«1»
لا يمنع اليوم من أن نبدو أكثر ثقة ، ونحنُ نُعبّرُ، وبأوسعِ العبارات وأكثر المعاني روعة وبهاء، عن سعادتنا وفخرنا بأبطال جيشنا ، الذين نسمعُ ونُشاهدُ كُلّ يومٍ الأخبار وهي تتوالى من ميدان المعركة ، عن انتصاراتهم الساحقة على الإرهاب وأعوانه .
ولا يمنع - أيضا - من أن نُزغردَ فرحاً ونشوة ونحن ُنشاهدُ ونسمعُ عن تواصل ملاحم إلتفاف المواطنين واللجان الشعبية حول وحدات الجيش ، في« عزّان» و « ميفعة » و « جول الريد » و « المحفد» و« الصعيد » وغيرها.
إن هذه المواقف الشعبية الأصيلة والإنتصارات المشرّفة لجيشنا الباسل، هي الرّدُّ الأفضل والملائم ، لِـ أصحاب الفتاوي ودعوات التواطؤ المشينة ، و كُلّ من شكّكوا بقدرات مؤسّستنا العسكرية ووحدوية ووعي أبناء محافظات « شبوة » و« أبين» و « البيضاء » و« حضرموت» وغيرها.
«2»
لقد اثبت أبناء تلك المناطق ،ومعهم القطاعٌ الأوسعٌ من المثقّفين والإعلاميين والسياسيين ، وقيادات المجتمع المدني ،على طول وعرض هذه البلاد ، بأنّهم أكثر حرصاً على وطنهم وأمنهم ، وأنّهم أكثر إقداماً، فيما يجب عليهم القيام به من أعمال وأولويات وطنية وأخلاقية وإنسانية.. ففي وجدان وقلب كُلّ يمنيّ ،عاقل وشريف ، إيمان عميق ، بأن إسقاط رايات الإرهاب السوداء وكسر شوكته ، يعني إنّنا سننتقلُ إلى مرحلةٍ جديدة من بِناء هذا المجتمع ،ومن حالة الفراغ وسيارات الإرهاب المفخّخة ، إلى حالة الدّولة المدنية المستقرّة التي يتطلّع أبناؤها لإقامتها واستشراف ملامح مستقبلها .
«3»
لِمن يجهل الحقائق ، نعودُ ونقول، على الّرغم من أنّ هذه الحرب دفاع مشروع عن حياة وأمن وكرامة اليمنيين ، وتدعيم أُسُس الأمن والسّلم الدّولي والإقليمي ، فهي - أيضاً- دفاعٌ عن قيم وتعاليم الدّين الإسلامي وتطهيرها من كهنة التّطرُّف وألغامهم الفكرية ، المسؤولة عن نشر، وتشجيع ثقافة الموت والخراب، الّتي استدرجتْ البُسطاء بالعاطفة الدّينية وفكرة وجوب القتل والاستشهاد من أجل كلّ ما ينتهي لقبه ، بـ «ديني» و «إسلامي» و «جنّة» و «نار» و «كفره» و «موحّدين» و«عُصاة» و«مؤمنين ».
«4»
وانطلاقاً من أنّ الدّين النّصيحة ،نجدُها هنا فرصة لتوجيه النُّصح لِكُلّ من قد وقع بين فكّي هذا الغول الإرهابي، الظّلامي، المسخ ، بأن ينتقلَ من ولاءِ الطاعة العمياء ، إلى ولاء القناعة المُبصرة، ويحرّرَ نفسه ومخاوفه من أشباحه ، ويبدأ ، برمي مخلفاته الفكرية المجنونة، التي استهلكها العمرُالإفتراضي للإرهابيين وينخرط في المجتمع من جديد.
