(سلام الله على عفاش) : هو عنوان لقصيدة جميلة تعبر عن الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الراهن .. كما أنها أبيات شعرية ساخرة تساعد كثيرا على التنفيس من حدة الاحتقان الذي بتنا جميعا نعاني منه ونعيش تحت وطئته ونلمس أثاره الضاغطة ونخشى من نتائجه المدمرة المتمثلة في توسع هوة الخلافات بين الفرقاء السياسيين لذرائع خاصة بهم لا تعني الشعب في شيء, ونتيجة لمطالب حزبية وفئوية خاصة بهم. وهي ذات القائمة الأنانية الطويلة للمطالب الخاصة القديمة الجديدة التي مل الشعب من سماعها وترديدها من قبلهم بأنانية مفرطة في كل مناسبة خاصة وعامة وفي كل مرحلة فاصلة للاستحقاقات الشعبية والسياسية ومع كل منعطف تاريخي هام وتصعيد للأحداث السياسية, بينما هم لم يخجلوا أبدا ومطلقا من رفعها في وجه الشعب مقابل مصالحه العليا ! .. بل - وللحق والحقيقة - فأنني أجدها قائمة مصالح أنانية لنخبة متخمة وفاسدة ونافذة في المجتمع قبل ان تكون قائمة مطالب حزبية وفئوية مشروعة لأفراد وجماعات تمثلها قيادات حزبية وسياسية ووجاهات اجتماعية وقبلية في المجتمع ..
نعم هي القائمة المعروفة والطويلة لذات المطالب الأنانية التي لها أول نعرفه نحن جميعا إلا انه ليس لها أخر يمكن لأحد ان يعلمه أو حتى أن يتنبىء به ولو بعد حين من الدهر الطويل !! وهي ذات المطالب الأنانية لا تمت بصلة بمصالح الوطن وأمنه واستقراره ورفعته وازدهاره ..
وعودا على بدء فأن قصيدة (سلام الله على عفاش) هي للشاعر المتمرد دائما والمواطن الثائر أبدا عبدالملك عبده فارع الصنوي وهو أحد الناقدين لحكم الرئيس صالح وعلى مدى عهده الطويل ومن أوائل الرواد الملتحقين بساحات الثورة والتغيير مطلع العام 2011م ..وها نحن اليوم نجده يقول وبكل الوضوح والعلانية - سلام الله على عفاش - ! .. ترى كم غيره من الأحرار والمعارضين للرئيس السابق صالح قد قالها لعفاش خلال الفترة الماضية ضيقا واحباطا من حكومة فاشلة وفاسدة ونظام حكم بديل لم يتمكن حتى اللحظة من تقديم النموذج الأفضل لنظام الحكم الأمثل ! وبعد مرور أكثر من ثلاث سنين على استلام السلطة من قبل العهد الجديد الذي لم يفلح مطلقا في إجراء التغيير المطلوب الذي سعينا جميعا لتحقيقه ؟! ..
نعم كان يفترض بالحكومة القائمة أن تكون حكومة التوافق من أجل التغيير المنشود لا حكومة التوافق من أجل النهب المشهود والفساد المسعور .. وأن تكون سلطة العهد القائم هي سلطة نشطة وفاعلة من أجل بناء أسس العهد الجديد ليمن حديث مدني وديمقراطي, وهو اليمن المطلوب لأبناء الشعب كافة .. فهل تم الإيفاء بهذه المهام الوطنية الكبيرة من قبل الحكومة التوافقية والسلطة القائمة ؟ وهل تم التمهيد من قبلهما لشيء ما من هذا القبيل ؟ وهل تمكنت الحكومة القائمة والعهد السائد من تحقيق آمالنا بالمستقبل المنشود أو على الأقل التمهيد لها بوضع المداميك الأولى لليمن الجديد ؟!.
نعم هناك الكثيرين من خصماء وغرماء صالح وأعدائه التقليديين والجدد وكثيرين ممن التحقوا بالساحات والميادين وأشعلوا الثورة الشبابية الشعبية في 11فبراير 2011م وجلهم من ثوار الساحات الحقيقيين والثائرين ضد عهد صالح وحكمه ومنذ بداية العام 1979م .. قد قالوها بحسرة وألم قبل شاعرنا الثائر وبعده - سلام الله على عفاش - .. ليس ذلك فحسب بل أن هناك أخرين في طريقهم لقولها لعفاش قريبا سواءً تم ذلك في السر فكتموها غيضا في الصدور أو بالرحيل إلى عفاش وقولها له جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد وعلى مرأى ومسمع من الجميع كما فعل شاعرنا الساخر طيب السيرة والذكر أو كما سأفعل أنا قريبا أن أراد الله ..
