في السلم هادي وفي الحرب منصور

2014/06/23 الساعة 01:58 صباحاً

لكل امرئ من اسمه نصيب، ونصيب رئيس اليمن الاتحادي أن يكون هاديا يتقدم المرحلة والمتغيرات العميقة نحو المستقبل المنشود، ومنصورا في تحدي الخطوب وتجاوز المعوقات والدروب ان اقتضت القوة كحل اضطراري، وهو قبل هذا وذاك مباركا بدعم رب السماء ودعوات المخلصين الحالمين بوطن مستقر يحقق العيش الكريم والأمان المستديم. هو قليل الكلام، لكنه كثير العمل ، وبين ميادين الأقوال وميادين الأفعال بون شاسع ومسافة كبيرة يتحدد بموجبها معدن الشخص وواقعه ومستقبله وأثره ومنفعته للمحيط ناسا ووطنا على حد سواء. قال عن نفسه أنه في مهمة فدائية، تسلم قيادة بلد مفكك وواهن وفيه قوى تتخبطه ذات الجنوب وذات الشمال، تستميت لتمزيقه، واستعباده وامتلاكه، كلها تدعي أحقيتها في استعادته وكأنه أحد أملاكها الموروثة ،العائلة تريد استعادة الحكم، والسيد لاستعادة الإمامة، وآخرين لاستعادة الدولة، في حين يصر اليمنيون ككتلة واحدة لاستعادة الحياة فقط وقد فوضوا الرئيس هادي كنموذج جديد ليمن اتحادي جديد خالي من لوثات الماضي وصراعاته ومخلفاته. الحديث هنا عن هادي ليس تزلفا أو دعائيا، إنه انحياز لتطلعات شعب ووجهة وطن، وأحلام حملناها في الساحات وضحى لأجلها شباب وشابات. الانحياز للرئيس هادي كونه عنوان مرحلة بدأت ويجب أن تمضي صوب مستقبلها المرسوم، في مواجهة مراحل ماتت وشبعت موتا، لكن يراد لها أن تعود من جديد مع ما فيها من مصير مجهول وعواقب وخيمة. خيار هادي هو خيار المستقبل، مقابل خيارات مخيفة مطروحة على الأرض وتتحرك بكل عبثية ووحشية، مجرد التفكير في تفاصيلها يشعر الواحد منا بالقشعريرة خوفا وجزعا. كان الرئيس هادي واضحا عندما عبر عن مصطلح (قوى الشر) التي صنعت مآسي اليمنين أمس واليوم وهي تتحرك اليوم بتنسيق مفضوح للانقضاض على التغيير. قولوا لي ما العلاقة بين تفجير الحوثي للحرب في عمران وألعابه النارية في بني مطر وهمدان، متزامنا مع أحداث جامع السبعين، وشظايا لتشتيت التركيز وصلت حد عدن ولحج وشبوة جنوبا، إن لم تكن (قوى الشر) حلفا شريرا واقعا على الأرض وليست مجرد مناكفات سياسية وإعلامية. ما يجب على الرئيس هادي معرفته أنه كلما تحرك بقوة لاستئصال قوى الشر وتخليص اليمن واليمنيين من مربع العنف المتوازي الأضلاع، كلما اقترب كثيرا من تطلعات شعبه وقطع خطوات سريعة لتثبيت دعائم اليمن الجديد الذي يتطلع للعيش فيه غالبية المواطنين. ما يؤكد ذلك هو شعبية هادي التي صعدت في الأسابيع الأخيرة إلى نفس مستواها في بداية الانتقالية.. إنه في السلم هادي وفي الحرب منصور.. (فهل يعي الدرس هؤلاء الأوباش)..!!