أشباه أبي رِغَال

2014/06/07 الساعة 07:50 مساءً

 

أبو رغال عربي خائن باع أمته لأبرهة الحبشي، حيث دله على الطريق إلى مكة بعد امتناع الكثير عن ذلك، ولم يكن مكسبه لقاء خيانته سوى بضعة دراهم لم تستطع أن تقيه لعنات التاريخ، بل ودفنت معه تحت وابل حجارة السِّجّيل كما يقول المؤرخون.

كثير من أمثال أبي رغال يقبعون إلى جوارنا في هذا البلد، نباشرهم بالسلام فيردوا بأحسن منه، ويتغنون بأقوى القصائد الوطنية، ويقفون أثناء سماع النشيد الوطني كأن على رؤوسهم الطير، بل ويصلون في الصفوف الأولى، ويتلون القرآن بخشوع، لكنهم -مع ذلك- لا يتورعون عن بيع البلاد كلها بحفنة من الدراهم.

أبو رغال يُسقط المدن في أيدي الأعداء، ويدلهم على الدروب والمسالك إلى ثكنات الجنود، وإلى مرابض آلات الحرب، وإلى حيث يصلي المؤمنون أيضا.. إنه أسوأ من أنجبه صلب رجل وبطن امرأة، تحت أي سماء وفوق أي أرض.

في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها البلاد، يكثر أشباه أبي رغال، ولذلك لا غرابة أن تسقط البلاد ويسقط الشرفاء في قبضة من يتسللون خلفه كما أسقط دماج وكما أسقط- قبلها- محافظة صعدة، وكما أسقط أقوى مناطق حاشد وأشدها بأسا.. إنه من حاول مستميتا إسقاط عمران.. إنه من يتقدم القافلة الهادمة للمساجد والمدارس والمعاهد والمنازل، وهو من سيتقدم جحافل التوسع الحوثي إلى حجة وصنعاء والجوف وذمار وإب وحضرموت وتعز وغيرها، على غفلة منا!

أبو رغال-يا قوم- ليس كائنا خرافيا أو مخلوقا جاء من كوكب آخر، إنه واحد من قومه، واحد منا، يتعاظم الربح الذاتي لديه مقابل الأوطان والضمائر والأديان، ويزداد نشاطه بقوة عندما يغيب العقاب وتختلط المفاهيم الصحيحة بالمفاهيم الزائفة.

رغم هذا كله، سيسقط أبو رغال وستنكسر الجحافل التي تمضي خلفه.