بمناسبة العيد الرابع والعشرين للوحدة اليمنية (22مايو 2014م) أقول بصدق المشاعر وأطيبها.. شكرا للأستاذ علي سالم البيض شكرا للرئيس السابق علي عبدالله صالح لما انجزتموه في مثل هذا اليوم الأغر من العام 1990م عندما حققتم وحدة الشطرين الشقيقين بغض النظر عن كيفية تحقيق تلك الوحدة وبعيدا عن تلك العيوب والثغرات التي رافقت اجراءات قيام الوحدة في الجوانب الدستورية والقانونية وعدم الأخذ بالنموذج الجيد في الشطرين , بل تعميم ما هو الأسواء في تجربة الشطرين وتجاهل واهمال الجوانب الطيبة والمضيئة في بناء الدولتين الشطرتين خاصة ما يتعلق بالمكاسب الشعبية التي تحققت في الشطرين وانعكست بشكل قوانين نافذة معمول بها أو واقع قائم ملموس قائم على الأرض فجاءت الوحدة لتلغيها أو لتعبث بها وتنتزعها من جذورها بقسوة بالغة وغريبة وغير مبررة مطلقا وكأنما هناك ثأر طبقي مبيت معها أو أن استمرار وجودها وبقائها بعد تحقيق الوحدة المباركة يتعارض مع قيام الدولة الموحدة الجديدة!, أو أن هناك تربص مسبق بها من قبل القوى الاجتماعية النافذة في شمال الوطن والتي برزت إلى السطح بقوة بعد الوحدة لتوجه ضربة موجعة للجماهير الشعبية في جنوب الوطن التي استبشرت خيرا بقيام الوحدة فوجدت طبقتها العاملة الكثير من المعاناة والتعسف الظالم ثم وجدت نفسها ومكتسباتها مهملة ومرمية على قارعة الطريق – عاطلة عن العمل - نتيجة تطبيق سياسة الخصخصة سيئة السمعة والصيت, ليرموا بالشارع وبشكل سافر ومهين وهم العمال والموظفين لمؤسسات الدولة المختلفة للقطاع العام والمختلط في المحافظات الجنوبية بعد ان عاشوا عقود طويلة وهم معززين مكرمين في رعاية الدولة الفتية التي كانت قائمة في جنوب الوطن! .
نعم لم تعلم هذه الجماهير الشعبية الكادحة والتي كانت تتطلع بشوق كبير وأمل عظيم ٍلقيام الوحدة وهي صاحبة المصلحة الحقيقة في قيامها بأن بزوغ نجم هذه الدولة الوليدة التي حلموا بها كثيرا وتمنوها طويلا سوف يأتي عليهم بالسوء والدمار ومن الوهلة الأولى وعلى حساب أمالهم الكبيرة وطموحاتهم المشروعة بقيامها, بل أن الدولة الوليدة للوحدة اليمنية كانت هي الطامة الكبرى والصدمة البالغة التي نزلت عليهم وبالا وأذاقتهم شتى أنواع العذاب , ليس ذلك فحسب بل ان هناك الكثير مما يقال في هذا الجانب عن المواقف المتعنتة والاجراءات المتعسفة التي اتخذتها الأسرة الحاكمة وبطانتها الفاسدة في صنعاء وعلى ذات المنوال المسيء تجاه أهلنا في جنوب الوطن بعد الحرب الظالمة في العام 1994م ونتائجها السلبية التي اغتالت الوحدة القائمة مبكرا ونالت من حبنا لها وقوضت من الايمان بها في قلوب وعقول الناس في شمال الوطن قبل جنوبه .