من يقسم المجتمع على أساس مناطقي أو مذهبي,يزرع حقولاً من الألغام, يضع قنابل موقوتة في الطريق قد تنفجر في حرب هنا وفتنة هناك,يستدعي اسوأ ما في المجتمع من نزعة شريرة ويعطي أصحاب هذه النزعات الضوء الأخضر لتمارس كل أشكال العنف والدمار.
استدعاء الحوثي للبعد المذهبي في مواجهة مخالفيه دعوة لفتح أبواب العنف على مصراعيه,وبالمثل استعانة الحراك بالبعد المناطقي لتبرير أفعاله جنوح نحو الفوضى,وكلا الفريقين يقدمان لغيرهما ضوءاً أخضر في استدعاء سلاح مضاد لمواجهتهما مع أن المشكلة التي تُجيّش لها كل هذه الأسلحة الفتّاكة جذورها سياسية وإن بدا ظاهرها غير ذلك.
لا ينقص المجتمع أعواد كبريت لتشتعل النيران فيه وتلتهم ما تبقى من أماكن لم تصلها شرارة نيران مشتعلة بحروب تأكل اليمن أرضاً وإنساناً لمجرد إشباع شهية مفتوحة ومتعطشة لمزيد من التهام المناطق على حساب الدولة بهدف فرض أمر واقع يؤتي ثماره في طاولة التفاوض.
اليمن تحتاج رجال إطفاء لا مشعلي حرائق,تستحق منحها وقتاً للملمة جراحها الغائرة التي لم تندمل بعد إثر إصابات بليغة وخطيرة من زمن الحرب والذي يبدو أن صفحته لم تطو بعد.
متى تضع الحروب المشتعلة في أكثر من جبهة أوزارها؟هل باتت الحروب سمة اليمنيين قبل وبعد أن يجتمعوا في طاولة الحوار؟لماذا اجتمعوا طوال تسعة شهور إن لم يكن من أجل تحكيم العقل لا السلاح والقبول بما يتم التوصل إليه؟
ماذا انتجت الحروب في الماضي غير هزائم حتى لمن خرجوا منها منتصرين؟الحروب لا تجلب أمناً ولا تحقق تنمية ومن يعتقد أن هذه الطريقة هي الحل لفرض نفسه حاكماً على البلاد فلن يستطيع وسيجد أمامه اصطفافاً من خصوم شتى لن يكون بمقدوره حينها إلا التسليم بما اتفق عليه اليمنيون في دستورهم في تحديد آلية من يحكمهم وهو صندوق الاقتراع.
يا بني قومي تعالوا إلى كلمة سواء لنمضي معاً فيما اتفقنا عليه وندفن ما اختلفنا حوله أو لتنحيته إلى أجلٍ غير مسمّى.