في حادثة غريبة حدتث قبل قليل وأثناء متابعتي لبرنامج بسمة أمل الذي تقدمه قناة السعيدة المتميزة دائما ببرامجها ، والذي يهدف إلى جمع التبرعات لمشروع مستشفى الأمل للأورام السرطانية في عدن ، ذهلت مستنكرة مما سمعته من قبل مقدم البرنامج الشيخ العامري الرائع دائما ببرامجه الوطنية والإنسانية ،وقد تحولت ملامح الأمل والفرح في وجهه إلى حالة من الغضب والأسى ، وهو يتحدث مستنكرا عن أن القناة الرسمية – الفضائية اليمنية - تبث برنامج خاص بجمع التبرعات لمرضى السرطان بنفس توقيت برنامجه بسمة أمل ، وعاملين صورة مستشفى الأمل - عدن - خلفية للبرنامج دون حياء أو استحياء وبكل فضاضة ووقاحة وكأنهم يجمعون التبرعات لنفس المشروع ، في حين أن المستشفى ومنذ أن بدأت عملية جمع التبرعات له قبل 3 سنوات تعتبر الجهة الرسمية المشرفة لجمع التبرعات برنامج بسمة أمل والشيخ العامري ، ولا توجد أي جهة آخرى تجمع التبرعات لصالح المستشفى سوى هذا البرنامج والذي وصل مبلغ التبرع فيه إلى مليار ريال بتوفيق من الله .
والمشروع هو مشروع نموذجي متكامل صحي خيري يقدم خدمات صحية للمصابين بالأورام السرطانية التي يموت سنويا بسبب هذا المرض حوالي اثنا عشر ألف مصاب في اليمن ، ويطر المصابين به السفر إلى الخارج وإنفاق مئات الملايين للحصول على العلاج ، ولهذه الأسباب رأى مجموعة من الخيرين إقامة هذا المشروع ودعوة اليمنيين الخيرين للتبرع والمساهمة في برنامج بسمة أمل لاستكمال بناءه والبدء بعمله الإنساني الخيري .
وفي حين أن المشرفين على المستشفى سعوا بكل جهدهم لإقامة المستشفى في عدن العاصمة الاقتصادية الحبيبية إلى قلوبهم وكي يكون له دور سياسي إيجابي في التخفيف من حده التهميش والإقصاء الذي تعرض له الجنوب خلال مراحل النظام السابق ، وإعادة المشاريع المركزية الكبيرة التي حرم منها الجنوب إلى عدن ، طبعا إلى جانب دوره الإنساني في تحويل عجز المصابين بأمراض السرطان من أبناء اليمن وذويهم في العلاج إلى قدرة وبسمة أمل لعلاجهم مجانا وفي أرضهم اليمن.
ولكن ما حدث اليوم من قبل مؤسسة إعلامية رسمية حول بسمة الأمل إلى ألم ، ودليل على عدم مهنية ومصداقية المؤسسة .
وعليه نتمنى من القائمين على الفضائية اليمنية إيقاف بث البرنامج ، ومحاولة احترام مهنية الإعلام ، والشفافية والمصداقية في تقديم برامجهم واحترام عقولنا والكف عن العبث بقيم الشهر الكريم ونبل المشروع الوطني ( مشروع مستشفى الأمل – عدن-)