النوبة كسر حاجز الخوف مرتين

2014/07/08 الساعة 10:56 مساءً

  المرة الأولى عام 2007 عندما كان الزعماء صامتين و القادة خائفين و الأبطال يصفقون، و من جاهروا بالرفض كانوا إما مخفيين وراء البحار أو متخفين خلف الأسماء المستعارة. لكن النوبة خرج يطوف شوارع عدن رافعا صوته و مطلبه و سقفه عاليا.

و في المرة الثانية عندما بدا أن الجميع يبايعون زعامات الخارج على السمع و الطاعة في كل ما تقوله خرج عن صمته و قال لا للأصنام  و الأوثان المتخشبة التي لا تعرف إلا أغنية "لا يعنينا و لا يهمنا"، فاتضح واقعا أن لا قضية تعنيها ولا شعب يهمها، لأنها الوحيدة من أوصلت البلاد إلى الهاوية.

عندما أعجبهم  الرقص على معزوفة رفض الحوار رفض عزفهم و قال إن في الحوار مدخل واضح للوصول إلى الحق المصادر.

حين عزف صالح و (حلفاؤه الجدد) في ساحة العروض عام 2006 أغنية "ما لنا إلا علي"، قالها العميد النوبة مدوية: نطالب بحقنا كاملا غير منقوص، و لن يضيع حق وراءه مطالب.

و حين دخل السجن مكث فيه ثلاثة أشهر لم يشكي و لم يبكي  و لم يكتب اعتذارا ممهورا بالدموع كما فعل بعض مناضلي (الكايبورد)، و رفض أن يقبل بإملاءات السجانين، وعندما خرج قالها بصوت يعرفه النظام في أول حوار صحفي:

خرجنا من السجن شم الأنوف.. كما تخرج الأسد من غابها

و حين كانت غالبية الحراك تقف مؤيدة لبيانات البيض الرافضة لكل الحلول قالها النوبة مرة أخرى: سننتزع حقنا و بطريقتنا التي نعرفها جيدا، لن ننتظر إذنا من زعامات 7 نجوم و لا اتصالا من مناضلي الفنادق الفارهة في عواصم الشتات.

انه العميد ناصر النوبه الذي عاد للواجهة من جديد، وهو اليوم يفرش أجنحته من جديد وينقل الحراك السلمي الجنوبي إلى مطاف جديد ويخرجه من قوقعته التي سدت أنفاسه.

في صنعاء أعلى عاصمة في الوطن العربي إرتفاعاً عن سطح البحر والذي يصل  ما بين 2100-2600 متراً ، هناك أحيا النوبه ورفاقه الذكرى السابعة لانطلاق الحراك السلمي الجنوبي معلنين في القصر الأول لصانع القرار وأمام رئيس الدولة المشير عبدربه منصور هادي، أن قضية الجنوب التي من أجلها انطلق الحراك تمر عبر مخرجات الحوار الوطني الشامل والإجماع الإقليمي والدولي وليس مغامرات فاشلة عرتها السنون الماضية وكشفت عوار أصحابها وفشلهم الذريع في تمثيل قضايا الشعوب فضلا عن تحقيق تطلعات الناس.

التحية للمناضلين الشجعان في كل شبر من الوطن ، والأمن والاستقرار للشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه.

عبدالرقيب الهدياني