قبل عامين من اليوم كانت مجزرة ميدان السبعين التي أظهرت بشاعة الإرهاب ووحشية جماعات العنف والقتل والدمار وحجم خطورتها على الوطن وأبنائه ومؤسساته، وسعيها الحثيث لتدمير الدولة ومؤسساتها والاعتداء على موظفيها ومواطنيها, فيما تخوض قواتنا المسلّحة والأمن معركة وطنية بامتياز في محافظتي شبوة وأبين خاصة وبقية محافظات الجمهورية. ليس هناك من اليمنيين من لم تطله يد الإرهاب الشريرة وأوجاع العنف واعتداءات المليشيات والجماعات المسلّحة, جميعنا تألمنا وتوجعنا لفراق أحبّة علينا من أقاربنا أو معارفنا أو أبناء اليمن إخواننا وأبنائنا من منتسبي القوات المسلّحة والامن, حتى عمال ومالكي الفنادق والمطاعم ووكالات السفر والسياحة التي أغلقت بسبب ضرب القطاع السياحي والاستثماري. نحتفل غداً بذكرى غالية على قلوبنا وهي الذكرى الرابعة والعشرون لإعلان الوحدة اليمنية؛ ويجب أن يكون احتفالنا بها بالتأكيد على الاستمرار في تحقيق بناء دولة الوحدة في صيغتها الجديدة «الاتحادية – الفيدرالية» ويجب أن نكون كيمنيين عند مستوى تحدّي بناء هذه الدولة المنشودة، والاستعداد للتضحية أكثر بمعاناتنا المستمرة وأبنائنا وإخواننا الذين نقدّمهم شهداء. المناسبة والذكرى ترتبطان ببعض, ففي 21 مايو 2012م استهدف الإرهاب أبطال قواتنا المسلّحة في ميدان السبعين وقتل منهم العشرات وأصاب العشرات بصورة وحشية لم يعهدها شعبنا اليمني وهم يستعدّون لتقديم عروض عسكرية في اليوم التالي بالذكرى الثانية والعشرين لإعلان الوحدة اليمنية, كانوا هم والوحدة مستهدفين ولايزالون كلهم مستهدفين ومعهم الدولة. الارتباط وثيق ما بين الإنسان اليمني؛ وفي المقدمة منه العسكري والوحدة والدولة, والاستهداف لهم مستمر وسيظل بشكل وألوان متعدّدة, وتحالف الاستهداف وإن ظهر متعارضاً فيما بينه ومتناقضاً ومتحارباً, لكنه في النهاية يعمل على تدمير الوحدة والدولة معاً وقتل وسحق الإنسان اليمني في أهم مؤسسة تحافظ على الدولة وتحميها وهي مؤسسة القوات المسلّحة والأمن. اليمن وشعبها ليسوا بحاجة إلى شيء كحاجتهم لوجود الدولة الضامنة والحامية والعادلة, واليمنيون حاجتهم الضرورية إلى أن يعيشوا فيها مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات؛ يقفون أمام القانون ويمنحون العدالة وتتوافر لهم الحرية ويتشاركون في الثروة والسلطة, ويرفضون أن يكون بينهم من يدّعي الحق في حكمهم بصكوك دينية وحق «إلهي بالولاية» أو بقوة السلاح والعنف والغلبة ووحشية القتل والتدمير والزيف وادعاء الحقيقة والوطنية..!!. أمامنا كيمنيين فرصة تاريخية لنكون أو لا نكون, لنبني مستقبل وطننا وأطفالنا, ونسجّل أنصع صفحة في التاريخ, أو العكس, بل الأسوأ, فمن سبقونا لم يجدوا فرصاً أفضل مما أمامنا من فرص, لنحكّم العقل ونعي الواقع ونتعامل مع حقائق التاريخ ونواكب العصر الذي نعيش, لنلتفت حولنا ونرى العالم كيف يعيش وأنه بالتعايش والتسامح صنع دولاً عملاقة وبنى حضارات سبقتنا بقرون في حساب الزمن. لنقبل بعضنا بعضاً ونتفق على قواسم مشتركة تحقّق حاجات جميع اليمنيين وحاجتنا الأساسية هي وجود الدولة وهي موجودة حالياً كدولة هشّة وضعيفة, تحتاج منّا إلى أن نقويها ونعزّز وجودها ونقودها نحو أن تتحوّل الدولة التي ننشد ونحتاج والحلم الذي رافق أجدادنا وآباءنا والأحرار منذ الثورة الدستورية في عام 1948م. الدولة تُستهدف في أبين وشبوة والبيضاء وحضرموت ومأرب, وهي ذاتها الغائبة في صعدة والمستهدفة في الجوف وعمران وصنعاء وإب وحجّة, وتُستهدف في العاصمة وتعز وعدن ولحج والضالع وريمة والمحويت, الدولة تُستهدف كمؤسسات مدنية وعسكرية وأراضٍ تسيطر عليها الجماعات المسلّحة وتُستهدف كإنسان سواء كموظف عسكري ومدني أم كمواطن وقيادة سياسية.الفرصة أمامنا ماثلة وتاريخية, خاصة بعد توصّلنا إلى عقد اجتماعي من خلال مؤتمر الحوار الوطني، وهناك إجراءات متواصلة لصياغة الدستور وتنفيذ تلك المخرجات بالتزامن مع تضحيات وانتصارات قواتنا المسلّحة والأمن في شبوة وأبين وحضرموت وكل محافظات الجمهورية.