في مؤتمر صحفي في العاصمة الإيرانية طهران, أدلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية تصريحا فحواه أن إيران تدعم الاتجاهات السياسية في اليمن وفي نفس الاتجاه تطالب الأطراف السياسية للاستجابة لمطالب الشعب المشروعة المتجسدة في مطالب جماعة الحوثي.
وهنا ليس لنا الحق أن نوجه الإدانة للصديقة إيران لأنها هي من تمتلك الحق في إبداء الرأي والتعبير عن أي موقف يخدم مصالحها, لكنها اليوم أظهرت ما كان يبطنه ويخفيه الحوثي في أجندته التي يسعى لتنفيذها إرضاء لطرف خارجي وتجسيدا لمصالحه على أرض اليمن ابتداء من صعده ومرورا بعمران وصنعاء وانتهاء بعدن والمهرة وفق خطة ممنهجة أولها نفذ بالسلاح وأخرها الاعتصامات والمظاهرات السلمية التي ينشد الحوثي من خلالها جني المزيد من المكاسب السياسية من خلال دغدغة عواطف الناس فتارة بغرس عقائدهم الدينية التي تخالف عقائد ديننا الإسلامي بكل منطلقاتها وتارة أخرى من خلال احتياجات المواطن من متطلبات الحياة كالجرعة الناتجة عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية التي أصبحت هم الحوثي الوحيدة ليساوم بها على تفكيك دولة بكل منظومتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية علاوة على الأمنية, معتقدا انه يستطيع أن يلعب بأخر ورقة لديه ليصبح طرفا مؤثرا في منظومة الدولة السياسية, فالشكر موصول لإيران فقد حصص الحق في تصريحك, لتجنيب اليمن محاصصة تضم الحوثي في طياتها.
لكن خطاب فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي حمل في طياته الكثير والكثير لمن يقرئ ما بين السطور وخلفها, فمازال فخامته يرفع راية الحوار السلمي فوق كل الخلافات الباطنة منها قبل الظاهرة, داعيا جماعة الحوثي للتسلح بسلاح الحوار السلمي القائم على الحجة والبرهان وصولا لحول عادلة ومنطقية عوضا عن التسلح بأسلحة الدمار متخذين من خلالها الذريعة لإشعال نار الفتن والتحريض على الاقتتال, لقد كان فخامته واضحا في خطابه المعنون حسب وجهة نظري الشخصية بـ (أحذروا الحليم إذا غضب) لأنه إن غضب فلن يغضب فردا فسيعلن غضب شعب بأكمله.
إن سقوط صنعاء وحكومة الوفاق حلما من أحلام اليقظة الذي يعبر عنها الحوثي في هلوسته متناسيا أو ربما مغيبا عقله أن أرض اليمن شمالا أو جنوبا, صنعاء أو عدن تخفي في جوفها أفاعي سامة ستبتلع كل فاسد ينشد أن يصنع من ارض الإيمان والحكمة مرتعا للاقتتال والفتن.
إن ما ينشده الحوثي بمباركة من إيران ما هو إلا خطة ممنهجة تهدف بأسلوب غير ظاهر نتائجا قد ترجع اليمن إلى ذلك المربع الأول وخاصة في الجنوب, لان ما يقوم به الحوثي بمساعدة من أطراف أذيالها تمتد إلى النظام القديم سوى على مستوى السياسي المخضرم أو المواطن البسيط لن يؤدي بالشعب الجنوبي إلا بالمطالبة بحقه الذي منحها له المجتمع الدولي بناءا على مواثيق دولية وحقوقية في تقرير حق مصيره لأنه في ظل اتحاده مع طرف أخر لا يصبح أو ينام فوق أرضه سوى الفتن والاقتتال لتشتم رائحة الدماء في كل الإرجاء لن يجنوا ما منحته لهم مقررات وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل في حقهم المتجسد في المناصفة على جميع المستويات تتويجا لوحدة اليمن بعقد جديد وصولا لدولة اتحادية مدنية جديدة.. فهل كان هدف إيران من تصريحها تفكيك اليمن خدمة لطرف ثالث إلى جانب الحوثي بعد أن تلاحمت القلوب وتوجت بتلاحمها وثيقة اليمن الجديد ؟؟؟ - والبقية للقارئ-