حقاً ماقالته العرب في أشعارها وأمثالها : (الليالي حبالى يلدن كل عجيبا ) والعجيب الغريب قد حصل في تحالف الحوثي وصالح , هذا التحالف كانت قد تسربت عنه أخبار بعد توقيع صالح للمبادرة ، حيث تسربت أخبار ان صالح قد أرسل وفداً كبيراً وقيل انه برئاسة ابو حورية وان موكبه قارب الستمائة سيارة وقيل عنه وفد مصالحة بطلب من صالح نفسه , وقيل انهم حملوا أموال طائلة .
زمان لم يكن احد يصدق ان ذلك قد حصل لكن بعض المحللين كانوا قد تنبهوا الى هدف ذلك الوفد اذا صح الى صعده ، وتوقعوا ان يتبع المصالحة تحالف مستقبلي .
هاجس الانتقام لدى صالح ضد حلفاؤه الإصلاحيين والذين تحولوا الى أعداء ،لاحقاً يبدو انه السبب كما يراه بعض المراقبين للمشهد اليمني ويرجحون انه لا يقف عند حد الانتقام فقط وإنما يستهدف الجميع وليس حزب الإصلاح وأولاد الأحمر وعلي محسن , وانه بعد قلب موازين القوى سيعيد الحلف الجديد، أي حلف صالح والحوثي القسمة لكعكة الوطن من جديد اي تعديل مراكز القوى لتكون فقط صالحيه حوثية , فهل تحرك صالح الأخير ودفعه الملايين للاستفادة من القرار الأخير قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية بغرض الاستفادة من خلال تهييج الشارع ضد الحكومة والرئيس هادي .
صالح يدير اللعبة من خلال الاستفادة من الشعبية التي اكتسبها الحوثي أخيراً . ومما ينبغي التذكير به بأن صالح قد حصل على فرصة بعد الوحدة وكان الطريق أمامه ممهداً ليبني دولة نظام وقانون ومساواة ولكنه استمر في إشاعة الفساد ودعمه وشرع الفساد وجعله مشروعاً والقاعدة والصدق ونظافة اليد هي الاستثناء , وهكذا وبسبب النهب المفضوح ازداد الفقراء حتى تجاوزوا خمسة عشر مليون .
صالح أيها السادة هو صاحب الجرع من زمان هو والحكومات السابقة وأيضاً هو صاحب توزيع البلوكات النفطية للمشائخ وكبار القادة العسكريين من عصبته وقبيلته حاشد .
القرار كان قرار مؤجل فقط أما صوابيته فلاشك فيها من الناحية الاقتصادية , ولكن يجب ان تقوم الحكومة فوراً بإصلاح إداري حقيقي , وكذلك إصلاح الأوعية المالية والضريبية , كذالك الإدارة يجب تحديثها وجعلها خاضعة للكفاءة ونظافة اليد والضمير حتى تذهب العائدات الى جيوب وبطون الفقراء .