قد يستغرب بعض الناس الآن لماذا نحمل صالح كثيرآ مما يحدث ، وسيقولون هاهو قد ترك كل شيء لكنهم ينسون ان الفترة الطويلة التي قضاها صالح في الحكم ، إنما كانت مبنية على الفساد والولاءات العصبية .
فلقد أفرغ الثورة والنظام الجمهوري من جوهرهما وأهدافهما السامية وجعل منهما مجرد كلمات واهازيج تردد في الإذاعة والتلفاز والصحف وضرب اسوأ مثل بكثرة الكذب والوعود العرقوبية ومد يديه لشيوخ الإرهاب واحتضنهم ولو أمعن الناس النظر فيما يحصل اليوم من قتل واغتيال ، لعرفوا إنما كل ذلك هو ثمرة من ثمرات حكم صالح فلا شيء يأتي فجأة انظروا كم طالب السفير الامريكي الأسبق في صنعاء المخلوه علي عبدالله صالح أن يسلمهم الإرهابيين فرفض وتحجج بأنهم تحت سمعه وبصره في الإقامة الجبرية وهكذا يعامل الرئيس السابق صالح وشريك أسرة بوش الامريكية الغنية والمالكة لشركات نفطية ، هكذا يعامل الإرهابيين بكل عطف وحب في سجون أشبه ما تكون بفنادق خمسة نجوم أوفي مزارعه الراقية .
بعض الناس لا يريدون أن يفهموا الأمور كما يجب أن ينبغي , ولا يعرفون أن كل تلك الوحوش التي أخرجت مخالبها وكشرت عن أنيابها في التخريب والاغتيالات كلها كانت نتاج عشرين عامآ طبخات صالح المسمومة ويبقى هو من بعيد ليخرج طبخة فاسدة من طبخاته ليجعل الشعب يتذوقها مجبورآ ومقهورآ.
من يفكر أن صالح بعيد عن كل تلك الكوابيس التي تهاجم الناس في صحوهم ومنامهم فهو قصير النظر أو أحد عناصره الفاسدة والمجرمة , صالح حتى الآن ورغم أفاعيله الإجرامية لا يزال يمارس الإجرام مستفيدآ من الحصانة التي ما كان يجب أن تكون لأنه وأتباعه يتخفون ويحتمون بها في كل مايحدث من تخريب وقتل .
صالح يتخذ من رئاسته لحزب المؤتمر وسيلة أيضآ وسيلة لبقائه كمصدر للقلاقل والمماحكات في حين إنه لا حصانة إلا بمغادرة المسرح السياسي نهائيآ وأتباعه الفاسدون يرون في بقائه رئيسآ للحزب مصدر حماية لأفعالهم ويرون فيه السوبرمان الذي لايقهر , فلقد جاء لهم بالحصانة على جرائمهم السابقة وهو يمنيهم بحصانه جديدة على خدماتهم القبيحة الحالية .
أين ماتسمى بالنخب السياسية والأحزاب التي تدعي وقوفها إلى جانب الشعب المقهور .؟ وأين منظمات حكوك الانسان (معذرة ) حقوق الانسان ,فكل يوم تزهق كثير من النفوس وتفجر المرافق وتسرق البنوك , ولا نرى القتلة بل نكتفي بالقبض على الضحايا ! فهل سنحملهم مسؤولية عدم اتخاذ الحيطة والحذر، وعدم الاطلاع مسبقآ على نشرة الأرصاد الإرهابية ؟
كل ذلك ما كان له أن يتم لو لم تكن تركيبة الأمن والجيش تركيبة عصبوية وأسرية من إنتاج صالح , وستظل المعاناة وإرباك المشهد السياسي بدموية إن لم يعاد النظر في وضع صالح وتحالفاته والحصانة .
فماذا أنت قائل يا جمال بنعمر أم إن المسألة وجهة نظر فقط، ولن تكون قيد النظر ؟.