حديث الأستاذ محمد سالم باسندوه لتلفزيون دبي والمعلومات التي ذكرها خاصة فيما يتعلق بأحداث يوم الأربعاء 11 يونيو من الشهر الحالي (الانقلاب الفاشل ) هي معلومات خطيرة ويجب الوقوف عليها بجدية من قبل الأجهزة المعنية بالأمن القومي لليمن.
كلام الأستاذ باسندوه ليس مجرد كلام او تسجيل موقف او توجيه رسالة لهذا او ذاك ، والأستاذ باسندوه يكاد يكون الوحيد من بين رجال السياسة ورجال الدولة الذي لا يفضل بتسجيل المواقف السياسية او تفجير قنابل صوتية على وسائل الاعلام، وهذا جزء من سلوكه وخصوصية يسير عليها للحفاظ على المسافة الواحدة بينه وبين كل الفرقاء ، كلام الاستاذ باسندوه والكشف عن مخطط الانقلاب الفاشل يدل على شجاعة ووعي الأستاذ باسندوه وعدم مبالاته برد فعل الانقلابي علي صالح ووسائل اعلامه .
معلومة خطيرة وردت على لسان دولة رئيس حكومة الوفاق الوطني الاستاذ محمد سالم باسندوه وهي ان الرئيس السابق خطط لاعتقال رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة الاستاذ محمد سالم باسندوه ضمن مخطط الانقلاب الذي اعده الرئيس السابق وفشل نتيجة عدم إدراك الرئيس السابق لحجمه ومكانته وتأثيره.
اعتقال رئيس الدولة ورئيس الحكومة عادة لا تأتي الا بموجب ترتيبات دقيقة مع المؤسسة العسكرية وتحديدا مع اصحاب القرار الأول في وزارة الدفاع ( الوزير ورئيس الأركان وقائد العمليات) وهؤلاء هم المسئولين عن قرار التحكم والسيطرة لوحدات القوات المسلحة ، لان نجاح اي انقلاب يتوقف على موافقة هؤلاء القادة من اجل اصدار التوجيهات والأوامر لتحريك وحدات الجيش او عدم تحريكها، وهذا يعني ان مخطط اعتقال رئيس الدولة والحكومة كان مرتب مع قيادات عسكرية في قيادة وزارة الدفاع ، وكشف هذه المعلومة من قبل رئيس الحكومة ليس بالأمر السهل وله دلالاته وابعاده الخطيرة ..
كل المؤشرات كانت تدل على ان أحداث الأربعاء 11يونيو كانت انقلاب كامل الأركان وقد سبق ذلك اليوم صدور إشارات تدل على ذلك من قبل بعض افراد عائلة الرئيس السابق وبعضهم اعلن صراحة عن قرب ساعة الصفر وهدد وتوعد رجال المرحلة وبعضهم اتهم الرئيس و الجيش بالخيانة ، لان الرئيس السابق وافراد عائلته لم يستوعبوا المتغيرات ولم يدركوا انهم اصبحوا من الماضي ولم يستوعبوا انهم غادروا السلطة ولن تعود اليهم بهكذا اعمال وتصرفات طائشة وصبيانية مدعومة بأصوات الحاقدين وانفعالات المهرجين والمراهقين والباحثين عن المنفعة والشهرة والمشدودين للماضي .
هوس السلطة الذي يسيطر على نفسية وعقل الرئيس السابق وتشبثه بأطلال الزعامة وظهوره اليومي على شاشات الفضائيات التي خصصها لهذا الهوس، وممارسة دور الرئيس " الهش " بواسطة لقب الزعيم الذي اختاره عنوان لممارسة (الهوس) الرئاسي بهدف اظهار صورته المشوهة بالهزيمة النفسية والمعنوية ..
لا ننكر دور واثر الرئيس السابق وافراد عائلته على مسرح الاحداث اليومية كمخربين ومعرقلين يقدمون الدعم للمجرمين لتنفيد اعمال ارهابية خارجة على القانون.
كان بإستطاعة علي صالح وافراد عائلته ان يتحولوا الى سياسيين حفاظا على تاريخه في السلطة لفترة زمنية طويلة دون انجازات حقيقية، لكنه فضل قضاء ماتبقى من حياته للقضاء وتدمير المنجزات الهشة التي بناها خلال 33 عام ومحوها من واقع وذاكرة المواطن واستبدالها بأعمال الارهاب وممارسة التخريب والقتل والفوضى وهذه هي التي سيبقيها حاضرة في صفحات التاريخ ان ذكر ..
الانقلاب كان واقع ومخطط له سلفا وتم تدشينه عمليا على الارض تحت شعار ( سلام الله عل عفاس) وهو الشعار الذي يقترحه الباحثين عن المنفعة لتوريط وسحق تاريخ هذا الرجل مستغلين شهوة السلطة التي تسيطر عليه، والمعروف ان اهم ابجديات الانقلاب هو السيطرة على رؤس السلطة ( الرئيس ونائبه ورئيس الحكومة والبرلمان ورؤساء بعض الاحهزة ) وما كشف عنه رئيس الحكومة الاستاذ محمد سالم باسندوه يندرج ضمن خطط نجاح الانقلاب.
