لم يعد الإرهاب ظاهرة اجتماعية يمكن التغلب عليها بأيسر الطرق الممكنة، بل أن الإرهاب أصبح اليوم مشكلة متجذرة في أعماق المجتمعات. لهذا فأن محاربة الإرهاب لا يقتصر فقط عند اعتمادنا الكلي عل? المؤسسة العسكرية والأمنية لمقارعتها له واجتثاثه، إنما الأمر يقتضي منا حشد جهود جبارة عل? كل المستويات بما فيها المستو? العسكري والأمني. ففي حين يكون الإرهاب فكرة عصبية متطرفة فأن الأمر بحاجة إل? خطاب ديني معتدل قابل للعيش بسلام مع الأمم الأخر?، يرشد معتنقي هذه الفكرة ويعدل من سلوكهم، بحاجة إل? أسرة ومدرسة وجامعة ومنظمات حقوقية ومدنية، جميعها تعمل عل? نبذ فكرة الإرهاب وتجريمها وتحريمها في آن. وعندما يصبح الإرهاب بابا يلج منه كل من يلامسة الهم والضر من أفراد المجتمع فأن الأمر يقتضي من الجهات المسئولة أن تعمل بإخلاص عل? مكافحة الفقر ومحاربة الفساد بكل أشكاله، وتجد في توفير فرص عمل للعاطلين وتسع? في تشجيع الأيادي العاملة وذلك من خلال إنشائها للمعاهد الفنية والمهنية وتشجيع الاستثمار وما إل? ذلك. وفي حين يتحول الإرهاب إل? مزاد علني يعرض عليه المخطوفين سياسيين كانوا أو دبلوماسيين أو أطباء أو صحفيين بغرض جني عناصر الإرهاب الكثير من الأموال والفوائد، كما حدث مؤخرا مع الدبلوماسي السعودي حيث دفعت حكومة بلاده ما يقارب 2 مليون دولار كفدية لتنظيم القاعدة مقابل الإفراج عنه، فأنه يلزم عل? الجهات الحكومية حيال ذلك توفير الحماية الكافية لمثل هذه الشخصيات وعدم دفع أيةمبالغ مالية للجهة الخاطفة مهما بلغ الأمر، لأن مثل هذا يشكل قوة لجماعات الإرهاب، ويزيد من فرض سيطرتها عل? الواقع بشكل أكبر. فإذا وجدت كل هذه العوامل وتم تفعيلها واستخدامها بالشكل الصحيح، فأننا سنر? مشكلة الإرهاب قد بدأت تضمحل تدريجيا حت? تزول تماما، كما أن مهمة المؤسسة العسكرية هي الأخر? بحسب اعتقادي سيقل دورها مع محاربة الإرهاب، وليس كما هو اليوم حيث تعد المؤسسة العسكرية هي العامل الأساسي والوحيد الذي يقف في وجه الإرهاب ومحاربته والقضاء عليه.