حديثٌ مع قياديٍّ إصلاحي ..!

2014/06/01 الساعة 01:58 مساءً

قابلت مؤخّراً ، وعبر الصُّدفة ، أحد الإخوة من قيادات التّجمّع اليمني للإصلاح ، الذين مثّلوه في مؤتمر الحوار الوطني ، قال لي: يا عبدالكريم تعجبني كتاباتك كثيراً وأنا من قرّائك الدائمين ..« بس خفّف شوية من الشطحات ،الّلي تظهر في بعضها » . شكرته واعتذرتُ عن أي زلّة، أو شطحةٍ قد تكون بدرتْ منّي، كما قال،وطلبتُ منه الإذن كي أغادرَ المكان، لكّنه قبض على يدّي وقال انتظر..! « أشتي» أجابرك قليلا ، عن موضوع آخر مهم .!قُلتُ له تفضّل، كُلّي آذان صاغية.. قال: أحذّركم في « المؤتمر الشعبي العام » من الحوثي ،الّذي ،إذا ما ابتلعنا ، وناصرتموه - فوالله - إنه سيبتلعكم مباشرة بعدنا، وسيدخل اليمن في دوّامات فتن وصراعات لا نهاية لها. 
قلتُ له : أنا أحترمُ رأيك كثيراً ، فقط ..أنت الآن توجّه الكلام لـ « لمؤتمر الشعبي العام » ، وهذا من حقّك ، لكن ، ليس لي أيّ صفةٍ فيه،وتقريباً تستطيع القول، إنّه لا شأن لي به البتّة .وأرجو أن تفرّقَ ما بين مواقفي، ومواقف الكثير من أمثالي، في أحداث، أو ثورة 2011 وما بين مواقفي الوطنية، على تواضعها، بشكل عام، ومن ثمّ اقترحتُ عليه أن يقيموا حواراً ، أو تواصلاً مباشراً مع “ المؤتمر« كحزبٍ سياسيّ وبقية الأحزاب الفاعلة ، ومع « أنصار الله» - أيضا - ويتناقشون حول المواضيع الوطنية والملحّة وفي مقدمتها تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ووضع حدّ نهائي للاقتتال الدائر في عمران وغيرها، وسيجدون الشارع اليمني واقفاً معهم ومباركاً لخطواتهم .. قال لي : كلام سليم ، بس أنتَ ناصرتَ وتناصر « صالح » صحّ ..! قلت له : لا ..أنا ناصرتُ ، وأناصرُ الوطن ولا أناصرُ أشخاصاً ، وتلك أيام قد خلتْ، وكانت مرحلة معينة وفي ظرف معين ولأسباب معينة، لكن الحقيقة التي يجب أن تفهمها - أخي العزيز-هي أنّه ليس لي أيّ صفةٍ في حزب “ المؤتمر” ولايهمّني أمره أبداً،كما أنّني لستُ معنياً بالدّفاع عنه وعن سياساته أو تبرير أخطائه وما لم يرق لكم أو لغيركم ، منه..أنا لي آرائي المستقلّة عنهم تماماً،المنحازة لليمن ، البعيدة عن شبح الأحزاب وقياداتها وفشلها وعبثها الذي لا يُشرّف أحداً.. أنا مع الحق وضدّ الإرهاب وكل من يرفع السلاح ويتمنطق به ويدعو للطائفية والمناطقية والعنف والفوضى . قال: نوّر الله قلبك،  إذن ، ما قلته ينطبق، تماماً، على جماعة الحوثي . 
قاطعته وقلتُ : كي نكون منصفين ،وينطبق - أيضاً - على الميليشيات التي تُقاتل في عمران وأرحب وغيرها وهي، بالطّبع ، محسوبة على «الإخوان» وينطبق - أيضا - على أنصار الشريعة والقاعدة وإن أردتَ ، ولن يعترض على رأيك أيُّ منصفٍ ، لك أن تُسقط الأمر نفسه ، على فصائل ورموز في الحراك الجنوبي ، ممّن يميلون للعنف، بل ويمارسونه.. قال: أتّفقُ معك في بعض ما تفضلتَ به ، لكن لي ملاحظة على المفردة التي تفضلت باستخدامها وهي: (ميليشيات الإصلاح ) اسمح لي أن أختلفَ معكَ على تسميتها بـ «ميليشيات الإخوان» لكن ، بعدك ، قل ميليشيات،المهم إنّ ما يقوم به ،بعض النّاس في عمران، سواء إصلاحيون ،أو قبائل غير متحزّبين، في الأساس،يقع ضمن الحق المكفول من جميع الشرائع السماوية والقوانين الدّولية وحقوق الإنسان ،وهو الدّفاع عن النفس والعرض والحقّ وعن مدارس التعليم والبيوت ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، وغيرها من المنشآت والأماكن التي يفجّرها الحوثيون كُلّ يومٍ أمام مرأى ومسمع من العالم كلّه. 
