تفاجأ الباحثون اليمنيون في ماليزيا بتلقيهم رسائل بريد إلكتروني تدعوهم لحضور ما يسمى بـ"الملتقى الأول للباحثين اليمنيين في ماليزيا". كما تفاجأوا بأن هذه الدعوة موجهة من شبكة غير معروفة تسمى "الشبكة الدولية للأبحاث والتعليم المستدام". هذه الشبكة وهمية، ولم يتم انتخاب هيئتها الإدارية من قِبَل الباحثين اليمنيين في ماليزيا، ولم يسبق لهم سماعها من قبل، كما أنها لا تمتلك أي صفة رسمية أو شرعية لإقامة فعالية أكاديمية أو بحثية بهذا المستوى.
ورفض الباحثون اليمنيون في ماليزيا التجاوب مع هذه الدعوات الوهمية، مؤكدين أنها تهدف إلى نشر إعلانات بغرض جمع تبرعات من التجار والمستثمرين في ماليزيا وخارجها باسم الباحثين اليمنيين في ماليزيا. وقد نشر عدد من الباحثين اليمنيين عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه الحادثة، متسائلين عن دور الملحقية الثقافية في ماليزيا التي يُفترض أن تكون الجهة الرسمية المسؤولة عن إقامة مثل هذه الفعاليات للباحثين اليمنيين في ماليزيا.
وبعد البحث والتحقق، تبيّن أن من يدير هذه الشبكة شخص يُدعى عبد الله الشليف، وهو مسؤول في حزب الإصلاح في ولاية جوهور الماليزية. وقد استغرب الباحثون اليمنيون في ماليزيا من الجرأة التي امتلكها لإرسال دعوات للتجار والمستثمرين لجمع تبرعات باسمهم في هذا العصر الرقمي، حيث يسهل تتبع الجهات الوهمية واكتشافها. كما اتضح أن السفير عادل باحميد، سفير اليمن في ماليزيا، مشارك في هذه العملية، حيث سبق له نشر حساب السفارة لجمع تبرعات تحت اسم جمعية خيرية وهمية تدعى "رياحين" كانت تديرها زوجته، واضطر لإغلاقها بعد توبيخ تلقاه من رئيس الوزراء السابق معين عبدالملك.
ويذكر أن الملحق الثقافي في ماليزيا هو الدكتور أحمد الخضمي، الذي تم تعيينه قبل نحو تسعة أشهر، وهو قريب وزير التعليم العالي خالد الوصابي. ومنذ قدومه إلى ماليزيا، لم تشهد الملحقية الثقافية أي أنشطة ثقافية أو أكاديمية تذكر.
وقد حذّر الباحثون من التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني غير الرسمية ومجهولة المصدر التي تهدف إلى استغلال جهودهم وبياناتهم لأغراض أخرى. كما دعوا إلى التحقيق في هذه الدعوات التي تسعى لاستغلال سمعة الباحثين اليمنيين وجمع تبرعات باسمهم، والتحقيق في الأموال المستلمة والجهات الممولة.