طفح الكيل !

2014/06/11 الساعة 01:02 صباحاً

عندما تقطن مزبلة اليوم ، لا تهتم كثيراً لمحتويات مزبلة التاريخ ، وعندما تعاني ، محتضراً ، ألآم الحمى لا يعنيك كل هراء الهذيان..

من يكترث.؟ ليتحدث شوقي القاضي عن نقائه وصفاء قدسية جماعته ، بوصفه وهم طهر من صلى ، وليقل خالد الآنسي أنه ابن تسع وتسعين.. ، ولتصرح توكل أنها عجنت الثورة في خيمتها وخبزتها في تنور نوبل ، وليتباهى باسندوه أنه يمتلك قوة 7000 حصان و 200 بغل !

فليكن مقر الفرقة ، حديقة حيوان شعبية أو مسرحا لفرقة البيتلز وقاعة لرقصات البرع الوطنية أو حتى حمامات عامة وبأسعار إقليمية رمزية ، ولتذهب لجنة صياغة الدستور إلى ألمانيا ، أو تحضر في البرازيل كرنفالات السامبا السنوية ، ولتجمع النصوص من تجارب اللصوص والخبرات الدولية ، وليسحب البرلمان الثقة من الحكومة أو العكس ، ولتستمر لعبة شد الحبل وكوميديا المحاصة الهزلية.. هذا لي وهذا لك وما تبقى ، قسمة أخوة بيننا ، عبر جلسة وفاق ليلية !

متى ستعي (النخبة) المتخمة بنرجسيتها ، وتضخم حنجرتها ، انفصامها وانفصالها عن شعبها..؟

متى ستدرك أن الكلمات لا تطعم الجياع ، وأن خطاباتها وبياناتها وتصريحاتها ، وكل أوراق حواراتها وصفحات تغريداتها ، لا تكسو عارياً ، ولا تأوي مشردا ، ولا ترسم بسمة على وجه طفل أدمن في الظلام لعنها ؟

لمرة واحدة.. كفوا عن الضجيج ، وأنصتوا للمواطن البسيط.. سيقول لكم:

أريد شيئا من كرامتي
ماءً لبيتي وتيارا في لمبتي
أن لا أقف بطابور الذل
علها تسير سيارتي
أريد حديقة لطفلي
مدرسة تليق بابنتي
ودواء لا يقضي على أسرتي !
لتكن لي حكومة لا أخجل لها
وهذا عارها يستدر دمعتي
هل لي بقاض لا يتفحص هويتي
ولا يسألني قبل منطوق الحكم
عن انتمائي وحزبيتي ؟
أحتاج طبيبا إنسانا
لا ينسى طمعا حذائه في معدتي
وشرطيا لا يقتلني
ويدعي أنها كانت رصاصتي
وأن موتي عين مسؤوليتي !
أريد صحافة لا تحترم حصريا حماقتي
وجواز سفر لا يقرر حاجتي لكفالتي
وبعدها.. ومع حقي في حريتي
فليعتنق هذا كيف شاء سلفيته
ليرتدي قميصا قصيرا لأعلى سرته
وليردد عني (كافر) عدد حبات مسبحته
وليمارس ذاك أنى شاء مكره وسياسته
وليخطب من على المنبر
عن إيمانه بثورته وجمهوريته
وكفره بماركس أو تقوى يساريته
وليحكم هادي أو مادي حينها ألف عام
أدام الله ولايته وكرسي سلطته.!

[email protected]