بعض الاجراءات الرسمية تجاه بعض القضايا الهامة تشعرنا احيانا بأن الدولة في اليمن هي دولة شقيقة وليست مسئولة عن معالجة تلك القضايا وفقا للدستور والقانون
لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تتحول الجماعات المسلحة بمختلف توجهاتها وانتماءاتها المذهبية والفكرية والسياسية الى جماعات " ند " للدولة ويجب على اي جهة رسمية ان تتعامل مع هذه الجماعات على اساس انها جماعات تعمل خارج اطار القانون
وقف إطلاق النار في عمران رغم اهميته من اجل الحفاظ على الأرواح كان الأفضل عدم إدخال وزارة الدفاع كمراقب او مشرف على تنفيذ وقف اطلاق النار لان دخولها تحت هذه المهمة يعطي صورة ان جماعة الحوثي دولة وان وزارة الدفاع ليست المسئولة عن الدفاع عن الوطن والشعب ، كما ان الاتفاق لم يلزم الحوثي بسحب مقاتليه بل منحهم امتياز البقاء ، مثل هذه الاتفاقات هي التي منحت الحوثي حق التوسع ومقاومة الدولة على مدى الفترات السابقة وهي التي تدفعه للتمرد على الدولة
صحيح ان نص وبنود الاتفاق تعتبر سياسية بإمتياز وان الظاهر العام للاتفاق يبدو وكأنه لبى ادعاء جماعة الحوثي الذي يبرر حربه في عمران بأنه يقاتل التكفيريين وهذا الادعاء ايضا يثبت ان جماعة الحوثي تنازع الدولة في سلطاتها فإذا كان هناك تكفيريين في عمران فالدولة هي من تواجههم وليس جماعة
هناك لبس حول المعركة في عمران والسبب بهذا اللبس وسائل اعلام حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي وهذا مخالف لحقيقة الواقع على الارض، لان جماعة الحوثي هي من جلبت عناصرها من اكثر من عشر محافظات وارسلت قواتها من صعده لمحاصرة عمران بحجة قتال التكفيريين وهذا المصطلح تطلقه جماعة الحوثي على كل من يخالفها
التكفيريين الذي تدعي جماعة الحوثي قتالهم في عمران هم ابناء عمران واللواء 310 الموجود في عمران من اكثر من ثلاثة عقود وقائد اللواء من ابناء عمران وهو من الالوية التابعة لوزارة الدفاع بل من اقدمها وقائد اللواء معين بقرار جمهوري من رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة المشير عبد ربه منصور هادي اضافة الى محافظ عمران المعين بقرار جمهوري وكل القيادات التكفيرية من وجهة نظر الحوثي معينة بشكل رسمي وكل هذه القيادات تؤدي واجبها وفقا للمهام المحددة لها
الخطاب الحربي لجماعة الحوثي وحزب المؤتمر وعبر وسائل الاعلام التابعة لهما تمارس تمردا اعلاميا وتقوم بتزييف الحقائق وهذا النوع من الاعلام هو الذي يشجع جماعات العنف للتمرد على الدولة ويقدم لها خدمة كبيرة، وهذا الاعلام هو الذي صنف مايجري في عمران وفقا لأغراض سياسية خاصة بالرئيس السابق علي صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يبحث عن تحقيق الانتقام من كل خصومه " السياسيين " وامتثالا لدواعي الانتقام فقد تحول رئيس " الجمهورية اليمنية السابق علي عبد الله صالح " الذي حكم الجمهورية لمدة 33 عام الى عنصري وطائفي وحاقد ومجرم ومخرب وعميل ومستعد ان يتجاوب مع اي مشروع هدفه هدم اليمن من اجل ان يثبت للشعب ( سلام الله على عفاش) ويثبت انه القادر على حكم اليمن .
