لا يمكن الفصل بين ما يحدث بعمران علي يد مليشيات الحوثي وبين ما حدث في سيئون علي يد ما يسمى بتنظيم القاعدة وكلها عمليات تستهدف الجيش ومؤسسات الدولة ومنشآتها هدأت جبهة عمران مع الحوثي وأنفجرت جبهة ابين وشبوة مع القاعدة وهدأت وبالتزامن مع اقتراب ابطال القوات المسلحة من تطهير مناطق واوكار القاعدة في ابين وشبوة فجر الحوثي حربه من جديد في عمران والرضمة وضوران آنس وبعد ساعة تقريبا من اعلان اللجنة الرئاسية للاتفاق على وقف اطلاق النار بجبهات عمران قامت القاعدة بالدخول!!!! الى مدينة سيئون بحضرموت محاولة السيطرة على المدينة وتصدى لها الجيش بعد مواجهات عنيفة مع عناصر ارهاب القاعدة الجديد في عملية القاعدة بسيئون هو تركيزها هذه المرة على المصارف والبنوك ( البنك المركزي، كاك بنك، البنك الاهلي، بنك اليمن الدولي) وقد نهبوا بعض هذه البنوك واحرقوا اخرى، والمعروف ان القاعدة هدفهم هو الجنة وليس اموال الدنيا وهذا ايضا تحول غريب ومثير في سلوك القاعدة الجهادي سبق وتناولت في موضوع سابق انحراف سلوك القاعدة الجهادي وذكرت ان القاعدة الحالية هي قاعدة بديلة تم استنساخها عن قاعدة بن لادن الجهادية التي كانت تحمل هدفا محددا لجهادها اما القاعدة البديلة فاهدافها غير محددة وانها تنفذ اهدافها وفقا لمتطلبات الممول ومالك حقوق الاستنساخ عمليات الحوثي والقاعدة في الشمال والجنوب والشرق والوسط هي ترجمة عملية لمقاومة عملية التغيير التي ضحى من اجلها الشعب اليمني الرابط بين جماعات العنف المسلحة هو الرئيس السابق الذي يعتقد انه صاحب الحق بالسلطة والحكم وقد سبق له ان هدد ثوار اليمن بأن البديل هي القاعدة وان الدماء ستسيل للركب وان اليمن ستغرق بالفوضى وكان التهديد صريحا وواضحا وهو اليوم يقدم صورة من الوفاء لما وعد به من خلال الدعم الذي يقدمه لمليشيات القاعدة والحوثي لتطبيق الوعد عمليا على الارض واغراق اليمن بالفوضى علي عبدالله صالح يحارب اليمنيين ويعاقبهم على ثورتهم عليه وعلى حكمه، يدعم مليشيات الحوثي والقاعدة بالمال والسلاح والمخططات والدعم اللوجستي للقيام بعمليات ارهابية تستهدف قوات الجيش والامن ومؤسسات الدولة ومنشآتها وتمارس القتل والتدمير والتفجير وهناك مليشيات مماثلة تقوم بعمليات تفجير انابيب النفط وابراج الكهرباء وقطع الطرقات واحتجاز ناقلات المشتقات النفطية بهدف افتعال ازمة مشتقات نفطية، وهناك فرق ارهابية هدفها تنفيذ عمليات الاغتيالات بحق ضباط الجيش والامن وشرفاء واحرار اليمن، الهدف من كل هذه العمليات هو اعاقة عملية الانتقال السياسي للتحول نحو التغيير الشامل بقيادة الرئيس عبد ربه منصوى هادي الازمات المفتعلة - جميعها - من صناعة وتخطيط علي عبدالله صالح والعصابات التي ظل يربيها طيلة فترة وجوده في الحكم لاكثر من ثلاثة عقود ويقدمها الاعلام المملوك له والممول من خزينته على انها ازمات ناتجة عن فشل حكومة الوفاق التي يمتلك نصف حقائبها الوزارية الازمات المفتعلة لم تكن بسبب وجود رئيس حكومة الوفاق الوطني الاستاذ محمد سالم باسندوة ولم تكن بسبب وجود ثلاثة وزراء للاصلاح ولم تكن بسبب وجود وزراء المشترك ولم تكن حتى بسبب وجود نصف الحكومة الخاص بحزب علي عبد الله صالح، الازمات