الرئيس هادي.. حكمة لا تنقصها الشجاعة«1-3»

2014/06/23 الساعة 11:02 مساءً

المسألة الجنوبية مرتكز القضية اليمنية

لقـد أثبتت التجربة الاستثنائيـة التي مـرّ بها الوطن خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة حكمة وحنكة واقتدار الرئيس عبدربه منصور هادي في إدارة الأزمة بكل تداعياتها وتشعّباتها وتداخل أطرافها، فضـلاً عن خاصية شخصية الرئيس هادي في استحضار روح التوافق وإعلاء قيم الحوار ونبذ التعصّب والكراهية والأحقاد.

وبالطبع، فإن تلك الخصال الحميدة التي تطبع شخصية الرئيس هادي لا تنم – البتة - عن ضعف، حيث وجدناه شجاعاً وهو يتخذ قرارات استراتيجية في محاصرة أوكار الإرهاب وإنزال الضربات الساحقة بمجرميه من الضالين وشذّاذ الآفاق، تماماً كما رأيناه في مواقف عـديدة شديد الالتصاق بهموم أبناء شعبه وقضايا وطنه لا يهمه في الحق لومة لائم، خاصة وهـو يجابه رموز الفساد والتسيّب و الانفلات دون مواربة أو محاباة.. واضحاً في صدقية الموقف وشجاعة اتخاذ القرار تجاه كل من يحاول الإضرار بالجبهة الداخلية وتعريضها للخطر أو المساس بمضامين ومنطلقات تجربة الحوار الوطني.

ومن منظور آخـر وجدنا الرئيس هادي صلباً شجاعاً خاصة وهو يتعامل مع أكثر القضايا الوطنية حساسية و دقة – ومنها القضية الجنوبية– التي تعد مرتكز المستقبل بالنسبة لليمنيين جميعاً، حيث كان –ولايزال - شديد التمسك بإعطائها الأولوية في المعالجة، سواء في تصحيح اختلالات الماضي أو في الاتكاء عليها عند وضع خارطة مستقبل اليمن الجديد، لكنه في ذات الوقت شديد الوضوح والصراحة ضد تلك الأصوات النشاز التي تغنّي خارج سـرب الإجماع الجنوبي.. وتحديداً تلك الأصوات التي تحاول يائسة إعادة التموضع خلف متاريس التشطير التي عفى عليها متغيّر مرحلة ما بعد التسوية والحوار.

ومما يدعو إلى التفاؤل في مشهد التسوية اليمنية هو أن تتجلّى أصوات الحراك الجنوبي البنّاءة في تأييد خطوات الرئيس هادي الرامية إلى إعادة بناء البيت اليمني من الداخل وتصحيح مجمل الاختلالات وبما من شأنه وضع اليمن عموماً على عتبات المستقبل وعلى نحو لا يعيد حالة التجاذبات والاختلالات التي طبعت حياة اليمنيين خلال عقود ما قبل إعادة توحيد الوطن أو مرحلة ما بعد قيام هذه الوحدة وعلى نحو يضمن حقيقة ترجمة شروط الشراكة الوطنية والعدالة بين اليمنيين جميعاً دون استثناء أو تمييز.

غداً حلقة جديدة.

:الجمهورية"