نصيحة من مذنب مقصر ‏الى الدعاة الى الله

2014/07/01 الساعة 01:59 صباحاً

 

 

 

رغم مقامكم العالي وتواضع معارفنا إلا أني تعلمت ان انه ليس هناك احد أكبر من ان تقدم له النصيحة ، وليس هناك أحدٌ أصغر من ان ينصح الآخرين ، وعلى ضوء هذه القاعدة أقول لكم

 

 

 

كونكم دعاة فأنتم قد وضعتم انفسكم في موقع أطباء للقلوب تعملون على علاجها من الأسقام ومايصيلها من ذحل وران ومن غفلة وسهو ، تعملون على صيانتها وتغذيتها لتعمل بمهارة وفقا لما خلقت له ، وهذا يتطلب منكم جهد عظيم وصبر أعظم ، وإخلاص غير مشوب بمكاسب شخصية او حزبية ، ولين جانبٍ لكل عاصٍ او مقصر ٍ او تائه عن الطريق لتعيدوهم الى الجادة ، وصدق الحق سبحانه القائل " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك ،" .

 

 

 

الدعوة  الى الله اشرف وأكرم مهنة يمتهنها الإنسان عندما لا يرجو الأجر والمقابل إلا من الله وحده وصدق الحق سبحانه القائل في محكم كتابه القائل " ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال أنني من المسلمين"

 

   

 

فيا أطباء القلوب كونوا عند مستوى هذه المهمة التي وضعتم أنفسكم بها ، وتحملوا أذى الآخرين وكفوا آذاكم عنهم ، ولا وتتعالوا وتعتقدون أنكم افضل ممن تدعونهم ، فإنه لا يعرف الافضلية بين الناس إلا خالقهم سبحانه " هواعلم بمن اتقى" فإذا اعتقد الشخص حتى وان كان داعية انه افضل من غيره فإن هذا الشعور قد يحبط عمله فيصبح من الخاسرين .

 

 

 

نحن اليوم في امس الحاجة الى دعاة ربانيين لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، فمجتمعنا يعيش فراغا دعويا انعكس سلبا على مختلف قيمنا وتعاملاتنا مع بعضنا ، 

 

 

 

يا دعاة الإسلام لا تجعلوا من الخلافات الشخصية سببا لإضفاء المعايب والسيئات على من تختلفون معهم معللين ذلك بأنه من اجل الله ، فالله سبحانه يريد منكم الصبر والمصابرة والتحمل واحتساب ذلك من اجل مرضاة الله ، لا ان تغضبوا وتهدموا بغضبكم قلاعا مؤسسة على التقوى مجرد خلافكم معها بدافع نزوة وانتصار للأنا الشخصية او الحزبية او القبلية وتُقنعون أنفسكم أنها من اجل الله ، وفي المقابل تجمعون ركام من قش لان هذا الركام يطيع انانيتكم ويوافق هواكم ويحسبون ذلك من اجل الله أيضاً .

 

 

 

أيها الأحباب :

 

 

 

ان الدعوة الى الله حُبٌ يسع البر والفاجر ، والداعية لا يكون داعية إلا بدعوته العصاة الى الجادة وتحمل أذاهم ، أما المهتدون فليسوا بحاجة لان يدعوهم لأنهم قد عرفوا الطريق .

 

 

 

 

 

يا دعاة الاسلام :

 

 

 

مجتمعكم اليمني خاصة والعالم عامة بحاجة الى من يبصره الطريق ويأخذ بيده الى الجادة ، فكونوا هذا المنقذ الذي يأخذ بيد المنحرف الى الاستقامة والضال الى الهداية والذي يعيش في الظلام الى النور ، ولن تستطيعوا القيام بهذا الدور العظيم إلا اذا تخلصتم من حظ الشيطان في نفوسكم ونظرتم الى من حولكم برحمة وحب وعدم تعالي او غرور وإعجاب بالنفس ، وتأملوا معي الواقعة التالية التي يريها لنا الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه ، لتكون لنا جميعا درسا وعظة نستفيد منها ونتعض فإلى ما رواه لنا الشيخ الغزالي :

 

 

 

   قلت لرجل تعوّد شرب الخمر

 

 

 

ألا تتوب إلى الله ؟ 

 

 

 

فنظر إلىّ بانكسار، ودمعت عيناه، وقال

 

 

 

ادع الله لي .. 

 

 

 

تأملت في حال الرجل، ورقَّ قلبي .. 

 

 

 

إن بكاءه شعور بمدى تفريطه في جنب الله .. 

 

 

 

وحزنه على مخالفته، ورغبته في الاصطلاح معه ، 

 

 

 

إنه مؤمن يقينا، ولكنه مبتلى

 

 

 

وهو ينشد العافية ويستعين بيَ على تقريبها .. 

 

 

 

قلت لنفسي

 

 

 

قد تكون حالي مثل حال هذا الرجل أو أسوأ 

 

 

 

صحيح أنني لم أذق الخمر قط، 

 

 

 

فإن البيئة التي عشت فيها لا تعرفها ، 

 

 

 

لكنّي ربما تعاطيت من خمر الغفلة ما جعلني 

 

 

 

أذهل عن ربي كثيراً وأنسى حقوقه ، 

 

 

 

إنه يبكي لتقصيره، 

 

 

 

وأنا وأمثالي لا نبكي على تقصيرنا، 

 

 

 

قد نكون بأنفسنا مخدوعين

 

 

 

وأقبلت على الرجل الذي يطلب مني الدعاء ليترك الخمر ، 

 

 

 

قلت له تعال ندع لأنفسنا معا

 

 

 

"ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"

 

 

 

 

 

اسأل الله الهداية والتوفيق لنا جميعا .

