خيراً فعل الرئيس عبدربه منصور هادي ، كما هي عادته في تقديم الأفضل ،فلقد تصرف من موقع المستشعر لعظمة وجسامة المسؤولية التي القيت على عاتقه , والتي حددت سقفها مخرجات الحوار الوطني وضرورة التكاتف والتآلف على تنفيذها ، دون تسويف ،وحذر المليشيات المسلحة لاي طرف بوجوب تسليم السلاح الثقيل والمتوسطة وعودتها لملكية الدولة , فاحتكار وسائل العنف اختصاص الدولة وبالقانون كما أن المبادرة فتحت الباب لالتحاق اطراف معارضة في الخارج ،وهي جنوبية ، وكذا الحراك الجنوبي الذي لم يشارك في الحوار . وهذه بادرة جيده بأن يتم أعادة النظر والاعتراف بالآخرين ووجوب شراكتهم , على الرغم من ان أطراف الصراع سابقآ ولاحقآ لاتريد الاعتراف بالطرف الجنوبي , هذه الأطراف للأسف لم تستوعب الدروس ولاتريد لليمن ان يستقر, فهي قد أوغلت في الأنانية وحب الذات ، من خلال التحايل على تنفيذ المخرجات وإبقاء الاستحواذ على السلطة واحتكار الثروة والقرار السياسي , فهي لاتريد ان تحترم حقوق الآخرين وحقهم في الشراكة في الثروة والسلطة والقرار السياسي المتوازن ، القائم على التوافق بين اقاليم اليمن الاتحادي , فهم يريدون ان تظل السلطة والثروة والقرار حكراً عليهم وعلى قلة من المحسوبين عليهم وعلى قبيلتهم .
المبادرة ذات النقاط العشر العادلة ، ضرورة واعتراف بما تم تجاوزه في فترة سابقه في المبادرة الخليجية والحوار الوطني لكن يبدو أن الأطراف تريد ان تتمترس خلف صراعاتها العبثية ، وكل طرف يتوهم انه سيحسم الأمر لصالحه , كل ذلك هو من الترهات ومن الوساوس فالحروب الداخلية هي دمار كلي للأطراف عبر حروب طويلة مدمرة ، والكل فيها مهزوم .
نتمنى من كل الاطراف ان تقف الى جانب مبادرة الرئيس هادي لأنها تهدف الى مساواة الأطراف وإشراكهم في الوصول لنقاط التقاء وذلك حتى نبدأ في طي صفحة الصراعات والبدء في البناء لليمن الاتحادي .
اتركوا الألاعيب والحروب العبثية مالم سيتم احتسابهم معرقلين للمخرجات والقرار الدولي ولا عذر لمن انذر وتم تحذيره , السلم والحوار والالتقاء والاعتراف بالآخرين واجب وضرورة وليست مناورات والتفافات , كفى كفى عبث وعرقله