ممارسة علي صالح للتخريب ليس لها علاقة بالحرص على الوطن بل لها علاقة مباشرة بالفشل والفساد الذي كان هو العلامة البارزة خلال 33 عام فهو يسعى لمقاومة اي رئيس من بعده بقوة السلاح لكي لا يكتب لهذا الرئيس اي انجاز وممارسة التخريب والفوضى ودعم الجماعات الإرهابية هو الوسيلة التي تلبي طموحات رئيس الجمهوري السابق
ما يحدث بعمران هو صراع يلبي رغبة الرئيس السابق تكفلت به جماعة الحوثي المدعومة من ايران والتي تسعى للوصول للسلطة بقوة السلاح ، علي صالح وجد في الحوثي انه القادر على تحقيق الانتقام الذي يسيطر على عقلية وسلوك علي صالح ولهذا قدم لها الدعم المالي والسلاح وسخر وسائل الاعلام التابعة له تحت تصرفها فلا يوجد فرق بين مطبوعة حوثية ومؤتمرية او بين قناة اليمن اليوم والمسيرة او اي مواقع اخبارية ، فإعلام علي صالح ملتزم بالتحالف ويعمل خدمة له ، وهذا الاعلام هو من صنف الناس الى تكفيريين ومسلمين ومستسلمين وسادة وعبيد وموالي وخوارج ونواصب وكل الاسماء التي ظهرت خلال الفترات الماضية
رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي هو تكفيري وكبير التكفيريين وعميل ووو لأنه ببساطة لم يلبي او يخضع لما يريده علي صالح وكذلك الحكومة وأعضائها والأحزاب وقيادات الدولة والشعب ، عناصر محدودة جدا هي المسلمة ( المستسلمة ) من وجهة نظر هؤلاء وهم من يمارسون الخيانة لصالح هؤلاء ، مثلا وزير الدفاع مسلم ومؤمن تمام واحيانا يتحول تكفيري
اي مسئول مكلف بمهمة رسمية القانون يفرض عليه ان يعمل ويتصرف وفقا للقانون وبالطبع الخارجين على القانون يقدمون الاوصاف والتبريرات التي تتوافق مع ما يريدون ، فاللواء حميد القشيبي واللواء 310 تابعين للجيش اليمني وهم مسئولين عن حماية امن عمران من اي جماعة كانت ، ولو قام القشيبي بالانسحاب او السماح لجماعة الحوثي للسيطرة على عمران لا يمكن ان يكون تكفيري بل سيكون اكبر المسلمين من وجهة نظر الجماعة لكن من وجهة نظر الشعب والقيادة خائن ويجب ان يحاكم
ولهذا جاء ظاهر اتفاق وقف اطلاق النار بطابع سياسي وكأنه يشير الى ان الصراع بين مجموعتين ، سنصدق هذا في حال خروج رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي يقول هذا الكلام ويقول ان اللواء 310 غير تابع للدولة وان محافظة عمران مسئولة عن أمنها دون تدخل الدولة وحينها سندرك ما وراء ذلك
الحوثي يتعامل مع كل من يخالفه بأنه كافر .. الحوثي وجماعته لم يعرفوا طريق السلم والعمل السياسي وكل الذي يريده هو فرض مشروعه بقوة السلاح وبتغطية وتمويل وتخطيط من علي صالح
الدولة يجب ان تكون هي المالك الوحيد للسلاح وهي صاحب القرار في استخدامه وبدون ذلك فنجن نؤسس لدويلات على اسس مذهبية وعصبية وسيكون العنف والارهاب هو القاسم المشترك بين كل هذه المجموعات وستتحول الجماعات التي تؤمن بالعمل السياسي الى جماعات مسلحة لضرورة الدفاع عن نفسها ووجودها وانصارها
الحوثي وعلي صالح يهربان من تنفيذ مخرجات الحوار باللجوء الى افتعال معارك عبثية ، لان مخرجات الحوار تضمنت اعادة بناء الدولة على اسس سليمة يكون فيها السيادة للقانون وهذا يعني لا وجود لعلي صالح واذرعه الارهابية والحوثي وجماعته
اذا التزمت جماعة الحوثي بوقف اطلاق النار فهذا شيء ايجابي واذا لم تلتزم فماذا سيكون موقف وزارة الدفاع وهي المعنية بحماية المواطن اليمني ؟ الحياد في هذه الحالة يفسر على انه انحياز لطرف على طرف اخر وهو الجيش اليمني !!
وان الشيء الجديد في هذا الاتفاق هو حياد وزارة الدفاع ودخولها كطرف ثالث " مراقب " وهذا هو الحياد البلدي !!