«5»
فكّروا في كلامنا جيّداً ، حينما نقول لكم :إن الفرصة ، اليوم، سانحة ومواتية لتحرُّرِكّل الشباب المخطوفين ،والمنضوين تحت راية الإرهاب، سيّما في ظل هذا السقوط المُهين والمتلاحق لمعاقله في جميع المناطق التي وطأتها أقدام الشّرف والبطولة من بواسل جيشنا الشّجعان وطهّرتها من عناصر الشّر ، فمن خلال تسليم الشباب أنفسهم لوحدات الجيش والأمن واللجان الشعبية ،سيستعيدون جوهرهم الداخلي وآدميتهم المسلوبة ، ويتحوّلون من عددٍ بشري يعاني من إعاقة ذهنية وإلتواءفكري، إلى عددٍ واضافةٍ بشرية ووطنية وإنسانية تكون رافدا لنضالات المجتمع وتطلّعاته في العيش الكريم والحياة الطبيعية ،الآمنة المستقرّة. في ظلّ دولة يلتزم فيها الجميع بحقوق الإنسان ويحتكّمون - أيضا - للنّظام والقانون والدّستور .
«6»
إذاما أستثنينا حُلفاء الإرهاب ، وهم - بالطّبع قِلّة - فقد ادرك اليمنيون ، بمختلف شرائحهم قوّة هذا التهديد الّذي يمثّله تناسخُ الإرهاب البربري، الآثم ، وخوفهم المشروع من ظّلامه القادم من أدغال الجهل والتّخلّف، الأمر الّذي جعلهم اليوم مُتّحدين في وجهه ،يقدّمون للجيش الدّعم السياسي والمعنوي ،ويُشاركون بالقتال والكلمة والتأييد والتّبرُّع بالدّم ، من أجل تخليص البلد من نوازع الإرهاب الشريرة.
«7»
لا ننسَ المجتمع الدّولي ، الذي قدّم ويّقدّم للقيادة السياسية والجيش دعماً سياسيّاً ومعنوياً، غير مسبوق ، والذي كان آخره ، رسالة الرئيس الأميركي «باراك أوباما» الأخيرة ـ للأخ / عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية ، ومخاطبة الأول - أيضا- للكونجرس ،بشأن تهديد بعض الأطراف للسّلم والأمن والاستقرارفي اليمن،
اضف إلى ذلك اجتماع مجلس الأمن الدّولي قبل بضعة أيام ، المُخصّص للأوضاع في بلادنا ،
واصداره بيانٍ داعمٍ ، وبقوة لإجراءات الرئيس هادي وقراراته الشجاعة في محاربة الإرهاب ،إلى جانب تأكيد المجلس بأن لجنة العقوبات المشكّلة منه، في اجتماعه قبل الأخير، حول اليمن ، قد بدأت تُخاطب الإنتربول الدّولي ، وتدرسُ استصدار مذكّرات إعتقال بحق داعميّ الإرهاب ، الّذين هم أنفسهم ، معرقلو التسوية.
«8»
ألستم معي في أنّ هذا الالتفاف والمساندة الكبيرين ، محليا وعربياً ودولياً لقرار إستئصال سرطان الإرهاب من بلادنا،يُضاعفُ من مسؤلياتنا جميعاً ، كُلٌّ في موقعه ، الأمرُ الذي يُوجبُ علينا المزيد من التكامل والعطاء, والإخلاص لقضيتنا وحربنا المشروعة وتطهير بلادنا من قتلة الحياة ومعاول الهدم، ومن ثمّ البدء بتحسين شروط حياتنا ومستقبلنا..
«9»
سأكتفي بهذا ، لكن قبل أن أغادركم وأعتذر على الإطالة ، أودّ أن أؤكّد لكم أن بيان الحقيقة قريب، وقريب جدا ، إذا ما ألتزم الجميع بالشّروط الموضوعية للإنتصار لهذا الوطن وأمنه. أما الأمر الأكثر يقيناً ، في ظنّي ، فهو أن بيان الحقيقة والنّصر الوشيك سيلقيه ، حتما ، على الشعب اليمني والعالم ، جيشنا البطل .