الكشف عن أحداث الأربعاء ليس جديدا والجديد هو الاعتراف رسميا من الرجل الثاني في السلطة واهمية هذا الاعتراف انه وضع حد للمعلومات المتناقضة والمضادة.
الانقلاب تم احباط نجاحه وافشل من قبل أبطال القوات المسلحة والأمن ووعي الجماهير ، لكن السؤال الذي يفرض نفسه على واقع الأحداث وينتظر الاجابة عليه .. هل تم القضاء على أدوات الانقلاب؟!
ادوات الانقلاب تتمثل بالرئيس السابق وافراد عائلته وقيادات في حزب المؤتمر ووسائل الاعلام المختلفة المملوكة للرئيس السابق والممولة من الاموال المنهوبة اضافة الى ادوات اخرى مساعدة تتمثل في الاسلحة والمعدات المنهوبة وهي كميات كبيرة جدا اضافة الى الاموال المنهوبة ويضاف الى هذه الادوات ، ادوات ناعمة وادوات لوجستية ، الادوات الناعمة تتمثل في اختراق الرئيس السابق وافراد عائلته لمؤسسات الجيش والامن والاستخبارات ومؤسسات الدولة الاخرى .. والادوات اللوجستية وهي تحالف الرئيس السابق وافراد عائلته وقيادات كبيرة ومتوسطة داخل المؤتمر الشعبي العام مع جماعة الحوثي المسلحة وعلاقة الرئيس السابق وافراد من عائلته مع جماعات ارهابية اهمها تنظيم القاعدة " انصار الشريعة " وتقديم الدعم لهذه الجماعات ومنها تقديم الاسلحة والمعدات والعتاد والأموال والمعلومات وتوفير الغطاء الميداني والمبرر الاعلامي .
بقاء ادوات الانقلاب يعني انقلاب آخر .. جماعة الحوثي نجحت بالسيطرة على مساحات كبيرة وهامة وتسيطر الان على الحزام الامني للعاصمة وتسيطر على الطرقات والمنافذ المؤدية منها واليها وأصبحت بعض وحدات الجيش تحت مرمى بندقية جماعة الحوثي ..
الأخطر من الانقلاب هو بقاء أدواته وأشخاصه ووسائله وهو ما يجب التحرك للقضاء على هذه الأدوات واهمها الرئيس السابق وافراد عائلته و جماعة الحوثي والقاعدة والقضاء على الادوات الناعمة التي تتمثل بإختراق علي صالح لمؤسسات الجيش والامن والاستخبارات وما ورد في هذا التقرير على هذا الرابط (http://hournews.net/news-31086.htm ) تحت عنوان (إلى من يظنون بأن ولاء وزير الدفاع للرئيس ... إليكم هذه المعلومات ... هل يخطط وزير الدفاع لاعتقال الرئيس الشرعي !! ) يعتبر كلاما مهما يجب التأكد من ما ورد فيه لأنه ليس من الصدفة ان يأتي ذكر اعتقال الرئيس هادي في التقرير مع ما ذكره رئيس الوزراء الاستاذ محمد باسندوة والملاحظ ان يتحدث مدير مكتب وزير الدفاع بهذا يدعو الجهات المعنية للوقوف عليها بجدية والتجرد من المشاعر السطحية العفوية المطلقة بأن وزير ولاء وزير الدفاع لا يمكن ان يتغير ويستهدف هادي ، خاصة في ظل اعلان حياد الجيش عن التدخل بحماية المواطنين من صراع الجماعات المسلحة واخضاعها للقانون وسحب سلاحها ، حياد الجيش مطلوب في حال كان الصراع برامجي وسياسي واعلامي اما حين يتحول الى صراع مسلح فالحياد هنا يعني انحياز ، وما نقل على لسان مدير مكتب وزير الدفاع ليس له اي علاقة بالحياد واذا صح فإنه انحياز كامل ومؤشر خطير على حياد الجيش اليمني اسوة بحياد الجيش العراقي ( جيش المالكي ) الذي يدعم مجموعات مسلحة تنتمي لجماعات مذهبية من اجل ضرب جماعات اخرى .. اخشى ان يكون حياد الجيش اليمني من هذا النوع .... فحص ولاء قادة وزارة الدفاع ضرورية بما فيهم الوزير لنضمن ولائه لليمن اولا والتزامه بتوجيهات الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي ... التاريخ مليء بالأحداث والانقلابات داخل العائلة الواحدة ، انقلاب الابن على والده والاخ على اخوه وهكذا .
دور القضاء بالتعامل مع المخاطر التي يواجهها الرئيس هادي والحكومة وبعضها لا يحتاج الى دليل يضع القضاء امام تساؤل عن سبب سكوته خاصة بما ذكره الأستاذ محمد سالم باسندوة ان الرئيس السابق كان يخطط لاعتقال رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ، وهل هناك محاذير تمنع القضاء من حماية الشرعية حفاظا على الدستور والقانون وإرادة الشعب