جامع وبرلمان وطلبنا الله

2014/05/31 الساعة 11:51 مساءً

يظل الصراع الجنوبي  للقيادات هو السبب الرئيسي والمعوق الاكبر للقضية الجنوبية فالجنوب في اواخر الايام اصبح شبيه لحقل تجارب واستعراض عضلات سياسية الكل يسعى لتسلق على حساب قضية الشعب الجنوبي تاركا وراء ظهره معاناة شعب وطموحات جيل بكاملة وأهداف  ثورة اطلقها الحراك الجنوبي في 2007.

 

اصبح الحراك الجنوبي شبيه لتلك القاطرة التي بدا سائقها يفقد السيطرة عليها  في احد المنعطفات الجبلية فخبرته التي اكتسبها من السواقة لم تمكنه من اجتياز المنحدر وتعلقت قاطرته بين السماء والأرض لا يمسكها الا اطار عالق في صخرة  وظل يكابر من ان يطلب العون من الاخرين لإنقاذ قاطرته ولكن مع مرور الساعات ستهوي القاطرة مع الحمولة التي كانت تحملها.

 

والقضية الجنوبية اصحبت شبيهة بالقاطرة الكل يريد ان يكون هو السائق والمتحدث والمفوض باسم الشعب الجنوبي , لم تحسب من تدعي انها قيادة جنوبية  ما معنى معاناة شعب ولا انات ذالك الشعب فصار التكسب والتسلق عنوان يسبق الهدف الجنوبي وظل مبدأ (الفيد) عنوان يغزو الحراك الجنوبي .

 

مكونات تشعبت مع ان قضيتهم واحده ألا انهم اختلفوا في من الشرعي ومن هو المناضل الحقيقي اصبح النضال يحسب من خرج الاول فبدا فلان مناضل من 2007 والأخر مناضل من 2012 وكان الاعوام هي التي تفرض معنا النضال الحقيقي.

 

اليوم يؤكد الجنوبيين مقول المخلوع ( لن يتحدوا الجنوبيين على طاوله واحدة ) وها نحن فيها تيار مثقفون يصنع مشروع جديد اسمه مؤتمر الجامع  وصار كل من يقف ضد الجامع معرقل لتسويه السياسية الجنوبية , جامع بطريقة التفريق لا بطريقة الاجماع.

 

ولد الجامع ليولد معه برلمان جنوبي في الوقت نفسه برلمان وهيئة ومجلس اصوات خرجت من بين الجامع تشمئز من البرلمان وبالمثل خرجت اصوات من البرلمان لتصغر من الجامع بينما الجنوب لازال عالق  في تلك الصخرة والسائق يتفرج لسقوط القضية من المنحدر.

 

اقصي الشعب من ارادته وصار الجنوب والقضية سلعة بأيادي اشخاص اعتنقوا (الفيد) نظير للوطنية ماساه جديدة تولد بأيادي جنوبية وتزعم بصوت اسمه التحرير والاستقلال واستعادة الدولة التي مزقتها مشاريعهم الرخيصة.

 

مع كل هذه الانقسامات ماذا تبقى لشعب لنقل تبقى لشعب رفع الاعلام الجنوبية والشعارات المطالبة بتحرير والاستقلال وترديد الهتافات والخروج بالمسرات وعمل الوقفات الاحتجاجية والسقط في المظاهرات بين جرحى وقتلى هذا هو مهمة الشعب لان هناك من سيخرج من بيته لكي يطالب بحقوقهم ويتسلق عليهم ويدعي بالقضية متمسكن بأسماء لبعض الجرحى والقتلى   ويعمل مشروع وطني جيبي يستفيد منه على ظهر هذا الشعب.

 

وهذا الحاصل في الشارع صراعات جنوبية ومشاريع جديدة  ( طلبنا الله ) مؤتمرات وبرلمانات ومجلس واستثمارات وأشياء لا نعلم بها تدور في كواليس القيادة المتسلقة للحراك الجنوبي , تاركين الهدف الذي اخرجهم في ثلاثة عشر مليونية الهدف الذي قتل وجرح واعتقل آلاف الجنوبيين   ليظل تمسكهم وإصرارهم بين  مؤتمر وبرلمان .

 

خلاصة القول ( من دخل الجامع هوا آمن ) هذا الشعار الذي بدأت صيحاته تعلوا في سماء الجنوب وأصبح الحدث الذي شغل الجنوبيين وأنساهم ما يحدث في شبوة وسيئون والضالع , انساهم قضيتهم التي خرج الحراك من جلها , ليؤكدوا مقولة والمخلوع (لن يتوحد الجنوبيون على طاولة واحدة) فهم شعب سيضل عاشق لصراع عاشق لدم .