مفتعلة بسبب خروج قسري لعلي عبد الله صالح من الحكم علي عبد الله صالح " اقتلع " من كرسي السلطة ولم يقتلع نفوذه داخل المؤسسة العسكرية والأمنية والاستخبارية والسلطات المحلية ومؤسسات الدولة المختلفة ولا زال يمارس ادارة هذا النفوذ الخاضع لحزب المؤتمر الذي يرأسه وهذا النفوذ هو الذي يراهن عليه علي صالح لخلخلة البلد واغراقها بالفوضى انتقاما لاقتلاعه من كرسي الحكم عملية القاعدة بسيئون التي نفذتها فجر السبت 24 مايو الحالي دليل اثبات على نفوذ علي صالح داخل مؤسسة الجيش والأمن والاستخبارات والسلطات المحلية ومن خلال قراءة الأحداث نجد انه لا يمكن لمليشيا مسلحة ملاحقة امنيا وعسكريا وشعبيا ان تتسلل الى مدينة بحجم مدينة سيئون بدون توفر عنصر الدعم " خيانة " من داخل المدينة من قبل عناصر مؤثرة ولها قرار داخل وحدات الجيش والامن والاستخبارات في مدينة سيئون وهذا واضح لان المجموعات القاعدية التي دخلت المدينة دخلت بأفواج من السيارات المحملة بعشرات الارهابيين والاسلحة والعتاد وان التسهيلات والخيانة هي العامل الوحيد التي دفعت هذه المجاميع الإرهابية للدخول الى المدينة والتوجه نحو أهم المؤسسات لمهاجمتها ومحاولة الاستيلاء والسيطرة عليها ومن بين هذه المؤسسات قيادة المنطقة العسكرية الأولى ومبنى جهاز الامن القومي والشرطة والمجمع الحكومي والبنك المركزي وعدد من البنوك الاهلية التي تعرضت للنهب والسرقة والحرق من قبل مليشيات القاعدة الدعم اللوجستي واضح وهذا الدعم يقدم للقاعدة من حصة النفوذ والسيطرة التي يمتلكها علي صالح داخل مؤسسات الدولة المختلفة ، الخيانة واضحة ولا يمكن استبعادها او تجاهلها لانها سبب رئيسي لحدوث وتكرار هذه الجرائم والمطلوب هو الضرب بيد من حديد عمليا على العناصر التي تساهلت وسهلت عملية دخول عناصر القاعدة الى سيئون مطلوب عقاب حقيقي وليس عقاب يتلى ككلام انشائي على وسائل الاعلام الحكومية، مطلوب اجراء رادع لوقف هذه الجرائم بشكل نهائي وقبل هذا كله مطلوب اقتلاع علي عبدالله صالح سواء بطائرة من دون طيار او طائرة بطيار، لا اقصد القتل بالضرورة وانما تكتيم الرجل بأي طريقة كانت لانه لا جدوى من اي عملية حساب او عقاب في ظل وجود علي صالح حر الحركة والممارسة سيظل علي عبد الله صالح مصدر وممول ومتربص باليمن وامنها واستقرارها، وسيظل الحوثي والقاعدة وعصابات التقطع والتفجير والتخريب والقتل قائمة وقوية ووجودها مرتبط " عضويا " بوجوده، وسيظل ابناء الجيش والامن امام مرمى بندقيته وعرضة لارهاب مليشيات الحوثي والقاعدة، وسيبقى الانفلات والتدهور هو العنوان لمرحلة مابعد علي عبدالله صالح امام الرئيس عبد ربه منصور هادي ومعه الشعب لتنفيذ وتطبيق مخرجات الحوار الوطني لانه اسهل الطرق للوصول التغيير وان اهم عقبة تقف امام تنفيذ مخرجات الحوار هو وجود علي عبدالله صالح واقتلاعه سيسهل 70% من العقبات تاريخ علي عبدالله صالح مليئ بالغدر والخيانة والانقلاب على كل الاتفاقات، فلا يجب الوثوق بما يوقع عليه او يلتزم به او التأييد الذي يعلنه، تاريخه شاهد على انه يعتبرها غطاء لجرائم مخطط لتنفيذها سلفا بعد كل اتفاق والتزام وتأييد ، مواقفه يصدرها بغرض المناورة والمزايدة على الآخرين ليس الا ..