وأخيرا تم تعيين محافظ جديد لمحافظة عمران وهو تغيير قدّم في سبيله المتمردين الحوثيين مئات من القتلى والجرحى من أنصاره وأعملوا قتلا في صفوف أبناء القوات المسلحة والأمن وأبناء القبائل وفجّروا واستعمروا عددا من المؤسسات الحكومية (المدارس والمساجد والمراكز الصحية وآخرها السجن المركزي ) ومنازل للمواطنين الأبرياء واللذين يعارضون تواجد الحوثيون في قراهم بل وهَجّروا بعض السكان من منازلهم واللذين آثروا التهجير القسري خوفا من تترية الحوثيين فهل ستكون عمران آخر محطات الحوثي ومسرحا لنزواته وطيشه ؟
تعيين اللواء شملان من المؤمل أن يلاقى أولا بالتفاؤل وبالذات أن الغاية منه هو إيقاف نزيف الدم اليمني المعصوم دينا وعرفا وإنسانية وثانيا هو تفويت الفرصة على حركة التمرد وهل سيؤبون إلى رشدهم ويدخلون في العملية السلمية لبناء الدولة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني أم هناك مطالب (تعنتات) أخرى تريدها لاستهلاك الوقت ولتحقيق مآرب أخرى يريدونها..
في سبيل الوطن لايوجد خاسر في هذا التغيير والوطني هو من يُقدم المزيد من التنازلات والتضحيات سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو وجاهات أو أحزاب وتتجلى قيمة الشخصية بقيمة التضحية وليس هناك أشرف من الشهداء من أبناء القوات المسلحة والأمن وأبناء عمران الأشاوس. اللذين سقطت جماجمهم وتناثرت أشلاؤهم على سور عمران وهو السور (الشمالي ) الأخير والأقوى للجمهورية ..
يستطيع محافظ عمران التقدم بخطى واثقة في مواصلة بناء عمران ومواصلة تحقيق الأمن والرخاء لها ماتسم بالقوة والأمانة والحزم وخلع ثياب الحزبية عند أول حد لمدينة عمران وتعاونت معه الرئاسة والحكومة دون التدخل بـ (التوسط) في قراراته وإن كان من مخاوف لتعثر خطى المحافظ فليس هناك غير المحاصصة والتي ستكون عائقا أمامه وتشتت جهده ووقته في عقد مجالس لمراضات الشخصيات والأحزاب حين ممارسته لمهامه..
ربما لقد عملت الرئاسة بالمثل الشعبي القائل ( الحق الكذاب لا باب بيته ) فعمدت إلى هذا التغيير في عمران بالذات لكن في النهاية على الرئاسة أن تعلم أن كثرت المدارة والمداهنة للكاذب مضيعة لهيبة الدولة ومضعف لقوتها ، وللمتمرد الباغي عليه أن يدرك أن حبل الكذب قصير ويوما ما سيُطوق بحبل كذبه.