ماجاء في المؤتمر الصحفي الذي عقده الناطق العسكري للجيش اليمني العقيد سعيد الفقيه يوم الخميس 5 يونيو بصنعاء وإعلانه ان «العملية في ابين وشبوة اسفرت عن مقتل 500 عنصر من القاعدة واصابة عشرة والقاء القبض على 39، فيما قتل 40 عنصرا من الجيش واصيب مئة في صفوفه»، اثلج صدري كغيري من المتابعات والامهات اللواتي يتألمنَ لما يحدثهُ الإرهاب بجرائمه المحرمه من سفك لدماء المسلمين في اليمن التي حرمها ديننا الاسلامي الحنيف فقال تعالى : (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )) [ النساء : 93 ] .
كان للمؤازرة الشعبية للحرب على الارهاب في اليمن دورها في تحقيق هذه الانتصارات التي نفاخر بها اليوم اعداء الوطن برفعها معنويات المقاتلين الابطال من القوات المسلحة والأمن ، حيث شكلت سنداً قوياً في الحرب الأخيرة منذُ اواخر مايو الى يومنا هذا، فكسرت بهذا الموقف الشجاع حاجز الخوف وموانعه وحالة التردد التي هيمنت على نفوس بعض المواطنين لابداء مواقفهم علنياً تجاه الحرب الذي لاننكر ان ذلك الشعور بالخوف عند الكثيرين في المجتمع كان احد نتائج سيطرة تنظيم القاعدة على بعض المناطق في الفترات السابقة.
برهنت مجريات الحرب على الإرهاب في اليمن، ان نهايتها لايتوقف عند تحقيق السيطرة على الارض، وتدمير اوكار تنظيم القاعدة في هذه المنطقة او تلك، وانما ستستمر حتى يتحقق بقية اهدافها الاخرى المتمثلة في اقتلاع جذور هذا الخطر الذي يتطلب حرب مفتوحة ومتواصلة وباسلوب وتكتيك يتناسب مع طبيعة الأعمال القتالية (حرب العصابات) التي ينتهجها "تنظيم قاعدة الجهاد في شبة الجزيرة العربية" والتنظيمات الارهابية المغذيه له، يقابلها حرب أخرى تتمثل في توحيد الجهود الشعبية والحكومية لتوظف النتائج والنجاحات المحققة من الاعمال القتالية لتحقيق بقية الاهداف لتجفيف منابعه، واصحاح البيئة في المناطق التي تغلغل فيها فكر التطرف لجعلها رافضه لتكرار عودته اليها.
ولكي يتواصل تحقيق هذه النتائج الطيبة المتعددة قتالياً، وإعلامياً ومجتمعياً (المؤازرة الشعبية) التي ميّزت الحرب هذه المرة عن سابقاتها من حيث قوة المساندة الشعبية التي ينبغي الحفاظ على مستواها، وما حققته من نتائج طيبة ابرزها " كسر حاجز الخوف لدى المواطن في بعض المناطق من الظهور علناً لمحاربة الارهاب" لتضاف الى الانتصارات القتالية الجيدة - فانهُ ينبغي الحفاظ على هذه النتائج والانتصارات لتحقيق غاية المواطن التي كانت احد دوافع التفافه حول الجيش ومساندته للحرب على الارهاب في اليمن، حتى لا يتكررنفس الوضع السابق الذي مّكن التنظيم من إعادة انتاج العوامل التي ساعدت على نمو وبروز عناصرتنظيم القاعدة وجماعاته المسلحة والمناخ المساعد لبقائه.
النتائج والانتصارات التي حققها الجيش خلال الحرب الأخيرة التي شهدتها محافظات أبين وشبوة وحضرموت والبيضاء والتقدم الكبير الذي احرزه باحكامه السيطرة على الارض في مناطق كانت تحت قبضة "تنظيم قاعدة الجهاد في شبة الجزيرة العربية" لاكثر من اربعة اعوام، إلى جانب شل حركته وقتل اعداد كبيرة من عناصرة (500) ارهابي بحسب ماجاء على لسان الناطق الرسمي للجيش اليمني، والتعاطف الشعبي وحالة نبذ وجود هذا الخطر في المناطق المطهره، كل هذه النجاحات والانتصارات مجتمعه لاشك انها اوجدت واقعاً جديداً سيصعب فيه على التنظيم إعادة لملمة جسده بعد تعرضه لهذه الهزائم، بل انها ستضعه امام مفترق طُرق وخيارات متعدده للتعامل مع الوضع القادم، والتي لا يمكن الاستباق والجزم بتاكيدها أو بما ستقوده الاحداث لسلكها، لكن مع ذلك فاننا نتوقع بإن ارجح الخيارات ان يستمر مندمجاً في شبه الجزيرة العربية لكن بحالة اضعف اشبه بوضعه السابق للازمة اليمنية، أو الانتقال إلى مرحلة الاندماج مع فروع أخرى في الشرق الاوسط مثل "داعش"، أو التفكك إلى المستويات الأدنى بسبب تاثير هذه الخسائر التي تكبدها في الحرب الاخيرة في ابين وشبوة على بنيانه الهرمي، فهذه النتائج الطيبة هي اليوم بحاجة إلى حاضن يحافظ عليها، وتحسين الاداء في الاجهزة التنفيذية والأمنية والوحدات القتالية في المناطق العسكرية.
مع غياب الاجراءات او الاوعية الحاضنه لأي نجاحات وانتصارات تحرزها الحرب على الإرهاب في اليمن، وظهور بعض الاصوات المحسوبه على بعض التيارات السياسية مع بداية الحرب تطالب بايقافها، تبرزالمخاوف لدى المواطن حول من يدفع بضياع الفرصة المتاحة للحفاظ على هذه النجاحات المحققه، ومايُعزز هذه المخاوف محاولات عودة الصراعات المسلحة في بعض المناطق التي كان أخرها الصراع المسلح في عمران بين بعض الأطراف كمحاولة لكبح أي فرص للحفاظ على نتائج الحرب على الإرهاب في اليمن واستمرارها الذي اصبح مطلب شعبي لتخليص الوطن من خطر الإرهاب الذي بات يحاصر حياتهم ويفرض على مجتمعهم العزلة الدولية.