 

 

 

                                    نصيحة العبدالمقصر الذليل لله الغارق في الذنوب والآثام :

 

                                            محمد مقبل السليماني الحميري 

 

رغم مقامكم العالي وتواضع معارفنا إلا أني تعلمت ان انه ليس هناك احد أكبر من ان تقدم له النصيحة ، وليس هناك أحدٌ أصغر من ان ينصح الآخرين ، وعلى ضوء هذه القاعدة أقول لكم : 
 
كونكم دعاة فأنتم قد وضعتم انفسكم في موقع أطباء للقلوب تعملون على علاجها من الأسقام ومايصيلها من ذحل وران ومن غفلة وسهو ، تعملون على صيانتها وتغذيتها لتعمل بمهارة وفقا لما خلقت له ، وهذا يتطلب منكم جهد عظيم وصبر أعظم ، وإخلاص غير مشوب بمكاسب شخصية او حزبية ، ولين جانبٍ لكل عاصٍ او مقصر ٍ او تائه عن الطريق لتعيدوهم الى الجادة ، وصدق الحق سبحانه القائل " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك ،" .
 
الدعوة  الى الله اشرف وأكرم مهنة يمتهنها الإنسان عندما لا يرجو الأجر والمقابل إلا من الله وحده وصدق الحق سبحانه القائل في محكم كتابه القائل " ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال أنني من المسلمين"
   
فيا أطباء القلوب كونوا عند مستوى هذه المهمة التي وضعتم أنفسكم بها ، وتحملوا أذى الآخرين وكفوا آذاكم عنهم ، ولا وتتعالوا وتعتقدون أنكم افضل ممن تدعونهم ، فإنه لا يعرف الافضلية بين الناس إلا خالقهم سبحانه " هواعلم بمن اتقى" فإذا اعتقد الشخص حتى وان كان داعية انه افضل من غيره فإن هذا الشعور قد يحبط عمله فيصبح من الخاسرين .
 
نحن اليوم في امس الحاجة الى دعاة ربانيين لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، فمجتمعنا يعيش فراغا دعويا انعكس سلبا على مختلف قيمنا وتعاملاتنا مع بعضنا ، 
 
يا دعاة الإسلام لا تجعلوا من الخلافات الشخصية سببا لإضفاء المعايب والسيئات على من تختلفون معهم معللين ذلك بأنه من اجل الله ، فالله سبحانه يريد منكم الصبر والمصابرة والتحمل واحتساب ذلك من اجل مرضاة الله ، لا ان تغضبوا وتهدموا بغضبكم قلاعا مؤسسة على التقوى مجرد خلافكم معها بدافع نزوة وانتصار للأنا الشخصية او الحزبية او القبلية وتُقنعون أنفسكم أنها من اجل الله ، وفي المقابل تجمعون ركام من قش لان هذا الركام يطيع انانيتكم ويوافق هواكم ويحسبون ذلك من اجل الله أيضاً .
 
أيها الأحباب :
 
ان الدعوة الى الله حُبٌ يسع البر والفاجر ، والداعية لا يكون داعية إلا بدعوته العصاة الى الجادة وتحمل أذاهم ، أما المهتدون فليسوا بحاجة لان يدعوهم لأنهم قد عرفوا الطريق .
 
 
يا دعاة الاسلام :
 
مجتمعكم اليمني خاصة والعالم عامة بحاجة الى من يبصره الطريق ويأخذ بيده الى الجادة ، فكونوا هذا المنقذ الذي يأخذ بيد المنحرف الى الاستقامة والضال الى الهداية والذي يعيش في الظلام الى النور ، ولن تستطيعوا القيام بهذا الدور العظيم إلا اذا تخلصتم من حظ الشيطان في نفوسكم ونظرتم الى من حولكم برحمة وحب وعدم تعالي او غرور وإعجاب بالنفس ، وتأملوا معي الواقعة التالية التي يريها لنا الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه ، لتكون لنا جميعا درسا وعظة نستفيد منها ونتعض فإلى ما رواه لنا الشيخ الغزالي :
 
   قلت لرجل تعوّد شرب الخمر : 
 
ألا تتوب إلى الله ؟ 
 
فنظر إلىّ بانكسار، ودمعت عيناه، وقال : 
 
ادع الله لي .. 
 
تأملت في حال الرجل، ورقَّ قلبي .. 
 
إن بكاءه شعور بمدى تفريطه في جنب الله .. 
 
وحزنه على مخالفته، ورغبته في الاصطلاح معه ، 
 
إنه مؤمن يقينا، ولكنه مبتلى! 
 
وهو ينشد العافية ويستعين بيَ على تقريبها .. 
 
قلت لنفسي : 
 
قد تكون حالي مثل حال هذا الرجل أو أسوأ 
 
صحيح أنني لم أذق الخمر قط، 
 
فإن البيئة التي عشت فيها لا تعرفها ، 
 
لكنّي ربما تعاطيت من خمر الغفلة ما جعلني 
 
أذهل عن ربي كثيراً وأنسى حقوقه ، 
 
إنه يبكي لتقصيره، 
 
وأنا وأمثالي لا نبكي على تقصيرنا، 
 
قد نكون بأنفسنا مخدوعين . 
 
وأقبلت على الرجل الذي يطلب مني الدعاء ليترك الخمر ، 
 
قلت له تعال ندع لأنفسنا معا : 
 
"ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"
 
 
اسأل الله الهداية والتوفيق لنا جميعا .
 
                                    نصيحة العبدالمقصر الذليل لله الغارق في الذنوب والآثام :
                                            محمد مقبل السليماني الحميري 
- See more at: http://www.voice-yemen.com/art2621.html#sthash.QKC9vLDG.dpuf