العبور إلى المجد

2014/05/25 الساعة 02:54 مساءً

من يريد أن يفرز المجتمع فرزاً طائفياً وتقسيم الناس بين سُنّة وشيعة ، ومجاهدين ومتخاذلين ، وثوّار وبلاطجة ، وعلمانيين ومحافظين ، وخونة ، وموالين، ومن يذهب منهم للجنة ، ومن يذهب للنّار، ليضرب كُلّ فئات المجتمع بعضها ببعض ، بما يتنافى مع مصالح الشعب العلياء وسياسة الدولة وثوابت أبنائها وثقافتهم ، لا يعنينا بشيء. 
غبيّ جداً - من أي طرفٍ كان - من يظنّ أنّه سينجح في إبتلاع المجتمع من خلال سياساتٍ ومناهجٍ كتلك السياسات والمناهج التي لا مضمون لها. 
 وغبيّ جداً من يظنّ ّأنّه سينجح في غرس وغرز بذور الكراهية والفكرالجهادي المتطرّف في صِدور ووجدان الناس .. العقلاء والأسوياء ، في كل مكان ضدّ توظيف الدّين وإقحامه في السياسة وصراعاتها . 
والعقلاء ومعهم المنطق وقيم العصر - أيضا - ضدّ تحويل النّاس ، وباسم الدّين والحقّ والباطل ، والحلال الحرام ، إلى أبواق وقرابين لمشاريع غير أخلاقية ، وجموع مسلوبة الوعي والقرار والإرادة والرؤية.. الدّين لله والوطن للجميع . وهناك فرقٌ كبير، يُقاسُ بالسّنين الضوئية ،بين الفكرالدّيني وطقوسه، من جهةٍ ، وبين الدّولة ،كدولةٍ بمؤسّساتها المختلفة ، من جيشٍ وأمنٍ وإعلامٍ وسياسةٍ وتعليمٍ وتشريعٍ ونظامِ حياة، من جهةٍ ثانية. 
خذ لك على سبيلِ المثال ما قامتْ ، وتقومُ به الدّولة مؤخراً ، من إجراءاتٍ مشروعةٍ وواجبة عليها في حمايةِ المجتمعِ من الإرهابِ ، الّذي كان قد ضرب بأطنابهِ ،وبقوةٍ،وقتل وجرح آلاف الأبرياء من يمنيين وغير يمنيين، وشوّه الإسلام وقيم الإنسانية وتاريخ هذا البلد ، بل وقتل كُلّ قيمِ الحياة وتقاليد الاختلاف والصراعات البشرية .. فالإجراءات الشريفةً والنبيلةً ، كتلك التي يقودها ، اليوم ، جيشنا البطل ضدّ الإرهاب، تدخل في صميم واجبات ومهام ومسؤليات الدّولة. وبالتّالي ، فلا يحقّ لكائنٍ من كان ، أن يُحدّد لها، من تواجه ومتى وكيف ولماذا ؟ 
إنّ إنتهازية « الميكيافلّيين» ، من فاسدين ومتدينين ومؤدلجين ومنتفعين ، ممّن يُوظّفون مبدأ « الغاية تُبرّر الوسيلة » قد صارتْ مفضوحةً تماماً ، مثلها مثل الّلص الذي يذهب لسرقة مزرعةٍ ويستخدم « الكشّافة» و«الفانوس» ويتكلّم بالهاتف المحمول بصوتٍ مرتفع ، ويؤدّي الصلاة في المكان ذاته والوقت ذاته أيضا. 
 نستغربُ كيف سيغمضُ جفنُ من يتحالفون مع القتلة الإرهابيين والمخرّبين ، أويتستّرون عن جرائمهم ويختلقون لهم المبرّرات الرخيصة لمواصلة قتل شعبٍ بدمٍ بارد؟ ونستغربُ كيف سيغمضُ جفنُ من يرى مصالح اليمنيين وأمنهم واقتصادهم وأحلامهم تنهارُ من يومٍ لآخر بسبب الإرهاب والفساد والتخريب والفوضى، ولا يقف مع الرئيس والجيش وكُلّ الشّرفاء لإجتثاث هذه السرطانات الفتّاكة التي تستهدف الأرض والإنسان والسلام والبراءة والجمال ؟ يُفترض بكل حزبٍ سياسيّ أوجماعةٍ أو نخبةٍ أو قبيلةٍ أن تضعَ خطوطاً فاصلةً بين ما يُمكن الاختلاف حوله ، وبين مالم يُمكن الاختلاف حوله، وبين ما يجوز وما لا يجوز نُدرك أن أزمة البعض تكمنُ في أنّهم ما يزالون مرتهنين لفكرة وفلسفة الأبوية المطلقة والقيادة المنزّهة، المقيّضة من السّماء التي يجب على المرء أن يكون مؤمناً بها وملتزماً ، بمنهج السمع والطاعة والتسبيح بحمدها بكرة وعشيا. 
وما يصاحب ذلك ( شرعاً ) من ضرورة ووجوب حذف فكرة وقيمة الوطن والهوية الوطنية والقومية وإحلال محلّها فكرة الجنسية والهوية العالمية وكونيتها الإسلامية ، الدّينية ، والقتال عليها وفي سبيلها والتحالف - إن أمكن - مع شياطين الجن والإنس والأرض والسماوات السّبع ، وما بينهما لقتل الهوية والإنتماء القومي والثقافة الوطنية .. تأمّلوا معي ، وتذكّروا ! ما الذي فعلته وتفعله بنا هذه الهوية الكونية، التي اكتشفتْ وجلبتْ لنا الإرهابيين من أفغانستان والشيشان وليبيا والخليج وموزمبيق وفرنسا وأميركا وجزر الكناري وهاواي وغيرها من الأماكن التي أنتجتْ وصدّرتْ لنا هوءلاء المسوخ من الإرهابيين ، أصحاب العقليات الجامدة 
والمثلّجة؟ 
لعلّ هذه الحقيقة كافية لجعلنا نقف ، على قلبِ رجلٍ واحدٍ لدعم الجيش واللجان الشعبية وكل مؤسسات الدولة لمواصلة تخليص البلد والإنسانية جمعاء من وباء الإرهاب القاتل ..الذي أخذ يترنّح في غير مكان من بلادنا ، ويقيناً، إنّه في طريقه للموت والتآكل ..على أيدي وحدات جيشنا ، الذي سيعبرُ بنا إلى المجد والسلام .. 
تساؤلٌ هام : 
ما حقيقة الأخبار التي تقول إن القيادي البارز في تنظيم القاعدة ( أبوقاسم الرّيمي ) ومعه (19) آخرين تابعين للتّنظيم قد فرّوامن حضرموت ، منذ ما يزيد عن (20) يوماً ، إلى مدينة ( إسحاق ) في محافظة تعز وصاروا يتنقّلون ما بين منطقتّيّ ( الصلو - قدس ) ؟