عشية حلول شهر رمضان المبارك فجعنا بحادثة مقتل الطفلة شيماء بتلك الطريقة الشنعاء المتجردة من كل معاني الانسانية على يد أحد الذئاب البشرية و الذين زاد عددهم في الآونة الأخيرة،
قاتل شيماء حسب الروايات أقدم على تقييدها و ضربها حتى تهشيم وجهها وفارقت الحياة، ورميها في إحدى أحواش منازل منطقة البوميس بكريتر عدن،
حتى اللحظة لا أجد دافع أياً كان لإقدام الجاني على فعلته، القتل غالبا في علم الجريمة يأتي للتغطية على جرائم أخرى، فما كان الدافع على قتل الملاك الطاهر (شيماء) ذات السبع سنوات، فهل أضحى قتل الأطفال هدف بذاته أم ماذا؟! أجد الجاني خارج (التغطية)، فالعنف الموجود على جسد الفتاة يؤكد ذلك، وكأنه يقاتل رجل لا فتاة ابنه سبعة ربيعات!!
وحسناً كتبت الأستاذة سعاد علوي من مركز عدن للتوعية بخطر المخدرات، حيث أرجعت سبب مقتل الطفلة (شيماء) إلى سكوتنا جميعا عن انتشار و تعاطي المخدرات،
نعم أيها السادة هل تعلموا أن شبكات منظمة تعمل على نشر الحبوب المهدئة و الحشيش بين أوساط الشباب، بين متعاطي و مروج وبائع، شباب لم يصلو العشرين يتعاطوا تلك الآفات، ولا أبالغ إن قلت أن من بين تلك الشبكات رجال أمن يعني (حاميها حراميها)، فكل من تورط في توزيع أو تعاطي أو ترويج أو تسهيل لدخول تلك المخدرات، مشارك بطريقة أو أخرى في قتل (شيماء)، حتى سلبيتنا وسكوتنا هو الآخر قاتل آخر لشيماء دون وعي أو إدراك،
فماذا ننتظر بعد حتى تسلب أرواح أطفالنا وتنتهك برائتهم من قبل ذئاب بشرية يصولون ويجولون دونما حسيب أو رقيب،
حري بنا أن نجعل من مقتل (شيماء) نقطة تحول ومراجعة لنقول للظواهر السلبية التي انهكت جسد مجتمعنا النحيل أصلاً، و أفرزت واقعاً دخيل و غريب علينا من خلال تلك الممارسات التي لم نكن نسمع بها حتى وقت قريب،
هذا نداء لكل أب وأم و عاقل حارة وعضو مجلس محلي و برلمان و خطيب مسجد و معلم و معلمة، و إعلاميين، وكل صاحب تأثير في المجتمع أن يضطلع بدوره في التوعية بخطورة تلك الآفة (المخدرات) و مآلاتها الكارثية على الإنسان و تدمير كيانه،
رحلت (شيماء) لكن حقها لن يذهب، فأولى بمن يريد الانتصار لشيماء التصدي لكل محاولات الفساد والإفساد المنظم الذي يغزو مجتمعنا حتى يحوله في الأخير إلى حيوانات تحكمها قانون الغاب لاسمح الله.