تساؤلي هنا فقط هو موجهه لتلك النخبة والعصبة الحاكمة الأن التي استفادت من نضال الاحرار واستثمرت دماء الثوار وارتقت على أرواح الشهداء ..
فأقول لهم : ألا تعون هذا الأمر الجلل القائم الأن والذي يحيط بكم من كل مكان ؟.. لماذا لا تهتموا فتلتفتوا لما يحدث ويدبر بلبل من تغيير معاكس لما تبغون وتطمحون ؟ اليس في هذا الاحباط والاستسلام لرفاقكم من الأحرار والثوار الذي جاء نتيجة نقض العهود والمواثيق و التنكر لها والنكوص عنها ! ولهذا تحولت الجماهير الشعبية عنكم فكان ذلك التحول المعاكس لخط الثورة والتغيير .. اليس في ذلك ناقوس خطر وانذار مبكر يدعوكم ان تلتفتوا اليه وتعوا معانيه وعليكم التجاوب معه عاجلا ؟ ألا تعون ان الخطر متربص بالجميع ؟ قيادات وقواعد ..ألا تدركون خطورة الأمر فتعيدوا حساباتكم الخاصة في السلطة ومطامعكم الانانية في الحكم وتولوا جل عنايتكم بمصالح هذا الشعب الصابر والمكافح والمغلوب على أمره الذي مل كثرة خطاباتكم الحماسية وفقد الثقة بتكرار وعودكم العديدة طوال الثلاث السنين الأخيرة دون أن يرى منكم ما يحقق أمانيه في الحرية والعيش الكريم .. نعم نحن نسمع جعجعة ولا نرى طحينا ..! نعم الشعب يريد شيئا يلمسه في معيشته وقوت يومه ويريد ان يحسن من أوضاعه السيئة التي تكاد ان تصل به إلى خسارة كل شيء من حوله فلا يجد قوت يومه في بيته فكيف لا يخرج عليكم –ايها الحكام - شاهرا سيفه !.
أيها الحكومة التوافقية الرشيدة : ألم يحن الوقت لتخلصوا النية مع شعبنا وتبذلوا من أجل الوطن وتصدقوا معنا القول والعمل ؟ فتبذلوا جهودكم الصادقة والمتفانية في تطوير أوضاعنا العامة وتحسين معيشتنا الاقتصادية وتوفروا أبسط الخدمات العامة الضرورية والأولية اللازمة لتطور المجتمع وللعيش الكريم ؟ .. انها الوعود القائمة التي يجب ان تنجز, وهي العهود الملزمة التي يجب ان تنفذ, وتحقيقها والامتثال لها هو فقط ما يوثق عرى العلاقة ويعزز من الثقة اللازمة بين الحكومة والمجتمع ويقرب القيادة للشعب ويرفع من شأنها عنده وهو ايضا ما يربط بين الحاكم والمحكوم ولا شيء غيره أو سواه .. وإلا فأن موعدنا الوحيد هو يوم الاقتراع في الانتخابات العامة, المحلية والبرلمانية والرئاسية القادمة والتي باتت على الأبواب تطرقها بشدة فتوقظ مضاجعكم .. كما أن لقائنا الأخير لن يكون إلا أمام صناديق الاقتراع .. ومنها نستمد الكلمة الفصل .. وهو القول الحق والحكم العدل الذي لا يعلى عليه.. كما ان اليمن باتت دولة ديمقراطية - برعاية دولية- تقوم بحل مشاكلها عبر صناديق الاقتراع .
يا قوم المغانم الزائفة و يا أصحاب المكاسب المشبوهة .. يا رجال الحكم الزائل وبطانته الفاسدة .. الخطر بات يقرع الأبواب وهو على مقربة منكم ومنا ويحيط بالجميع أفلا تعقلون ؟
وأعلموا بأن صبرنا قد نفذ, وان وعودكم المضللة لم تعد تنطلي على أحد, وان الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك, وان الدهر يومان وعلى الباغي والمنافق تدور الدوائر ..
ألا إن نصر الله للشعب قريب.. أفلا تعون وتتعظون .
اللهم اني قد بلغت اللهم فأشهد .