى الغني قبل الفقير وعلى المسؤول قبل المواطن العادي وعلى الهاشمي قبل غيره..