اليوم ليس كأي يوم آخر وقد اجمع الشعب من جنوبه إلى شماله ومن عامته إلى نخبه لنصرة الرئيس هادي الذي استعاد ثقة الناس في جدية الدولة بمواجهة الإرهاب الذي انتظره الشعب لإيقاف مسلسل المذابح بحق اليمنيين وكبح جماح الجماعات الإرهابية والتصدي لمخططاتها المجنونة .
اليمن اليوم في حربها ضد الإرهاب ليست كما كانت بالأمس عندما كان مسرح الحرب رهناً بالتسويات والتدخلات القبلية وغيرها وعندما كانت تضحيات الجنود تذهب تهدر لتحقيق أغراض سياسية آنية أو تسخر في لعبة حسابات قاصرة وخطيرة.
إن أي تساؤلات تثار الآن عن الأسباب والتوقيت ومدى ضرورتها لهو نوع من التجاهل لمتطلبات البلد وأمنه وما تحيط به من أخطار ، وهي تكون أكثر من ذلك عندما تهدف إلى شق الصف أو إضعاف المعنويات أو إرباك المساندة الشعبية الواسعة للحملة التي تهدف لتجفيف منابع الإرهاب ، والبدء بالمشروع الوطني التنموي لبناء اليمن الاتحادي.
وقوف كل القوى السياسية والدينية والشعبية إلى جانب الرئيس هادي والجيش والأمن المرابط في جبهات القتال مؤشر إيجابي في وعي اليمنيين بالأخطار التي تحيق بمستقبلهم وتعترض آمالهم وعلى كل الساسة ورجال الدين أن يتجهوا إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه مما أفسده الماضي، وعليهم الانخراط في التيار الشعبي المساند لبسط هيبة الدولة التي غرق ترابها بدماء اليمنيين من الجنوب والشمال على السوء وهي من أطهر دماء الأرض .
وعلى القوى التي اعتادت أن تفصح عن قبح وجهها ولم تردعها حتى اللحظة الدماء الطاهرة التي سألت في أرض المعركة، وبكاء الأرامل واليتامى ، وكثرت الاغتيالات، أن تدرك أن الحرب على الإرهاب جاء بقرار يمني وبتعاون وتنسيق دولي كون الحرب حرباً دولية ، وعليها أن تدرك وتسلم بأن العد التنازلي قد بدأ لإنهاء هذا الكابوس الذي اقلق نفوس اليمنيين، وأن الدماء ليست من ماء وحل ، وإن ظلت هذه القوى تبحث عن السلطة والسطوة وتقاسم الفشل في ما بينها فهذه المرة لن يغفر لها الشعب ولا القيادة ممثلة بهادي، فشماعة الأمس ( القاعدة ) لن تكون فزاعة اليوم، وجهاد سلفية الأمس لن تكون ملاذ شبابنا اليوم .
البطولات العظيمة لمنتسبي الجيش من أفراد وضباط وتحقيقهم للنصر في كل جبهات القتال لتضحيات، هم وبإبائهم وشهامتهم سعوا بكل ما يمتلكون من قوة لتطهير معاقل القاعدة الشيطانية، وقد نجح الجيش في مواجهة عناصر تنظيم القاعدة، وقتل العشرات من قيادات هذا التنظيم غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية، واليوم تنتصر في معارك أبين ببطولات الصبيحي وبن رجب، وفي شبوة بالأحمدي والعولقي وابن اليافعي وجنودهم الشجعان البواسل وجميعهم بقيادة بن ناصر .
وجيش قائده المشير عبدربه منصور هادي حتماً سينتصر بإذن الله تعالى، وهؤلاء جميعاً يسطرون التاريخ اليمني ويعيدون مجده من خلال هذه البطولات التي لم يعهدها اليمنيون منذ عقود خلت ، ليصبح اليوم الجيش جيشاً وطنياً بامتياز وأن الرئيس هادي قد نجح في أهم تحدٍ كانت تواجه اليمن وهي هيكلة الجيش اليمني.
المرابطون في مواقع القتال واللجان الشعبية والرئيس هادي يحتاجون اليوم إلى كل مواطن أصيل غيور على أرضه وعرضه لإنقاد اليمن الأرض والإنسان من كل نفس تضمر لها ولأهلها وللقيادة الدمار والخراب والعتو في الأرض فساداً، وما قد كان خافياً بالأمس أصبح اليوم جلياً وواضحاً للجميع، وعلينا أن نقف وقوفاً موحداً مع الجيش وقائده الهادي حتى يتحقق النصر وتتطهر أرضنا نهائياً من رجزهم وعلينا أن نظهر للعالم الاقليمي والدولي الذي لم يبخل علينا بدعمه للتجربة الفريدة من نوعها بالمنطقة، تجربة الحوار الوطني الشامل، وأننا أرض طاردة للإرهاب لكي يكمل مسيرة الدعم والمساندة ، ونستطيع الخوض في إعادة البناء والإعمار ومأسسة الأمن والجيش وإقامة السلام الإيجابي .
فانتصر ياهادي بإذن الله تعالى لشعبك الذي أثقلت كاهله شياطين الإرهاب وارفع رأية اليمن الاتحادي الآمن والمستقر والملايين في نصرتك.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز :(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ).