ما هكذا تورد الإبل يا سعد مثل شعبيي قديم يضرب لمن تكلف أمراً لا يحسنه ، أو أدى عمله بلا مشقة ، وهو كمن يورد الإبل مسيل ماء ، فلا يحتاج إلى دلو ورفع الماء ،كما لو أوردها البئر ، والإبل تروي من المسيل ،وما خطاب الحوثي بالأمس إلا للقول بلا فعل ومشقة و تكلفه لأمر لم يحسن أدائه ، ورغم تكلفه في استخدام المصطلحات أكثر من مرة – على مبدأ الزن على الاذان امر من السحر –إلا انها مصطلحات عبثية تعبث بعقولنا وأرواحنا .
الملفت للنظر أن الحوثي برغم أنها جماعة تعد مسبقا لمخططاتها ومحددة أهدافها والأبعاد إلا أن خطاب الأمس يبدو أنه لم يتم الأعداد له والتحضير جيدا وجاء خطابا متشنجا و سميا غير ممنهج ،على طبق من فضيحة ، كمن يجرح وجهه بيده ثم يندم أشد الندم على الجرح وأداته .
يبقى الشيء المثير فعليا مستوى الصلف والوقاحة الذي تبناه الحوثي في الخطاب التحريضي بالأمس ، كورقة سياسية يستغلها وقت ما يشاء لا لخدمة الشعب بل لخدمة أهداف ابتزازية سلطوية بأدوات القتل والدمار والإرهاب ،فاليوم ما ستجنيه الحركة الحوثية ليست مكاسب سياسية ولا إجماع شعبي بل على العكس كل ما ستجنيه عشرات أو مئات القتلى والجرحى من أبناء اليمن الواحد ، وتذييل في قائمة الإرهاب على مستوى دولي .
محاولة استهداف الشعب والسلطة بشعارات دولية وأدوات محلية غباء منقطع النظير لفرملة الإصلاح - بمعناه التنموي والحزبي – وتطبيع النزاعات والفتن وانعدام الاستقرار السياسي ، ولإعادة صياغة الحكم الإمامي المتخلف في حلة جديدة وفي استثمار دنيء لعامل الزمن الذي لم يسمح للسلطة أن تحقق شيئا يذكر وتحميلها أزمات السنين .
مخجل أن نساهم في خزي هذا التحريض ، ونصنع له مبررات الخروج تارة للشعب في فلسطين واليمن بحجة الاستهداف الدولي ، وتارة لفرض الشراكة بلغة التهديد والوعيد ، ولا يعقل أن يتحول بعضنا إلى أدوات وحالات سطحية لتنفيذ أجندات لا نعرفها عن جهل وفراغ عقلي وأخلاقي وتوظيفنا توظيفا ضيقا بعيدا عن الوطنية والمسئولية ، وعلينا أن نكون شعب فاعل يتصدى لكل محاولات الهيمنة والتحكم ، لا يرضى بالذل والمهانة .
إنذار كتابي للحوثي المسعور للسلطة :
احترم شعبك وسلطتك ولا تجعلهم يتخذوا إجراءات تلقائية وعفوية وأخرى قمعية وتهجيرية وتعريتكم أمام الشعب لأن المعاناة والتحريض والتجريم كلما زادت حدتهم ، كلما ترتبت عليها تبعات ومواقف إجبارية ومصيرية .
وأخيرا سؤالي للحركة الحوثية المتوهمة إذا سقطت حكومة باسندوة وشاركتم بالسلطة هل سيكون كبش الفداء الشعب ؟