 وفي هذه الأخيرة.. اعترفُ أنه عطّل ما كنتُ قد جهّزته من ردودٍ وأفكار، وجعلني أفكّرُ في ردودٍ أخرى، أو أتهرّب قليلاً ، من باب أنّني، لا أريد أنّ أسمحَ له بالتفوّق عليّ في المناقشة ، لكنّي أقرّ أنّه محقٌّ فيها، أو على الأقل في أن الإخوان ، بفضل حماقة الحوثيين ،قد كسبوا تعاطفاً كبيراً وحجّة يدافعون بها عن أنفسهم أمام الدّاخل والخارج .. 
لهذا أخلصُ للقول ، من هذا الموقف وغيره ، وأوجّه حديثي هنا لأصحاب الشأن وأنصارهم ، ولا أتردّدُ أولا: من مخاطبة ،السيد / عبدالملك الحوثي: ممكن تتعقّلون قليلاً- يا أستاذ عبدالملك - وتستشعرون خطيئة ما تقومون به من مقامرات ومغامرات .. ودعونا من أعذار/ مطالب تغير المحافظ/ محمد حسن دمّاج ، وحميد القشيبي / قائد اللواء (310) بعمران ،فأنا، كيمنيّ، أضمُّ صوتي، لكم، وربّما قبلكم، انطلاقاً من أن بقاءهما قد أصبح يُسبّب مشاكل وصُداعاً، لكن لا يحقّ لكم ،أو لغيركم من أن يُفرضَ على الدّولة أجندته ورغباته ويقيل من أراد ويعيين من أراد ، فهذه قرارات سيادية ترتبط برمزية الدولة وهيبتها وسياستها ومصالحها وتقديرها للأشياء.. وإذا كنتم ، بالفعل ، تريدون دولة مدنية حديثة ومواطنة متساوية - كما تقولون - فيجب عليكم أن تكونوا أوّل من يقدّم لنا النموذج والقدوة، وتلتزموا بتعهّداتكم وتحترموا الدولة وهيبتها ، لأن اضعافها بالعنف والقوة ، ليس في صالح أي طرف ،مخلص وصادق مع الله ومع نفسه وشعبه .. 
واعلموا يقيناً ، أن أيّ قرارٍ يأتي فرضه من أيّ طرفٍ من الأطراف سوف يفتح الباب لأطرافٍ أخرى، ستأتي من صباح الغد ، وتطالب بتغيير المحافظين والقادة العسكريين ومدراء المدارس وحتى البوّابين وسائقي سيارات الأُجرة والباصات والنّاقلات وقبلهم القضاة وأعضاء النيابات وغيرهم .. في أكثر من مكان ومحافظة.. وأعتقد أنّكم تدركون معنى هذا الكلام وخطورته ونتائجه .. ولجماعة الإصلاح أقول ، أيضا : التطرّف الزائد في التمسّك بالأشياء والأفكار والأشخاص وفرضهم بشيء من العنترة والخطاب الخشبي الملغّم ، ليس من الحكمة والسياسة ، خاصّة ونحن في مرحلة تحوّل وتغيرات هائلة، ومن الصائب أن يتمَّ التعاطي مع الأحداث والمرحلة بعيداً عن القول المأثور “ هذا ما وجدنا عليه آباءنا» أو من باب « قلّايتي وإلّا الدّيك » واستعيضوا عن ذلك - يرحمكم الله - بشيءٍ من المنطق والمرونة وتقديم التنازلات التي تصبُّ في مصلحة الوطن واستقراره وتساعد على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، إلى جانب مساعدة الجيش والأمن في تطهير البلاد من الإرهاب وقوى الشّر والهلاك.. ألستم معي؟