يحرص نشطاء في جماعة الحوثي عل? أن يصفوا الصراع الدائر في الجنوب اليوم بأنه صراع يدور بين أفراد الجيش اليمني وبين جماعة "التكفيريين "، ولا يصفونه -أي الصراع - عل? أنه يتم مابين طرفين أحدهما الجيش اليمني والآخر عناصر تنظيم القاعدة أو أنصار الشريعة مثلا.وهذا هو الأصح. برأيي أظن أن وصف نشطاء الحركة الحوثية للإرهابين ب "التكفيريين " قد أتاح لهم هذا التوصيف أن يدخلوا تحت مفهومه كل من يرونه منافسا لهم أو يقف ضد توسع مشروعهم الملحوظ، وهو مشروع عقائدي لا يزال يعتمد في توسعه عل? آلة السلاح إل? يومنا هذا. كقول أحدهم إن الجيش اليمني يقاتل التكفيريين الذين خرجوا من بلدة دماج، لا يقف الأمر عند هذا وحسب بل أن البعض من أنصار الحركة الحوثية البارزين ومن خلال متابعتي لمنشوراتهم عل? مواقع التواصل الاجتماعي أجدهم يشيرون إل? حزب الإصلاح ذو الخلفية الدينية بكونه متورطا في هكذا صراع. عل? أية حال، لست هنا بصدد الدفاع عن سلفيي دماج أو حزب الإصلاح، بقدر ما أريد أن أوضح لأنصار الجماعة الحوثية سيما نشطائها الإعلاميين بعض ما يجهلونه عن أنفسهم وجماعتهم. أعتقد أنه لو وجد قليل من المنطق لد? هؤلاء الأنصار والنشطاء الحوثيين لأدركوا أنهم الأقرب من غيرهم إل? جماعة القاعدة الإرهابية وإن اختلف المضمون. فلكلا من جماعة الحوثي وكذلك جماعة القاعدة خلفيتين عقائديتين تعودان بنا إل? العصور الوسط? حين كان حكام ذلك العصر يستندون في حكمهم لشعوبهم إل? نظرية الحق الإلهي. فأن تدعي أن الله قد أوكل إليك وحدك أن تقاتل غير المسلمين ومعاونيهم من أهل الإسلام، كمثل أن تدعي أيضا أن الله قد أخصك وذريتك بأحقية حكم هذه الأرض ومن عليها. كما أن في تسمية جماعة القاعدة لنفسها ب "أنصار الشريعة " كمثل تسمية جماعة الحوثي لنفسها هي الأخر? ب "أنصار الله "، والتقارب هنا ليس في الأحرف والكلمات بل في كونها مسميات لها خلفية عقائدية تجاوزت حد التكفير ووصلت إل? حد الاختصاص والإنتقاء والتميثل الإلهي. شيء آخر لا يدركه نشطاء وأنصار جماعة الحوثي، وهو أن أنصار الشريعة الإرهابيين يمارسون منذ زمن قتلهم بحق الآخرين ويسفكون دمائهم ومازلوا كذلك تحت مفهوم الشعار نفسه الذي ترفعه جماعة الحوثي "أنصار الله " اليوم وهو شعار (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) .