عندما تقطن مزبلة اليوم ، لا تهتم كثيراً لمحتويات مزبلة التاريخ ، وعندما تعاني ، محتضراً ، ألآم الحمى لا يعنيك كل هراء الهذيان..
من يكترث.؟ ليتحدث شوقي القاضي عن نقائه وصفاء قدسية جماعته ، بوصفه وهم طهر من صلى ، وليقل خالد الآنسي أنه ابن تسع وتسعين.. ، ولتصرح توكل أنها عجنت الثورة في خيمتها وخبزتها في تنور نوبل ، وليتباهى باسندوه أنه يمتلك قوة 7000 حصان و 200 بغل !
فليكن مقر الفرقة ، حديقة حيوان شعبية أو مسرحا لفرقة البيتلز وقاعة لرقصات البرع الوطنية أو حتى حمامات عامة وبأسعار إقليمية رمزية ، ولتذهب لجنة صياغة الدستور إلى ألمانيا ، أو تحضر في البرازيل كرنفالات السامبا السنوية ، ولتجمع النصوص من تجارب اللصوص والخبرات الدولية ، وليسحب البرلمان الثقة من الحكومة أو العكس ، ولتستمر لعبة شد الحبل وكوميديا المحاصة الهزلية.. هذا لي وهذا لك وما تبقى ، قسمة أخوة بيننا ، عبر جلسة وفاق ليلية !
متى ستعي (النخبة) المتخمة بنرجسيتها ، وتضخم حنجرتها ، انفصامها وانفصالها عن شعبها..؟
متى ستدرك أن الكلمات لا تطعم الجياع ، وأن خطاباتها وبياناتها وتصريحاتها ، وكل أوراق حواراتها وصفحات تغريداتها ، لا تكسو عارياً ، ولا تأوي مشردا ، ولا ترسم بسمة على وجه طفل أدمن في الظلام لعنها ؟
لمرة واحدة.. كفوا عن الضجيج ، وأنصتوا للمواطن البسيط.. سيقول لكم: