أهلاً بالايام إذ تعاود صدورها

2014/05/13 الساعة 01:15 مساءً

وإذ تعاود صحيفة " الايام " صدورها مجدداً بعد خمس سنوات كاملة من توقفها القسري عن الصدور ، إلا إنها لم تتوقف خلالها يوماً عن عطائها الملحمي الخالد في ساحات الحق الذي تتبناه ،، توقفت الماكينة ،، طوال خمس سنوات حتى أصابها الصدى ،، لكن الفكرة لم تتوقف ولم يطاولها " الصدى " بل ظلت تتجدد مع إشراقة شمس كل يوم جديد فيها وتزداد إمتداداً وتوهجاً ،، نعم فقد توقفت "الماكينة " فقط هذا كل مافي الامر ،، لكن القضية التي سعى الساعون الى ايقافها بكل وسائل التدمير من وراء ذلك لم تتوقف البتة بل بدأت منذ ذلك اليوم تشق غبار مرحلة جديدة من مراحل إنتصارها المؤزر بقوة الحق وعنفوان الحقيقة ،، فكانت الايام " الصحيفة " حاضرة - رغم غيابها في ميدان الكلمة - في بقية ميادين النضال السلمية ،، وأزدادت الجماهير بغيابها حضوراً واستحضاراً لها ،، وإذا بالقضية التي حملتها الايام " الصحيفة " في تاريخ حضورها تعود لتحملها في أيام غيابها "كتاريخ " .


ممارسة الصحافة في اليمن تحديدا مظهر من مظاهر الكذب الرسمي وكذب الانظمة على الناس ايضا وهي المرآة الصادقة الوحيدة التي تعكس حالة ممولها ومعلمها ودليلها الروحي والسياسي لكنها صحافة ساقطة لا تسمن ولا تغني ولا ترد عدوا ولا تحمي انسانا ولا ترفع مظلمة عن احد.
 
البعض منا قد يقع في اخطاء سياسية ومهنية بحسن نية او سوء نية وقد يقع في تزوير حقيقة وقد يمارس احيانا فهما مغلوطا تجاه الاشياء فيبدو مزورا حاذقا او فاشلا غير ان على كل انسان ان يتوقف في لحظة مهمة عن هكذا افعال تقترب من الكبائر حتى لو رآها صاحبها من اللمم المغفورة والمرفوعة في اوزارها.
الايام هذه الصحيفة التي ربطتها الكلمة الاعلامية الصادقة بعلاقة وثيقة الصلة بقاعدة شعبية واسعة من ابنا الجنوب تحديداً حين تولت المهمة بمسؤلية مهنية اكثر منها وطنية في الدفاع عن قضيتهم العادلة ونشر حقائقها ووقائعها اليومية اولا باول بكل صدق وشفافية وبساطة ووضوح ولم تألوا جهدا في متابعتها وتغطية احداثها اليومية في كل جزء من الجنوب دون ان تشذ عن المنهج الموضوعي الذي اختطته في تعاملها معها كما ظلت تتعامل مع جميع القضايا والتفاعلات على الساحة الوطنية حتى كشفت سؤة النظام واماطت اللثام عن وجهه القبيح فظهر عاريا على حقيقته امام العالم بغير رتوش او تحسينات ...فكانت (الصحيفة) واحدة من ضحاياه مثلها في ذلك مثل صحف عديدة انتهت لنفس المصير او بنفس المصير ...
وحين اقول بانها كانت احدى ضحاياه فلانني لم اتمكن من القول بانها كانت اول ضحاياه او آخر ضحاياه فقد سبقتها على هذا الطريق صحف ولحقتها صحف أخرى ناهيك عما تعرض له الصحفيون وكثير من الناشطين الاعلاميين من القتل والبطش والملاحقة والتعذيب والاعتقال والاختطاف على يد ذلك النظام وسلطاته الغاشمة .؟.
ورغم الفراغ الكبير الذي خلفه غياب صحيفة الايام عن الساحة الاعلامية والثقافية وفي قلوب الجماهير وفي المكتبات والاكشاك العامة والباعة المتجولون الا ان حضورها في الصدور قد عوضهم عن صدورها في المكتبات ،،
وفي هكذا واقع لحال الصحافة في اليمن فان الاستثناء منه لايكاد ان يطول سوى صحف حزبية واهلية قليلة جدا الى جانب صحيفة الثوري لسان حال الحزب الاشتراكي اليمني التي احتفظت بنهجها الاعلامي والتنظيمي والموضوعي السليم في التعاطي مع الكلمة وونقل الخبر وتحليل والقضايا الوطنية والسياسية دون الخروج عن القواعد الادبية والمهنية رغم الكلفة الباهضة التي ظلت تدفعها على هذا الطريق ورغم كل ماتعرضت له من الانتهاكات والمضايقات والاستفزازات من قبل الاطراف المتضررة بفعل ذلك وهي ذات الاطراف التي سخرت امكانيات الدولة واستغلت ثروات الشعب ومقدراته لاسكات كل صوت ناطق بالحق و ايقاف كل قلب نابض بالصدق واطفاء كل نبراس يشع بالاخلاص وسعت سعيها لهدم منابر المعرفة ومنارات النشر ولم تترك اسلوبا للترهيب او اخر للترغيب الا ومارسته مع مختلف القوى والتكتلات التنظيمية والسياسية والوجوه الوطنية المعارضة سواء كانت مستقلة او غير مستقلة فوجدت بينهم من نجحت في استمالته اليها فان لم يكن بالمال فبالمنصب والوظيفة وبكل المغريات التي عرضتها عليهم اما البقية ممن صمدوا على مواقفهم وتشبثوا بمبادئهم الوطنية تجاهها فكان لهم شأن اخر معها فمنهم من لم يقوى على احتمال ماناله من اذاها فاستسلم او صمت ومنهم من ازداد اصرارا وايمانا بتلك المبادئ فاستمر فيها مقدما الموت على الحياة في وضع كاللذي اعدوه له ولانفسهم من قبله على حساب حياة الشعب وخيره ..