كنت قد كتبت يوم أمس (في صفحتي على الفيس بوك) انصح جماعة الحوثي(أنصار الله) بعدم التسرع بقبول المشاركة بالحكومة القادمة وان كانت مقررات مؤتمر الحوار الوطني تفرض عليهم طبيعة مثل هذه المشاركة, لأن ذلك يعني حالة من التماهي والامتداد مع الفساد والتسيب الذي تمارسه الحكومة الحالية الفاشلة وسوف تغرق فيه أي حكومة قادمة طالما لا توجد سياسات جادة ورؤية شاملة وعملية لمحاربة الفساد وتجفيف منابعه ..
واليوم قرأت هذا الكلام المسؤول (الوارد أدناه) لأحد قيادات (أنصار الله) يحذر من مخاطر المشاركة في الحكومة القادمة ويعدد بعض المحاذير الهامة التي تمنع مثل هذه المشاركة ..
الجميل والجديد في الأمر أن من حذر من الوقوع في شرك المشاركة الحكومية هو أحد القيادات الحوثية الشابة المرشحة لحقيبة وزارية في الحكومة القادمة, وبالرغم من انه ذلك الشاب الصغير اليافع المقدم على الحياة بحماس منقطع النظير إلا أنه فضل التأني وتعامل بالحكمة فقدم مصلحة الوطن والجماعة على مصلحته الخاصة, في إيثار يثير الاعجاب كونه يجسد الحرص على المصلحة العامة, ويقدم نموذج ايجابي للمواقف الوطنية المتقدمة يدعو للاعتبار والاقتداء به من قبل المسؤولين اليمنيين كافة ..
نعم هو موقف جدير بالتأمل وأخذ العبر خاصة من الحرس القديم والجديد وجلهم من الفاسدين القابضين على المزايا الخاصة والملتصقين بكراسي الحكم والمقاعد الوزارية من المهد إلى اللحد وان أمكنهم لأنزلوه – الكرسي - معهم القبر ..
واليكم فيما يأتي نص المنشور محل حديثنا أنف الذكر :
الدخول والمشاركة في حكومة الفساد والمحاصصة يعتبر انتحار لأي قوة أو تيار سياسي, ودعوة أنصار الله للشراكة في حكومة باسندوة الهدف منها أشراكهم في الفشل وليس في الحكومة .
تلك الدعوة ليست بريئة ولا من باب الشراكة الوطنية, هي فخ كالفخ الذي نصبه الرئيس السابق صالح لتكتل اللقاء المشترك حتى أشركهم في الفساد ونهب المال العام والفشل الذريع, فسقطوا من أعين الشعب وحتى من أعين أعضاء أحزابهم .
أعتقد أن أنصار الله أصحاب فطنة ولا يمكن أن يكرروا خطأ المشترك, وليس من صالحهم الاستعجال في الدخول الى هكذا حكومة كارثية, وسيعتبر عموم الشعب أنصار الله أذا اشتركوا في الحكومة أن فعالياتهم ومسيراتهم كانت بهدف الحصول على مقعد أو مقعدين وزاريين, وسيفقدون بالتالي الزخم الجماهيري الهائل الذي يجتمع حولهم.
لنعمل جميعاً من أجل تشكيل حكومة جديدة برئيس وزراء جديد ووزراء ذوي كفاءة واختصاص ومستقلين عن القوى والتيارات السياسية ومراكز القوى التقليدية, ذلك الخيار الأنسب لليمن في الرحلة الحالية.
الهدف من تسريب تلك الأخبار عن قرب مشاركة انصار الله في حكومة باسندوة عزلهم عن الجماهر الغاضبة من الجرعة والفساد الحكومي والانفلات الأمني, تلك الجماهير التي بدأت تلتف حولهم أكثر فأكثر على اعتبار أنهم الطرف السياسي الوحيد الذي أعلن انحيازه للشعب. (منقول) .
وكان منشوري في الفيس بوك على النحو الآتي :
أعتقد أن التشكيل الحكومي القادم لن يخرج عن هذا التسريب, أما من يدعي بان بن دغر هو المرشح لرئاسة الوزراء فذلك لا يتفق مع الوفاق الوطني, ومن يقول باستمرار باسندوة فهو يجافي المنطق والمصلحة الوطنية ..
اما عن قناعتي الشخصية فلابد من حكومة تكنوقراط من كفاءات وطنية عالية برئاسة هادي فالمصلحة العامة تتطلب ذلك, إذ ان الحديث عن حكومة وحدة وطنية واسعة وتوافق وطني يراد به المصالح الحزبية والجهوية والفئوية لا غير - وديمة خلفنا بابه - أما عن (أنصارالله) فنصيحتي لهم الصبر ورفض العرض الحالي بالمشاركة في الحكومة فذلك سوف يشركهم في الفساد المتفشي للحكم والنهج القائم ويحد من نجاحهم المتصاعد وقدرتهم على الفعل الجماهيري والتأثير الشعبي بينما الفرصة متاحة لهم وبشكل كبير لتشكيل حكومة قدرات متجانسة في الانتخابات البرلمانية القادمة ..
والله ولي الهداية والتوفيق .