اذا جردنا القضية الفلسطينية من كل ما راكمه " الطاغوت " عليها فهي قضية واضحة لا تعدو كونها احتلال لأرض عربية اسلامية تم بالقوة والتآمر .
جرائم بشعة ومعارك ضارية ومواجهات متفرقة تمت في سبيل فرض كيان محتل في ارض يعلم الجميع انها ليست بارضه , وعمليات سياسية وقانونية كثيرة تمت في محاولة لإكساب هذا الوجود المحتل شرعية لاحتلاله في ارض يعلم الجميع انها ارض لها اهلها وهم غير هذا المحتل .
كل تلك الوحشية والعنف وكل تلك العمليات السياسية و القانونية لم تتمكن من ان تمنح هذا الكيان المحتل الاستقرار او ان تمنحه شرعية وجود , ولازال هناك خط مقاوم يتنامى يوما عن يوم , ولازال المزاج العربي والاسلامي والانساني يرفض ان يعترف له باي حق في تلك الارض " ارض فلسطين " .
تسطر المقاومة الباسلة في هذه الايام المباركة بطولات تاريخية حتما سيكون ما بعدها غير ما كان قبلها , فهي تلقن الكيان المحتل الغاشم دروسا قاسية تبعات العدوان وتجرعه ويلات لم يكن يتوقعها , وهي تثبت جدارتها و واقعيتها و فاعليتها وانها في مستوى الآم ومتاعب المضطهدين في غزة , وان المقاومة هي خيار المستقبل واداة الحل " للقضية " . وها هو الكيان الغاصب يتجرع من نفس النخب الذي اراد ان يسقيه لأصحاب الارض والحق , وها هو يبتعد تماما عن تحقيق اهداف عمليته وبالتالي سيخسر او قد خسر معركته وانهزم , وها هو ينشد عملية سياسية تستنقذه من جحيم المقاومة ,وهذه المرة حتى بدون الحفاظ على ماء وجهة .
يتزامن هذا النصر المؤزر الغزاوي الفلسطيني العربي الاسلامي الانساني الذي قارب ان يكتمل مع اقتراب موعد فعالية من اهم الفعاليات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية هي " يوم القدس العالمي " والذي يتم احيائها في اخر جمعة من كل شهر رمضان المبارك وهي الجمعة القادمة , وهي الفعالية التي دعا لإحيائها الامام الخميني رحمه الله تعالى .
اهمية هذه الفعالية تتمثل في انها عنوان عريض لتمسّك الجماهير العربية والاسلامية وكثير من العالمية بحقها في مناهضة الاحتلال والحفاظ على مبادى الحياة الانسانية من العدالة والحقوق و رفض العدوان و الانتصار للمظلوم و الوقوف بوجه الغاصب .
كما تمثل هذه الفعالية اعلان لنقل الاهتمام والتفاعل مع القضية الفلسطينية من دائرة السياسيين العابثة و المداهنة والمنصاعة واليآسة الى دائرة الجماهير الجادة والصادقة والغير ملوثة بعفن ومصالح وخبث السياسة والسياسيين , و هي الدائرة التي بتناميها واتساعها ستفرض في يوم ما على دائرة السياسيين خيارها هي في المقاومة ووصولا لتحرير كامل الارض المحتلة .
اهيب بالجميع التفاعل مع هذه الفعالية الهامة , ولنعمل جميعا من اجل قضيتنا الواضحة و الاولى و المركزية قضية فلسطين المحتلة .. وحتما ستتحرر الارض الطاهرة المغتصبة التي رويت بدماء كل المقاومين و دماء كل المتمسكين الطاهرة في يوم عسى هو قريب بأذن الله تعالى .