المضامين التي احتواها خطاب الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ، ينبغي أن تكون مرشداً يتكئ عليها اليمنيون وهم يمضون في إنجاز التسوية السياسية .. وبحيث يكون شهر رمضان الكريم فرصة تأكد التمسك بفضائل هذا الشهر الكريم وخاصية التقرب من المولى عز وجل بالنوافل والأعمال الصالحات والإحساس بما يعانيه الآخر وتقديم العون والمساعدة للمحتاجين وفي إطار من قيم الأخوة والتراحم التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف ، فضلاً عن أن يكون هذا الشهر المبارك - كذلك - مناسبة لتعميق قيم العدل والحرية والمساواة وترجمة مضامين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقائم على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة .
وتأتي أهمية هذه الإشارات الرئاسية ، خاصة ونحن نعيش تفاصيل ترجمة مراحل هذه التسوية التاريخية في لمساتها الأخيرة، إذ تعكف اللجنة الدستورية على وضع الإجراءات النهائية لمشروع دستور الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة والمتطورة .. وغيرها من الخطوات التي تصب في اتجاه إنتاج منظومة التسوية السياسية غير المسبوقة على مستوى دول المنطقة .
وعلى أي حال ، فإن الواجب يُحتم على مختلف القوى السياسية والمكونات المجتمعية على الساحة الوطنية تمثُل تلك المعاني والدلالات التي تضمنها الخطاب الرئاسي بهذه المناسبة الدينية العظيمة .. والعمل سوياً من أجل تضافر الجهود الوطنية – جميعها - في الوجهة التي تعزز وحدة الاصطفاف الوطني وتنأى بالتجربة عن مربع التجاذبات السياسية والحزبية الخطيرة وبما من شأنه حقن الدماء اليمنية جراء مغبة الوقوع في نار التناحر والاحتراب، فضلاً عن نبذ كل أشكال التعصب والتشدد والقبول بالرأي والرأي الآخر .. وضرورة التكاتف لمجابهة تحديات المرحلة في أبعادها المتعددة وتحديداً تلك المرتبطة بالإرهاب واجتثاث عناصره الاجرامية من كل شبر من أرض الوطن. ولاشك بأن الوفاء بتلك المسئوليات يتطلب مساندة حقة للوقوف إلى جانب قيادتنا السياسية وقواتنا المسلحة والأمن وعدم اختلاق المشاكل هنا وهناك .. وعلى النحو الذي يشتت تلك الجهود وبخاصة جهود المؤسسة الدفاعية في إطار هذه المجابهة بين الحق والباطل، خاصة وأن الإرهاب – كما هو معروف – يعمل على إهدار الطاقات والإمكانات في حرب عبثية لا طائل منها تستهدف زعزعة أمن واستقرار اليمن وعرقلة مساعي التسوية السياسية.
و في هذا السياق، لست أضيف جديداً غير التشديد – مجدداً - على اهمية تمثل القيم الروحانية التي يحفل بها رمضان الكريم .. والأمنيات بأن يكون شهراً مباركاً يتيح لليمنيين فرصة لإعادة التقاط أنفاسهم والخروج من دائرة الخطر والأزمات إلى حالة جديدة من السلم وإعادة البناء .. كل عام والجميع بخير.
"الجمهورية"