المجتمع المدني القبلي :

2014/06/15 الساعة 04:29 مساءً

لا اعلم ماذا سأكتب في هذا المقال وما نوع الجمل والعبارات سأوظفها فيه فقد ذهبت الاشياء الجميلة مع الضياع وتلاشى معها كل عبارات السعادة وطموحات النجاح لتأتي بدل عنه عزيمة شبه مهزوزة لا تقوى على الصمود ولا الاحتمال فهشاشتها جاءت بعد ضياع لا يعقبه إلا قتلاً قبلي .

 

 

لم يكن الزمن وحدة واقفا ضد فقط بل كانت معه عوامل اخرى مكنته يفرض علينا كل قسوته ويصبها في آن واحد , فالحياة في زمننا تحتاج اشياء كثيرة وكبيرة لتجعلك متأقلما معه وقد يكون من اهمها تجردك من اسم القبيلة .

 

 

ليس التجرد بذالك النهج الذي قد يعتقده البعض فهناك ثم اشياء في العرف القبلي تخالف المجتمع الذي يحلم به كل شاب ويتمنى ان يعيش فيه يتمنى الكل ان يعيش في مجتمع خالي من الدم من الهمجيه من الحروب القبلية من اشياء كثيرة , ولكن كل هذه تظل اماني فقط فالقبيلة واعرفها فرضت علينا ان لا نختار ما نريده لأنها تظل هيا الساعد الذي تناصرك في مجتمع همجي .

 

 

شابا قضى عمره في الدراسة متنقلا من بلدا الى اخرى حتى اصبح اسمه منحوت في قائمة الطلاب المتفوقين جاء كل هذا بعد عناء وشقاء وتعب تتراوح هجرته الى 9 سنوات متتالية تعلم فيها كل شي احب ان يصبح لدية مجتمع مثل المجتمع الذي عاش فيه سنوات دراسته وهوا يعلم في داخلة انه قبلي وان العرف القبلي لا يعرف معنا تحضر , المهم  عاد هذا الشباب بشهادة الدكتورات .

 

 

لم يعلم هذا الشاب ماذا تخبا له الاقدار وماذا ينتظره في قريته التي شبت الحرب بينها وبين قبيلة اخرى فالعرف القبلي لا يعرف شيء اسمه قصاص مثلما يعرف شيء اسمه ( الطارف غريمي ) لم يكن في قبيلة الدكتور شخصية اجتماعية مثقفة سواه وكان اسمه مرشح ليكن غريما للقبيلة الاخرى , فكل ما حلمه وتمناه وكل تعب الدراسة التي اخذت منه سنوات عمرة جعلت منه مشروع قتيل من الدرجة الاولى وتم اغتياله لتذهب مع موته احلامه و احلام ابوية .

 

 

لهذا يتمنى البعض من ان يتجرد قليلا من القبيلة ليعيش حياته كيف يشى لا يرد ان يملك عمارة وفلوس ولا عقارات وفلل فخمة وسيارات اخر موديل وهو يعلم بان كل هذا الاشياء قد تكون سبب موته في ثار من الثارات , فالموت  والقتل في القبيلة لا يكون اختياري والقصاص لا يطفئ نار الحقد في قلوب من يبحثون عنه.

 

 

تخيل ان تكون عندك طموحات كبيره مثل طموحات ذالك الشاب الذي انهى قصة حياته  ثار تخيل ان تبني لنفس وطن وحياة قد لا تكن حياة مثلما يحلم البعض بها ولكن حياه تكون انت مقتنع بها تظل سنوات عمرك وأنت وحدك ترتبها وترصها (لبنه لبنه , طوبه طوبه )ومع كل هذه العناء  والتعب الذي مررت به سنوات عمرك تأتيك مكلمة هاتفيه او رسالة نصية من شخص ما يقول  لك  قريب لك قتل احدهم في شجار حدث بينهم وهرب انتبه لنفسك قد يأتوا اهل القتيل  ليستقضوا فيك ردا عن اخوهم فما شعورك ؟؟ وأين احلامك التي بينتها ذاهبة يا هذا ؟؟

 

 

الضياع الذي يعقبه قتلا قبلي هو نفس  ذالك المريض الذي ينتظر الموت كل يوم ولا يأتيه ليريحه لا المريض عاش حياته وهوا مطمأن ولا الموت راضا ان يريحه من عناء الألأم التي يعيشها , فالضياع موتا بحد ذاته يقتلنا لليل نهار  ونحن في غفلة من ذالك , ولكن عندما يعقبه قتلا قبلي يصبح الامر مختلف بعض الشيء فلا انت راضا ان تكن الرقم التالي ولا قناعتك راضيه  ان تجعلك تعمل مثل الاخرون .

 

 

ليظل شبح الثأر هو ذالك الذي افسد حلاوة الحياة في العرف القبلي صانع البعض منه دراما انتقامية لا تهتم بمن كان السبب مثلما تهتم من الشخصية المؤثرة التي ستكون بديله عن ثأره , لينطبق المثل الشعبي القائل ( ضاعت الكيله في الثمينة ) تأكيدا اننا نعيش في ظل مجتمع مدني قبلي يكسر ظهر ابناء القبيلة الداخلة في صراعات  قبلية متشعبة لتصبح الاحلام عندهم مجرد انتقام لا اكثر .