قلت من سنوات إن الحوثيين يخططون للسيطرة على صعدة التي يعدونها "العاصمة الروحية" لنظام الأئمة، فاتهموني بأنني عميل لعلي عبدالله صالح، وقال يحيى الحوثي لي من على شاشة البي بي سي "إمامك وسيدك هو علي عبدالله صالح". وقلت فيما بعد إن عيون الحوثيين على صنعاء التي يعدونها "العاصمة السياسية" لنظام حكم الأئمة في اليمن، فقالوا إنني غيرت ولائي من صالح إلى هادي. وقلت إنهم يسعون للسيطرة على عمران لخنق صنعاء والانقضاض عليها، فقالوا إنني أدافع عن "الإرهابيين والتكفيريين والقاعدة والإخوان المسلمين"، وإنني أحد عملاء علي محسن وحميد الأحمر.
ويوم كان الإصلاحيون والحوثيون يرقصون في خيمة واحدة، ويهتفون "الشعب يريد..."، كنت أقول: الحوثيون يريدون "إسقاط الجمهورية لا النظام. وقال لي أحد الإصلاحيين بالحرف الواحد: "لا الحوثيون ثوار معنا في ساحات الحرية والتغيير". وبالطبع ليس ضرورياً أن يعيد الحوثيون نظام الإمامة كما كان، بل المهم عندهم أن يصلوا إلى السلطة سواء كانت هذه السلطة "بعباءة النبي أو تحت علم الجمهورية".
واليوم يزعم الحوثيون أنهم يقاتلون "القاعدة" في عمران، في حربهم ضد أبناء قواتنا المسلحة، مع انهم يعرفون أين هي جبهة القاعدة الحقيقية، التي كنت أتمنى لو شاركوا الجيش في الحرب عليها، غير أن الحوثيين في زعهمهم الحرب على القاعدة يشبهون الحوثيين في زعمهم الحرب على أمريكا وإسرائيل، وهم في كل جبهاتهم لا يقاتلون القاعدة ولا أمريكا ولا إسرائيل، ولكن يقتلون اليمنيين من قوى الأمن والجيش، وأبنا القبائل الذين يزجون بهم إلى مصارعهم المقيتة للوصول إلى السلطة "المغتصبة".
ومؤخراً تبنى الحوثيون "قضية المناطق الزيدية"، وبدؤوا يثيرون النعرات المذهبية لكي يدفعوا بأبناء هذه المناطق للوقوف مع مشروعهم التخريبي، ناسين أن مئات آلاف المشردين الذين شردوهم، وأن آلاف القتلى والجرحى من ضحاياهم، والدمار الرهيب الذي أحدثوه كان كله دون استثناء في المناطق الزيدية التي نكبت بهم وبفكرهم، تماماً كما كانت "القاعدة" نكبة على المناطق الشافعية التي تدير منها معاركها ضد طواحين الهواء "الصليبية - اليهودية".
الحوثية نكبة الزيدية، والحوثيون وبال على المناطق الزيدية التي يزعمون الحرص على استعادتها من يد "التكفيريين والوهابيين."، لأن مئات آلاف الضحايا والدمار الهائل الذي أحدثوه لم يكن من نصيب تعز أو عدن أو إب أو حضرموت، ولكنه كان من نصيب صعدة وحجة وعمران والجوف.
بالنسبة لي، كنت صادقاً مع نفسي في خصومتي للحوثيين.
والله ما أملى علي أحد كلمة واحدة لأمررها له ضدهم.
وأقسم بالله أنني أراجع نفسي في شأنهم، وأقول قد أكون مخطئاً، وأتمنى أن أكون مخطئاً في تقييمي لهم، ولكن الحوثيين يخذلونني دائماً كلما حاولت أن أنظر لهم بشكل إيجابي.
رحم الله كل من سقط في هذه الحروب الفاجرة، سواء كانوا من الحوثيين أو من خصومهم..رحم الله جميع الضحايا بلا استثناء لأن من يموتون يصبحون سواء بلا القاب ولا مذاهب.
"إنا لله وإنا إليه راجعون"