لنرفض العنف وأي جماعات تمارسه

2014/05/14 الساعة 05:07 مساءً

الحرب ضد الارهاب عنوان كبير يحتشد له الوطن كله صفاً واحداً خلف قواته المسلحة والأمن، لكن أخطاء ترتكب باسمه وتحشد له وأطراف تستخدمه للمماحكات السياسية والمكايدات الحزبية، بل وهناك من يوفر للإرهاب غطاء سياسياً وإعلامياً ويوفر للجماعات المسلحة المعلومة والمبرر والفكرة.

مطلع الاسبوع الجاري لمحت جنديا في إحدى جولات العاصمة صنعاء وقد صنع لنفسه متراسا من الحجر الاسمنتي وربط رأسه بـ(شماغ) وشحن بندقيته ووجهها من خلف المتراس مستعدا لخوض معركته مع الارهاب، كانت لدي رغبة للنزول ووضع قبلة في جبينه تعبيرا عن التأييد والدعم والمساندة له ولزملائه الذين يقدمون أرواحهم في كل أرجاء الوطن الغالي.

هذا الجندي هو نموذج لمنتسبي قوات الجيش والأمن الذين يسهرون لأجل الوطن والدفاع عنه وحماية مواطنيه وهم على أتم الاستعداد للتضحية بأنفسهم وأرواحهم, فيما سرعان ما يتحولون إلى ضحايا لطابور البلبلة و«الزعيق» حينما يخطئون وهم ينفذون الواجب أو يندفعون وهم مستفزون ومستنفرون إلى ارتكاب أخطاء قد تصل حد قتل مواطنين أبرياء لا علاقة لهم بالإرهاب.

هناك أخطاء يجب الحرص على عدم وقوعها فهي تكسب الإرهاب وجماعاته المسلحة تعاطفا شعبيا أو ترفده بعناصر جديدة، ويتوجب على مؤسسات الدولة المسارعة إلى الاعتراف بتلك الأخطاء والتحقيق فيها والكشف عن من يقفون وراءها ويتسببون فيها ومحاسبتهم قبل الحديث عن محاسبة الجنود الضحايا وزملائهم، كما حدث في قضية الحدث شائف الشبواني وبن غريب.

 فهناك بالتأكيد أياد خفية أبلغت العناصر الأمنية التي اشتبكت مع الشبواني بمعلومات خاطئة بقصد أو بدون قصد.

أيضا، استخدام الحرب ضد الارهاب لضرب الخصوم السياسيين وتحويله الى موضوع للمزايدة والمماحكات السياسية كحال البيان الصادر باسم المؤتمر الشعبي العام «الحزب المختطف» ردا على بيان احزاب اللقاء المشترك.

 وكذلك الحملة الاعلامية التي اختلقت أخبار وساطة يقوم بها قيادات حزب الإصلاح واللواء علي محسن لإثناء الرئيس عبدربه منصور هادي عن مواصلة الحرب ضد الارهاب وتبين لاحقا ان اللواء علي محسن نفسه كان في مهمة خارج الوطن بتكليف من الرئيس هادي.

ليس مهما أن يظل الاصلاح يعلن لهؤلاء المراهقين في كل مرة موقفه الثابت والمبدئي تجاه العنف والارهاب وجماعاته المسلحة، فهو كجزء من هذا المجتمع والشعب يعاني من تلك الجماعات في محافظات الشمال والجنوب والشرق والغرب.

وليس مهما أن تتفرغ قيادات الدولة والإعلام الرسمي لنفي أكاذيبهم المستمرة عن الوساطات والتدخلات واللقاءات التي وصلت حدا لا يطاق بصورة ضربت مصداقية الصحافة والاعلام ورسخت المقولة الشعبية : كلام جرائد، بل وضاعفت حالة البلبلة في وسط المجتمع.

للصحافة معايير محددة وتخدم مصلحة المجتمع وتكشف قوى الشر والارهاب وألاعيبهما وجرائمهما، لكن في بلدنا تعاونت مع أطراف سياسية إن لم تكن خدمت واستخدمت لتكون سيفا مسلطاً على رقاب الحقيقة والمجتمع معا.

هناك أطراف أخرى تحمست لهذه الحرب وهي تمارس ذات الفعل المتمرد على المجتمع والدولة, فهي جماعات مسلحة تعتدي على الدولة وأراضيها ومؤسساتها وموظفيها ومواطنيها وترفض تسليم السلاح المتوسط والثقيل للدولة وحل المليشيات المسلحة وتدمر البيوت والممتلكات الخاصة والعامة , وفاقد الشيء لا يعطيه.

على الجميع أن يسلم للدولة ومؤسساتها وأهمها مؤسسة الجيش والأمن بأنها الوحيدة من يحتكر السلاح واستخدام القوة حتى لا تكون دولة الغاب, علينا أن نقف صفا واحدا خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة والأمن لتعزيز قوة الدولة ومكافحة الإرهاب وحماية الوطن منه أيا كان لون الجماعات المسلحة التي ترتكبه.

علينا جميعا رفض امتلاك السلاح واستخدامه من قبل أي جماعة كانت أو حزب أو قبيلة وليكن حكراً فقط على الدولة ومؤسساتها وتحديدا مؤسسة الجيش والأمن إن كنا فعلا نريد دولة الحق والعدل والحرية والمواطنة المتساوية والنظام والقانون.

"الجمهورية"